السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
•✦✿ #حديث_اليوم ✿✦•
قال صلى الله عليه وسلم : ( مَثَلُ المؤمِنِ كالخامَةِ مِن الزَّرعِ، تُفَيِّئُها الرِّيحُ مرَّةً، وتَعْدِلُها مرَّةً، ومَثَلُ المُنافِقِ كالأرْزَةِ، لا تَزالُ حتى يكون انْجِعافُها مرَّةً واحِدَةً )
الراوي: كعب بن مالك المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 5643 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
https://youtu.be/SG9GQ02VFx0
•✦••✦••✦•
•✦✿ من دل على خير
فله مثل أجر فاعله ✿✦•
#شرح_الحديث :🌤🍃
يَشتملُ هذا الحديثُ على تشبيهٍ رائع من النَّبيِّ ﷺ حيث أُوتي جوامعَ الكَلِمِ، فشبَّهَ المؤمنَ بالخَامَةِ مِن الزَّرعِ، وهي الغُصنةُ الغَضَّةُ الطَّريَّةُ منه، تُميلُها الرِّيحُ مرَّةً وتَعدِلُها أُخرى، وشبَّهَ المنافقَ بالأَرْزَةِ، وهو شجرٌ معروفٌ، يُقالُ له: الأَرْزَنُ، يُشبِهُ شَجرَ الصَّنَوْبَرِ، وقيل: هو شجر الصَّنَوْبَرِ، وقيل: هو ذَكَرُ الصَّنَوْبَرِ، وهو الشَّجر الذي يُعمَّرُ طويلًا، ويكون انْجِعَافُهَا - أي: انقِلاعُها - مرَّةً واحدة، ووجهُ التَّشبيهِ أنَّ المؤمن من حيث إنَّه إن جاءه أمرُ الله انصاع له ورضِي به؛ فإنْ جاءه خيرٌ فرِح به وشكَر، وإنْ وقَع به مكروهٌ صبَر ورجا فيه الأجرَ، فإذا اندفَع عنه اعتدَل شاكرًا، والنَّاسُ في ذلك على أقسام؛ منهم مَن يَنظُرُ إلى أجْر البلاء فيَهُونُ عليه البلاءُ، ومنهم مَن يرى أنَّ هذا مِن تصرُّفِ المالك في مِلكِه فيُسلِّمُ ولا يَعترض، ووجهُ التَّشبيهِ عند المنافق: أنَّ المنافقَ لا يَتفقَّدُه اللهُ باختباره، بل يجعلُ له التَّيسيرَ في الدُّنيا ليتعسَّرَ عليه الحالُ في المعاد، حتى إذا أراد الله إهلاكَه قصَمَهُ فيكون موته أشَدَّ عذابًا عليه وأكثَرَ ألَمًا في خروج نفْسِه.