الحمد لله الخلاق الحكيم؛ خلق النفوس وسواها، فألهمها فجورها وتقواها، نحمده على ما هدانا، ونشكره على ما أعطانا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ جزيل العطايا، وواهب الرحمات، ومغدق الخيرات، يعطي من يشاء برحمته، ويمنع من يشاء بحكمته ﴿ قُلْ إِنَّ الفَضْلَ بِيَدِ الله يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ * يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ ذُو الفَضْلِ العَظِيمِ ﴾ [آل عمران:73-74] وأشهد أن محمدا عبده ورسوله؛ أعلم الناس بالله تعالى، وأصلحهم قلبا، وأزكاهم عملا، يقوم من الليل قانتا لله تعالى حتى تتفطر قدماه من طول القنوت؛ تعظيما لربه جل جلاله، وشكرا لنعمه سبحانه، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه؛ أولي العلم والتقى، ودعاة الخير والهدى، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد: فأوصي نفسي وإياكم بما وصانا الله تعالى به في كتابه العزيز ﴿ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللهَ وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لله مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَانَ اللهُ غَنِيًّا حَمِيدًا ﴾ [النساء:131]. وقال الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم: أوصنا، قال: أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة، وخطب أبو بكر رضي الله عنه في الناس فقال: إني أوصيكم بتقوى الله تعالى وتثنوا عليه بما هو له أهل، ولما طعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: أوصي الخليفة بعدي بتقوى الله تعالى، وقال عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى: أوصيكم بتقوى الله تعالى؛ فإن تقوى الله خلف من كل شيء وليس من تقوى الله خلف. فخذوا -عباد الله- بوصية الله تعالى لكم، وبوصية رسوله صلى الله عليه وسلم، وبوصايا الصالحين من سلفكم، فاتقوا الله تعالى حق التقوى. أيها الناس: ربنا جل جلاله هو خالق الخلق ومدبرهم، يقضي فيهم برحمته وعدله على ما تقتضيه حكمته وعلمه، وهو الحكيم العليم. اصطفى سبحانه المؤمنين من عامة البشر؛ لعلمه سبحانه بصلاح قلوبهم للإيمان، واستقامتها عليه، ولا يعلم ما في القلوب إلا خالقها سبحانه وتعالى ﴿ قُلْ إِنْ تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللهُ ﴾ [آل عمران:29] وفي الآية الأخرى ﴿ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا فِي قُلُوبِكُمْ ﴾ [الأحزاب: 51] وفي ثالثة ﴿ أَوَلَيْسَ اللهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ العَالَمِينَ ﴾ [العنكبوت:10]. وقد تفضل سبحانه على أنبيائه ورسله فاصطفاهم من مجموع المؤمنين، وخصهم بالنبوة والرسالة، ولما اعترض المشركون على ذلك وقالوا ﴿ لَنْ نُؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ الله ﴾ [الأنعام:124] كان إبطال حجتهم بقوله سبحانه ﴿ اللهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ ﴾ [الأنعام:124]. فالإيمان والصلاح والفلاح في أمور الدين والدنيا، ما هي إلا هبات يهبها الله تعالى من شاء من عباده، وواجب على الموهوبين شكر الله تعالى على ما وهبهم، مع الحذر من الغرور بما أُعطوا، وإلا كانوا كأمة بني إسرائيل حين أنعم الله تعالى عليهم بالملك والنبوة، وفضلهم على الأمم التي قبلهم، فغرهم ذلك، وجرأهم على الله تعالى، فاستنكفوا عن عبادته، وكذبوا رسله، زاعمين أن الله تعالى ما وهبهم الملك والنبوة إلا لقربهم منه سبحانه ﴿ وَقَالَتِ اليَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ الله وَأَحِبَّاؤُهُ ﴾ [المائدة:18] وقادهم غرورهم إلى احتقار غيرهم، والإزراء بهم ولو كانوا مؤمنين موحدين، فادعوا حصر الهداية في ضلالهم وانحرافهم ﴿ وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا ﴾ [البقرة:135] وزعموا قصر الرحمة والجنة لهم دون غيرهم ولو كان غيرهم أكثر صلاحا وتقى