مرحبا أم سهيل، أنتي تقتربي مني أكثر ولديك قدرة رائعة لمحاولة تحليل الأمر وكأنك تكتشفين ذاتي وتحاولين للوصول للأسباب وتجيبي على أسئلة حائرة.

لعل تفسيرك دقيقاً بهذه النقطة، حس المسؤولية عندي عالي جداً، وتقييمي للمخاطر مرتفع، يهمني جداً قبل أن أنجب أن أدرك فعلاً مدى قدرتي على أن يعيش هذا الطفل في أجواء صحية من حيث الأسرة ومن حيث الاكتفاء المادي، ولعل لذلك سبباً عميقاً.
أبي لديه مالا يقل عن 15 إبناءً وأبنة من كلا الزوجتين، وراتبه أو دخله لايغطي بأن يلبي احتياجات الكثير من الأبناء لكثرتهم، ولا يتفهم أيضاً احتياجتهم، واتذكر تضجره حين يطلب منه أحدهم مبلغاً، نهايك عن المصاريف الصباحية التي يعطيها الابناء حين يذهبون للمدرسة في كل يوم وكل فرد يحتاج ملابس وووو إلخ...، وهو في مقابل ذلك لديه بيت يحتاج لتوفير لقمة العيش لها وشراء الكثير من الاحتياجات الاعتيادية مثل الغذاء وغيره، وكان ذلك على حساب رفاهيتنا واستقرارنا المادي، وكنت أدرك أن السبب هو كثرة الأبناء ولو كان لديه أبناء قلة لاستطاع أن يعطيهم مايحتاجونه دون تذمر
في الوقت نفسه لا أراه يدير ماله جيداً، فهو كريم معطاء واحياناً على حساب أبناءه، ولديه مشروع كلما جاءه دخلٌ منه اعاد هدمه ثم بناه بحجة التطوير وهكذا يذهب هذا الدخل إلى الهدم والبناء دون الاستفادة منه، ومع ذلك لم نكن فقراء أو ننتظر الصدقات أو غير ذلك، لكن كنا طبقة متوسطة كثرة ابنائها تستهلك أموالها على حساب احتياجات ومطالب أهم.
ولأجل ذلك يهمني أن يعيش أطفالي ليس برفاهية مطلقة أو دلع خائب إنما بحياة مادية مستقرة، فأنا أشيل هم مسؤوليتهم أكثر من أمر آخر.


وهذا ما أتمناه، قبل الزواج، كنت أعتقد أني من أكثر الرجال الذين سيكونون ناجحين في زواجهم لأن لدي رؤية خاصة وسامية للزوجة وللحياة الزوجية ولدور الزوج فيها، في حين أن الكثير من الرجال يرون للحياة الزوجية والزوجة نظرة تقليدية، ولكن حين تزوجت انصدمت بأمرأة بيني وبينها كما بين السماء والأرض من حيث الفكر والطموح والرؤية، لم تكن أصلاً مستعدة لأن تكون زوجة، وفوق هذا لم أحبها ولم تعجبني شخصيتها، وبعد أن عشت معها وشعرت بالأسى والضجر وسوء الحظ كنت حينها وكأنني بسجنٍ أريد أن أن أنعتق منه، وكان فراقها فرجاً وراحة، واتت الفكرة التي أبحث عن اجابتها، هل كان احساس بالسجن والضجر والاسى نتيجة أن مطوق بشيء أسمه زواج وزوجة أم لأن هذه المرأة لم تكن الزوجة الحقيقية المناسبة التي أبحث عنها وتروي شغفي، وهذا أهم سؤال في حياتي أفتش عن إجابته، وبمعرفته تتسهل كل الأمور، هل أنا صالح للزواج أم لا!!!!!!!!!!!!؟

كلامك جميل ورائع، وبالفعل أشعر أن من أكثر الأسباب هو الاستقرار المادي لي قبل الزواج وكان هذه قناعة قديمة لدي، بالرغم من أني أملك مالاً جيداً إلا أني لازلت أشعر بأن أكسب أكثر لأضمن أكثر استقراراً وسعادة للحياة الزوجية، وحتى فكرة الزواج سوف تكون بعد أن أتأكد وأضمن تمديد عقد للشركة التي أعمل بها، لأستطيع الانفاق على بيتي الزوجي كما ينبغي، وهذه من أهم المخاطر التي أحسب لها ألف حساب، وأنا رجل أستفيد وأخذ العبرة جيداً من تجارب الناس الذين تعثروا أو وجدوا انفسهم في واقع لايستطيعون فيه تلبية احتياجات بيتهم وزوجاتهم.

لكلامك سليم وأتفق معه، ومشكلة أيضاً تقدم العمر والقدرة على التغيير هو أن يألف المرء نفسه على وضعٍ معين فلا يمكنه أن يتغير إلى غيره، بمعنى يألف الحياة العزوبية ولا يجد نفسه ميالاً للحياة العائلية، وهذا من السلبيات، ملاحظتك جميلة.

أنا ملتزم بما أؤمن به أو أتولى مسؤوليته،
بالنسبة للدين أنا مؤمن بالله وقريب منه وأذكره، لدي آراء فقيهة وآراء بالحياة وبالإنسان ربما لايتفق معها الكثيرون ويروني شوي شاطح عن المجتمع وما اعتادوه، ولكن أراها طبيعية وهي الصحيح وافسر رفض المجتمع لها أن السبب هو أنهم عاشوا على نمط معين وتلقوا تعاليمهم ومبادئهم وفق ماولدوا عليه لا وفق المعيار الصحيح للحقيقة، ولكني في الوقت نفسه متعايش مع الجميع، نعم أقصر في بعض العبادات وأحاول أن أقوم بها، علاقتي بأهلي جيدة، وانفق عليهم أحياناً، ملتزم وأعطي كثيراً في الوظيفة وأسعى للنجاح فيها.

قد تعجبني كثيراً شخصية أمرأة ما يذكرونها، ولكن هل ستعجبني أيضاً شكلياً هل سأميل إليها عاطفيا، هذا أمر مهم بل وأساسي لدي.


أشكرك حقيقة على تفاعلك واهتمامك وآرائك القيمة.

__________________
ياصبحِ لاتِقبل !!
عط الليل من وقتك..