د-عبلة تجيبك على اسئلة مهمة
في فقه التعامل بين الزوجين
تساؤلات تجيب عنها:
أستاذة الفقه بجامعة الأزهر : د. عبلة الكحلاوي
** هناك انفصام بين التزام الأزواج والزوجات بطاعة الله وبين علاقتهم الزوجية غير السوية، حيث تكثر المشكلات وتصل الأمور إلى حافة الطلاق، فلماذا يحدث ذلك، وماذا عن فهم الأزواج للطاعة.. القوامة.. النشوز.. الشورى.. وغيرها؟
أولا - هناك اختلاف بين في مشارب الالتزام، فالكل يد عي الالتزام إنما المعني حدث فيه اختلاف وهذه فجوة تقع بين الأسر "اختلاف المعين"، فالمصادر التي يستقي منها الالتزام مختلفة، وبالتالي تختلف الآراء، وبعض الآراء يشوبها عدم الدقة وبعضها ليس له أساس من الصحة.
نحن بحاجة إلى رفع الجهالة الشرعية عن الأسرة ، رجل وامرأة وأبناء ، نحن بحاجة إلى تعلم الضوابط الشرعية في العلاقة الزوجية، ولوسائل الإعلام دور كبير في ذلك بشكل يتفق مع التقنيات الحديثة والأشكال المشوقة.
مثلا - مفهوم الطاعة - هي في الحياة الزوجية ليست طاعة عمياء ، بل هي طاعة ومشاورة ، فالرجل يكره المرأة التي لا تملك قرارا ولا شخصية وليس لها رأي، إذ إنها كيف ستكون له صاحبا بالجنب ، ولنا في موقف الرسول (صلى الله عليه وسلم) مع أم سلمة القدوة في ذلك، ما يضير الرجل إذا كانت امرأته مستشارته، كما كانت أم سلمة للنبي (عليه الصلاة والسلام) .
الطاعة العمياء هي طاعة الخدم لأسيادهم، لا تتفق وجو الأنس وروح الألفة بين الزوجين وجاذبية الحديث.
مثال آخر: نحن نفهم أن الزوجة التي يطلبها زوجها إلى فراشه وتمتنع تلعنها الملائكة.. وهذا صحيح ، ولكن ماذا لو كانت مريضة ، أو لديها ظرف طارئ كوفاة أب أو أم، فهل تكون في هذه الأحوال ملعونة.. بالطبع لا، وإلا فنحن نظلم أنفسنا فتقدير الزوج واجب ومراعاته مشاعر زوجته أمر لا غني عنه.
** كيف تعين الزوجة زوجها إذا كان يمارس عملا حرا على النجاح وتجنب التعثر في حياته العملية ؟
أفضل عون هو معاونة الزوجة زوجها ، فالمرأة يجوز لها أن تعطي زكاة مالها لزوجها لينفق عليها حتى لا يفتقد مكانته كقوام على الأسرة وفعلت ذلك زوجة عبد الله بن مسعود ( رضي الله عنهم) .
وهناك إعانة بالإيجاب، وأخري بالسلب، فالإعانة بالإيجاب هي أن تعينه بمالها إن كانت تملك مالا أو تعمل إن كانت تقدر على العمل خارج المنزل أو داخله ، وليس في ذلك عيب، فالنساء شقائق الرجال ، وذلك يضفي مزيدا من التوحد وتكامل الصورة الزوجية السوية، أما الإعانة بالسلب فتكون بالكف عن المطالبة بزيادة النفقة والاستغناء عن الكماليات والبعد عن الترف والسرف .
** ترك الزوجة لمنزل الزوجية عند حدوث مشكلة زوجية.. هل يعتبر تصرفا خاطئا يزيد الشقة بين الزوجين أم يمكن اعتباره هدنة حتى تهدأ النفوس، وما الرؤية الشرعية لهذا التصرف ؟
- من الخطأ الجسيم أن تخرج المرأة من بيتها ويعتاد الرجل ذلك، فعند حدوث المشكلة ينبغي أن يختلي كل زوج بنفسه بعيدا عن الطرف الآخر في غرفة مجاورة مثلا أو ينشغل بفعل شيء داخل البيت حتى تهدأ النفوس، ويحاول كل طرف أن يتناسى ما حدث.. وتعجبني كلمة قالها الحكماء يقولون "كن ابن وقتك" يعني لا تضيع وقتك أي عمرك، فأنت لا تدرين ما يحدث في اللحظة القادمة، حدثت مشاجرة من ساعة فلتكن الساعة القادمة مصالحة فأنت لا تدرين ما سيكون فيها، ولكنك تدركين أنه لن ينفع الندم!
** حينما لا تطيق الزوجة أفعال زوجها وتصرفاته، فإنها أحيانا تبث شكواها إلى إحدى صديقاتها المقربات، فهل يعد ذلك إفشاء الأسرار الزوجية؟
- إذا كان يرجى من ذلك حل المشكلة فلا بأس ، أما غير ذلك فنصيحتي "سر ك في دمك" لا تطلعي أحدا على أسرارك