بسم الله الرحمن الرحيم

منذ سنوات عدة دار حوار بيني و بين بعض الاخوات
من جنسيات عربية مختلفة .. في هذا الحوار قالت الأخوات :
البنات عندكم متربيات على الخوف .

ظللت فترة طويلة أحاول فهم موضوع الخوف هذا
الذي أشارت إليه الأخوات ..
لأنني بصراحة لم أجد أثراً له أو لم أجد خوفاً غير طبيعي
عند بناتنا .
ثم اكتشفت بفضل الله أن البنات عندنا تربين على الحياء .

الحياء الذي فسرته تلك الأخوات بالخوف ..
هو أجمل صفة في الفتاة و أروع صفة في العروس
تجذب بها عريسها و تأسر قلبه .

كانوا يقولون عن محمد صلى الله عليه وسلم أنه
( أشد حياءً من العذراء في خدرها ) .
فالحياء صفة ملازمة للمراة المسلمة و صفة خاصة بالعذارى .

و كان عليه الصلاة و السلام يقول :
( الحياء لا يأتي إلا بخير ) متفق عليه .

لكننا اليوم نرى تراجع كبير في مستوى الحياء عند فتياتنا
إلا من رحم الله .

حدث هذا لأنهن فقدن القدوة .. بفقدان صورة المرأة المسلمة
و صفات المرأة المسلمة .. بسبب أن هذه القدوة لم تعد موجودة
بالشكل الواضح الجلي المبجل .
( و إن كانت موجودة فعلاً و لا يخلو زمان منها ) .

و صارت المرأة القدوة عندهن هي التي تقدمها لهن
و سائل الإعلام من مذيعات و ممثلات و مغنيات
و عارضات ازياء و فتيات اعلان و غيرهن .
و لم يعد يخفى على أحد أن معظم ما تقدمه هؤلاء النسوة
يخدش الحياء بل يهتكه .

من أمثلة ذلك :

1- المشاهد الغرامية التي تضرب على وتر العاطفة عند الفتيات
و تصوير أن الحب قبل الزواج هو اساس الحياة الزوجية
و أن الزوج يجب أن يكون العاشق الولهان و إلا فلن تنجح
في بناء بيت و أسرة معه .

2- إغراق الفتيات بموضوع الموضة و الجمال و كيف تكوني
جذابة و صاحبة طلة و حضور .. و إلخ
و هم بذلك يعبثون بالمرأة من ناحية فطرتها في حب الزينة
و كذلك شهوتها في لفت انتباه الرجال و اثارة إعجابهم بمفاتنها .

3- الهجمات الشديدة على الحجاب بأنه تخلف و رجعية
للأسف انطلت هذه الحيلة على كثير من المسلمات
حيث تخلين عن حجابهن .. و من لم تستطع نزعه
بالكامل مراعاة لعادات و تقاليد أهلها أو غيرها من الأسباب
فقد حرّفت فيه و أخرجته من مفهوم الحجاب الشرعي الساتر
إلى كونه زينة تبرز به جمالها و مفاتنها .
فرأينا ما يسمونه بالعباءات المخصرة و المزخرفة و غيرها .

و من طريف ما يذكر أن ملكة جمال برازيلية عندما
دخلت الإسلام و تحجبت حجاباً كاملاً قالت :
الآن أشعر أنني حرّة .
و مثلها كثيرات ممن دخلن الإسلام و تحجبن في الغرب و الشرق .
أسأل الله أن يثبتنا و إياهن على دينه .


فإذا نظرنا في القرآن الكريم نجد أن الله تعالى
لم يحرم المرأة من فطرتها و حبها للزينة بل أقرها في ذلك
لكنه قصر زينتها في إطار قوله تعالى :
( وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ
أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ
أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَىٰ عَوْرَاتِ النِّسَاءِ ۖ) .

وكذلك قصر حبها و غريزتها لابراز مفاتنها على رجل واحد فقط هو زوجها .

***



و الله إن القلب يتفطر على بناتنا اللواتي مورس عليهن الضغط
النفسي و الجنسي ..
حتى سمعنا كثير من فتياتنا اليوم في المرحلة الثانوية و حتى في الاعدادية
يصرحن تصريحاً برغبتهن الملحة في الزواج ...

طبعاً ليس العيب في تصريحهن بهذه الرغبة فمن حقهن ذلك
و لكن العيب في نوعية الثقافة التي تعرض على الشاشات
داخل بيوت المسلمين .. في ظل غلاء المهور
و الدعوة إلى الإختلاط و أكثر من ذلك
اصدار بعض الحكومات العربية و الإسلامية قوانين
تحدد سن الزواج عند الفتيات بـ 18 سنة
و يعاقب والد الفتاة و الماذون الشرعي بالسجن في حال
عقد قرآن لأي فتاة لم تبلغ السن الذي حددوه .


بينما الفتاة في الإسلام يحق لها الزواج طالما أنها بلغت و أصابها الحيض .

و لنا أن نتخيل كيف يكون حال فتاة بلغت في الثانية عشرة أو الثالثة عشرة
كم من السنوات ستبقى بلا زواج حتى تكمل تعليمها الجامعي
و ربما دراساتها العليا .. ؟!




مازال للحديث بقية
نكمله في وقت لاحق إن شاء الله

و حتى نلتقي تفكروا في هذا الأثر :
( ما يبلغ الأعداء من جاهل ما يبلغ الجاهل من نفسه ) .

__________________
أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه .. و احفظوا عني :
إن لم تكن إنسان إرادة تلتزم بفعل ما تريد فكن إنسان شغف و أحب ما تريد الالتزام به و ستنجح بإذن الله .