في ليلة أمس ,, قررتُ أن أختبر شيئاً ما ,, لذلك خرجتُ من البيت قرابة الساعة العاشرة والنصف ليلاً لمقابلة أحد الأصدقاء ,, وتأخرتُ عن الرجوعِ إلى البيتِ عن قصدٍ ,,
كنتُ أفكر في ردة فعل زوجتي التي أحترمها عندما أعودُ إلى البيتِ ,, مع أنها اتصلت ولم أرد على اتصالها ,, وأرسلت لها رسالة أني مشغولٌ في أمرٍ ما ,,
عندما عدتُ إلى البيتِ ,, كنتُ متأكداً أننا سندخلُ في جدالٍ فكنتُ هادئاً ,, لأن المرأة في الغالب لا تدركُ عادةً أنها بدأت فعليا في الجدال عندما تتحدث عن الشعور السلبي الذي أحست به ,, فلم توجه لي تعبيراً واضحا وصريحاً ومباشراً عن ما يقلقها ويزعجها ,, بل بدأت بطرح الأسئلة والتي ربما تكون ساخرة وتحمل من معاني عدم الرضا وعدم القبول على تأخري وإن لم تكن تقصد ذلك أصلاً ,,
في الحقيقةِ المحك الذي كنتُ أنتظره منها هو ردة فعلها حال وصولي للبيتِ ,, أنا كنتُ متأكداً أنها كانت قلقة وفكرت في تأخري لأنه كان على غير العادة ,, وأردتُ أنا أن تُعبر هي عن مشاعرها في حال لقائي ,, بأن تقول كنتُ قلقة عليك ,, انشغل بالي بكَ كثيراً ,,
لكن ما حصل هو سيل من الأسئلة التي ترتقي لمرحلة الاتهام ,, لماذا تتأخر ؟ ألا تعلم أني لا أنام حتى تأتي ؟ لماذا لم تتصل بي ؟ مع نبرة الصوت تلك ,, وسهام النظرات ,, وكأنها لا تريد جواباً لأسئلتها ,, بل تريد أن توصل لي أنه ليس هناك عذرٌ لك ,,
كنتُ أريد أن أسمع المشاعر ,, لا أريدُ أن أسمع الاستنكار ,,
بما أني عشتُ الاستنكار سأكتبُ لكم ما حصل ,, لكن ما أريده منكم يا عُظماء إلى أي مدى ستصل النتيجة إذا كانت الطريق هي الإفصاح عن المشاعر ؟
أما ما حدث عند الاستنكار منها فهو في الغالب يبعثُ على اتخاذ موقفٍ دفاعي مني ,, وزوجتي بهذه الأسئلة قد ترى أنها تقوم بتعليمي درسا في كيفية احترامها ومحبتها ,, وبما أني مدركٌ للموقف مسبقاً فلم أقم بأي ردة فعل دفاعية ,,
لقد كنتُ مهتماً بهذا الموقف لدرجة أني بدأت أفكر جدياً إلى أي مدى سيكون أثره سلبيا لو قمت بردة فعلٍ دفاعية ,, لأنه باختصار سيخلق حاجزاً بيني وبينها يُبنى على سوء التفاهم ,, وربما تجعلني أقل رغبة في العطاء لهذا الشراكة الزوجية ,, لأن من أشد الأمور على الزوج أن تسحب الزوجة منه رضاها وقبولها له ,, وقد تكون الزوجة غير مدركة للأثر الناتج عنه ولا تعرف مدى حاجة الزوج إليه ,, لأنه من الصعب على الكثير من الأزواج التصريح بمدى حاجته لقبول زوجته ورضاها ,, وقد يصرح بأنه لا يهمه ذلك ولا يبالي أحصلَ عليه أم لا ,,
أحياناً ,, يكونُ الطريقُ سهلاً ,, لكن نُشَوِّكُهُ بالطريقة ,,
,,
__________________
و في الريح من تعب الراحلين ,, بقايا
,, جُذَيْلُها المُحَكَّك ,, ماستر في تخصصي علم النفس والخدمة الاجتماعية