منهم ﴿ وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى ﴾ [البقرة:111]. ولأجل اعتدادهم بمسلكهم، وغرورهم بعملهم، وتزكيتهم لأنفسهم؛ عابهم الله تعالى وذمهم، وردَّ زعمهم، وفضح كذبهم، وأظهر حقيقتهم، ورفع الأمة الخاتمة عليهم، وسلبهم أفضليتهم ووهبها لغيرهم ﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ بَلِ اللهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا * انْظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى الله الكَذِبَ وَكَفَى بِهِ إِثْمًا مُبِينًا ﴾ [النساء:49-50]. إن تزكية النفس بغير وجه حق خلق ذميم، ومزلق خطير، يورد صاحبه موارد بني إسرائيل، في الاعتداد بالنفس، والغرور بالعلم والعمل، والاستنكاف عن قبول الحق، ونتيجة ذلك الضلال والإضلال. وكثير ممن نكصوا على أعقابهم، واستبدلوا الردى بالنجاة، والضلال بالهدى، والكفر بالإيمان، فارتدوا وتزندقوا، وانقلبوا على دين الله تعالى طعنا فيه وقدحا، ورفضا لشريعته؛ كانت بداية ضلالهم وانحرافهم تزكيتهم لنفوسهم، واعتدادهم بآرائهم، وغرورهم بأعمالهم. من أجل ذلك نهى الله تعالى العباد أن يستكثروا أعمالهم الصالحة؛ فإنها مهما بلغت لا توازي نعمة واحدة من نعم الله التي لا تحصى. كيف؟! والهداية إلى الحق، والتوفيق للعمل الصالح ما هو إلا من نعمة الله تعالى على عبده، فلولاه لضلَّ الطريق وعمل شرا ولم يعمل خيرا. وجاء النهي عن استكثار العمل الصالح في أوائل التوجيهات الربانية للنبي عليه الصلاة والسلام كما في سورة المدثر ﴿ وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ ﴾ [المدَّثر:6] قال الحسن رحمه الله تعالى في معناها: لا تمنن بعملك على ربك تستكثره. وما نهي العباد عن استكثار العمل الصالح مهما بلغ إلا لأنه سبب لتزكية النفس بلا حق، وقد نُهي العباد عن تزكية نفوسهم ﴿ فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى ﴾ [النَّجم: 32]. فإن كانت تزكية العبد لنفسه في أمور الدين كان المزكي لنفسه مَنَّانَاً بعمله على ربه، متخلقا بأخلاق من ضلوا من أهل الكتاب، الذين زعموا أنهم أبناء الله وأحباؤه، وهذا من أعظم أسباب الضلال والانحراف. وإن كانت تزكية النفس في أمور الدنيا فهي دعاية ممجوجة لها قد تصل بصاحبها إلى العجب والغرور والحسد والكبر وفساد القلب، وكل هذه من عظائم الذنوب وموبقاتها. وقد يحتاج العبد إلى تزكية نفسه لدفع ضرر أو تحقيق مصلحة راجحة؛ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (أنا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يوم الْقِيَامَةِ وَأَوَّلُ من يَنْشَقُّ عنه الْقَبْرُ وَأَوَّلُ شَافِعٍ وَأَوَّلُ مُشَفَّعٍ) رواه مسلم. ولما ظن بعض الناس أنه يُرَخص للنبي عليه الصلاة والسلام ما لا يرخص لهم أزال هذا الظن الفاسد بتزكيته لنفسه فقال: (أَمَا والله إني لَأَخْشَاكُمْ لله وَأَتْقَاكُمْ له) رواه البخاري. وقال يوسف عليه السلام ﴿ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ ﴾ [يوسف:55] فزكى نفسه بالأمانة والعلم؛ لمصلحة راجحة وهي نفع الناس، مع عدم وجود كفءٍ مثلِه. ولما خرج الخوارج على عثمان رضي الله عنه وقدحوا فيه درأ عن نفسه، وذكر محاسنها، وأخبرهم بأعماله الصالحة كتجهيز جيش العسرة، وحفر بئر رومة وغير ذلك، وأعلمهم بشهادة النبي عليه الصلاة والسلام له بالجنة. قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى تعليقا على أحاديث إخبار عثمان رضي الله عنه بذلك: وفيها جواز تحدث الرجل بمناقبه عند الاحتياج إلى ذلك لدفع مضرة أو تحصيل منفعة وإنما يكره ذلك عند المفاخرة والمكاثرة والعجب. اهـ. وقال ابن مسعود رضي الله عنه: (والذي لا إله غيره ما نزلت آية من كتاب الله إلا وأنا أعلم فيمن نزلت وأين نزلت، ولو أعلم مكان أحد أعلم بكتاب الله مني تناله المطايا لأتيته). قال ابن القيم رحمه الله تعالى: فمن أخبر عن نفسه بمثل ذلك لِيُكَثِّرَ به ما يحبه الله ورسوله