بمناسبة تلقي السلطات المختصة في بلادي أعداد تأشيرات الحاج المصرح بها هذا العام
فإني أشد على أيدي كل مستطيع شابا كان أو كهلا أن يبادر الى تقديم أوراقه لحج هذا العام
فلا يدري أحدنا ماذا سيحل به العام القادم فالآجال محدودة والأنفاس معدودة
فالحج واجب على كل مستطيع فورا بلا تأجيل أو تأخير
قال تعالى (....ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين) 97 آل عمران
وأما من جحد فريضة الحج فقد كفر, والله غني عنه وعن حجِّه وعمله, وعن سائر خَلْقه.
منزلة الحج
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
سئل النبي صلى الله عليه وسلم: أي الأعمال أفضل؟ قال: (إيمان بالله ورسوله). قيل: ثم ماذا؟ قال (جهاد في سبيل الله). قيل: ثم ماذا؟ قال: (حج مبرور). رواه البخارى
عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أنها قالت:
يا رسول الله، نرى الجهاد أفضل العمل، أفلا نجاهد؟ قال: (لا، لكن أفضل الجهاد حج مبرور). رواه البخارى
ثواب الحج
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (من حج لله، فلم يرفث ولم يفسق، رجع كيوم ولدته أمه). رواه البخارى
من أراد الحج ورغب فيه وتمناه ولكنه عجز عنه فإن الله لواسع فضله ورحمته لا يحرمه الأجر،
فعن أنس بن مالك رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رجع من غزوة تبوك، فدنا من المدينة فقال: إن بالمدينة أقواماً ما سرتم مسيراً، ولا قطعتم وادياً، إلا كانوا معكم، قالوا: يا رسول الله، وهم بالمدينة؟ قال: وهم بالمدينة، حبسهم العذر. رواه البخاري،
ينبغي اغتنام فرصة كون الحج ممكناً والفوز بهذا الثواب العظيم قبل أن يفوت، لأنه فائت قرب قيام الساعة وخراب الدنيا
ثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: استمتعوا من هذا البيت، فإنه قد هُدِم مرتين ويرفع في الثالثة. رواه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم وصححوه، وصححه الحافظ العراقي والشيخ الألباني.
و قال صلى الله عليه وسلم: اتركوا الحبشة ما تركوكم، فإنه لا يستخرج كنز الكعبة إلا ذو السويقتين من الحبشة. رواه أبو داود وحسنه الألباني.
اخواني أخواتي البدار البدار الى فريضة عظيمة افترضها الله علينا من فوق سبع سماوات فلا ينبغي أن نضيعها فالميت في قبره يتمنى أن يعود للدنيا من أجل تسبيحة يزداد بها حسنة فما بالنا بثواب الحج
يقول جلا وعلا (وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ (47) الأنبياء
أخي الكريم لا تغتر بمال ولا ولد ولا منصب ولا صحة فكل ذلك الى زوال
أسأل الله العلى القدير أن يستعملنا ولا يستبدلنا وأن يرزقنا قبل الموت حجا مبرورا تمحى به الذنوب وتقال به العثرات وتفتح به الجنان وتغلق به النيران ، انه سبحانه نعم المولى ونعم النصير