أبارك للجميع اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية لجميع الناس من سعوديين خليجيين وعرب ومسلمين وغير مسلمين لأن هذا الوطن وهذه القيادة وهذا الشعب له يدٌ بيضاء على كثير من شعوب العالم، وأن استقراره وعزه سينعكس على الجميع بطريقة أو أخرى كيف لا وهو مهد قبلة المسلمين مكة المكرمة وفيه مسجد الحبيب عليه الصلاة والسلام وقبره المدينة المنورة، أسأل الله رب العرش العظيم أن يحفظ هذا الوطن وأن يلهم قادته الحكمة والصواب وأن يبارك لهذا وبهذا الشعب الجميل المعطاء وأن يديمه بأمن ورخاء وبقية بلدان وشعوب العالم أجمعين.


نعود لعنوان الموضوع (الأسر المنتجة)، وهي ثقافة انتشرت في السنوات القليلة الماضية في السعودية وهي عبارة أن تقوم العائلة بطبخ ماتتقنه من طعام سواء كان طعاماً شعبياً أو عالمياً أو أنواع من الفطائر أو الحلويات وغيرها من المأكولات، ويتم بيعها عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي أو من خلال الطلبات المباشرة التي تصلهم عن طريق الهاتف أو من خلال قصد التجمعات كالحدائق والمنتزهات وبيعها على المرتادين أو غير ذلك من وسائل.

وهذه ميزة جيدة كبديلة عن المطاعم التي يكثر فيها الغث والرداءة والغش والأكل الغير صحي إلا مارحم ربي بحيث يضمن المرء أنه يأكل من عمل سيدات يُتوقع أنهن يتقنّ الطبخ وأن مستوى النظافة والجودة أكثر ظهوراً وأنه وباختصار أكل من المنزل.

ولأني أحب أن أدعم وأميل إلى أن أشجع أبناء وبنات بلدي فإنه أسعد كثيراً بأن أكون أحد المشترين لمنتجاتهم خصوصاً وأني أعيش أغلب وقتي كعزوبي، وأذكر أن آخر عزيمة كانت لدى أخي وقد طبخ العشاء لدى أحدى السيدات وكان عشائاً طيباً تأكل منه وأنت مطمئن على معدتك، ولأن الأمر لايخلو من سلبيات مثله مثل أي مشروع، إلا أنني سأركز على مسألة الأسعار.

نعم نحب أن ندعم بناتنا وأخواتنا وأن يكون شرؤونا مصدر رزقٍ لهن، لكن الإشكالية التي تواجه الكثيرون تكمن في غلاء السعر المضاعف عن المطاعم، وهذا جانب من الجشع خصوصاً أن المرأة ليس لديها التزامات كثيرة مثل آجار المحل أو العمالة أو الرخص البلدية أو الصحية وغير ذلك من تكاليف لأن الملاحظ أن الكثيرين يتعمدون رفع الأسعار بشكلٍ غير عادل.

وكوني رجل أمشي في اليوم أكثر من ساعة في المضمار الكائن في الحي الذي أسكن به، وجدت أحدى السيدات اللائي يبعن المنتجات الأسرية بأسعار باهضة، فلك أن تتخيل أن كوب الشاي بثلاثة ريالات، وكوب القهوة بأربعة ريالات! وقطعة صغيرة من الكيك بعشرة ريالات!! ومع ذلك لم تشجعني أن أشتري منها لأنها طمعت بشكل مبالغ به في حين أنه يمكنني أن اشتري من المطعم الذي لايبعد عنها سوى أمتار قليلة بريال واحد لكوب الشاي! وللأسف أني أرى أنها تستغل تعاطف الناس معها لترفع الأسعار.

في ذات المضمار قبل أيام قليلة وجدت شابين رائعين يبدو عليهما الهدوء، وأصبحت أراهم كلما قصدت ذلك المضمار ، وهذا اليوم قررت أن أذهب إليهم لأرى بضاعتهما واشتري منهما إذا أعجبتني، وكانت بالفعل غاية في النظافة والترتيب والجودة، وكانت اسعارهما معقولة للغاية، وسألتهما عن سر ذلك الحفاظ على أسعار قليلة مقارنة بغيرهم، فقالوا إن والدتنا قالت عليكم بالرضا بالقليل وسيأتيكم الكثير، كما أكدوا لي أن والدتهم قالت لهم لو تبقى من الأكل دون أن يشترى فليعطى لمن يحتاجه دون مقابل، ودون أن يحفظ للغد ويباع للناس، وذكروا أن والدتهم قالت لو جائكم شخص ليس معه مبلغ للأكل فاعطوه دون مقابل، ولأنهما كذلك قررت أن أشتري منهم وأن أكون زبوناً دائماً لديهم، فهؤلاء من يستحقون فعلاً الدعم، ولأجلهم كتبت هذا الموضوع.

__________________
ياصبحِ لاتِقبل !!
عط الليل من وقتك..