من الخير فهو محمود، وهذا غير من أخبر بذلك ليتكثَّر به عند الناس ويتعظم، وهذا يجازيه الله تعالى بمقت الناس له وصِغْرِهِ في عيونهم، والأول يُكَبِّرُه في قلوبهم وعيونهم، وإنما الأعمال بالنيات، وكذلك إذا أثنى الرجل على نفسه لِيَخْلُصَ بذلك من مظلمة وشرٍ أو ليستوفيَ بذلك حقا له يحتاج فيه إلى التعريف بحاله أو ليقطع عنه أطماع السفلة فيه أو عند خِطْبَتِه إلى من لا يعرف حاله، والأحسن في هذا أن يُوكِّل من يُعَرِّفُ به وبحاله؛ فإن لسان ثناء المرء على نفسه قصيرٌ، وهو في الغالب مذموم؛ لما يقترن به من الفخر والتعاظم. اهـ. فإن لم يكن للعبد مصلحة راجحة في ذكر محاسن نفسه، ولا يدفع بذلك مضرة واقعة؛ فخير له أن لا يزكي نفسه، وأن لا يظهر محاسنها، بل يجعل ذلك بينه وبين الله تعالى؛ فإن الله تعالى يعلم حسناته وسيئاته. وليتذكر العبد سيئاته في نفسه، ولا يشهرها أمام الناس؛ لئلا يكون من المجاهرين؛ ولأن ذم الشخص نفسه أمام الناس مدحٌ لها بالتواضع، فيأتيه الشيطان من الباب الآخر فيفسد قلبه، قال الحسن رحمه الله تعالى: ذم الرجل نفسه في العلانية، مدح لها في السر، ومن أظهر عيب نفسه فقد زكاها. اهـ. أسأل الله تعالى أن يؤتي نفوسنا تقواها، وأن يزكيها هو خير من زكاها، هو سبحانه وليها ومولاها. بارك الله لي ولكم في القرآن....
الخطبة الثانية
الحمد لله حمدا طيبا كثيرا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له العلي الأعلى، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله النبي المصطفى، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه ومن استن بهم واقتفى. أما بعد: فاتقوا الله -عباد الله- وأطيعوه، واحذروا الشيطان وحبائله؛ فإنه عدو لكم ﴿ إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ ﴾ [فاطر:6].
أيها المسلمون: تزكية العبد لنفسه تؤدي به إلى تعظيم ذاته، وهضم الآخرين وتنقصهم، واحتقار أعمالهم ولو كانت كبيرة، قال محفوظٌ النيسابوريُ رحمه الله تعالى: من أبصر محاسن نفسه ابتلي بمساوي الناس، ومن أبصر عيوب نفسه سلم من رؤية مساوي الناس.
وقد تعظم تزكية النفس عند العبد حتى تتحول إلى مرض خطير يعشق فيه ذاته، وهو ما يسميه علماء النفس: النرجسية، فلا يتحدث إلا بها، ولا يرى سواها، ولا يعجب بغيرها، نسأل الله تعالى العافية والسلامة.
والمزكي لنفسه واقع في الكذب لا محالة؛ لأنه يطلب ثناء الناس وإعجابهم، وقد لا يَفي عمله بجلب ثنائهم له فيزيد من عند نفسه ما لم يعمل ليملأ عيونهم، وينال إعجابهم، فيثنوا عليه بما لم يعمل، ويُخشى على من كان كذلك أن يكون من أهل هذه الآية ﴿ لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلَا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ العَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [آل عمران:188].
ومن كذب بما لم يعمل، وتشبع بما لم يعط، فقد كسا نفسه زورا؛ كما روت أَسْمَاءُ رضي الله عنها: (أَنَّ امْرَأَةً قالت: يا رَسُولَ الله، إِنَّ لي ضَرَّةً فَهَلْ عَلَيَّ جُنَاحٌ إن تَشَبَّعْتُ من زَوْجِي غير الذي يُعْطِينِي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الْمُتَشَبِّعُ بِمَا لم يُعْطَ كَلَابِسِ ثَوْبَيْ زُورٍ) متفق عليه.
ولقد كان السلف الصالح عليهم رحمة الله تعالى أشد الناس حذرا من هذا المزلق المهلك، مع قوة إيمانهم بالله تعالى، وكثرة أعمالهم الصالحة، فلا يفخرون بأفعالهم، ولا يحبون ظهورها للناس، ويلحظون نعم الله تعالى عليهم، فيُزرون بأنفسهم، ويحقرون أعمالهم خوفا من العجب والرياء وحبوط العمل.
لما طُعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه؛ جعل ابن عباس رضي الله عنهما يثني عليه، ويذكر له مآثره؛ ليقويَّ جانب الرجاء في نفسه، فقال عمر رضي الله عنه: المغرور من غررتموه، لو أن ما على ظهرها من بيضاء وصفراء لافتديت به من هول المُطَّلَع.
وكان قيس بن عاصم رحمه الله تعالى من أوفر الناس حلما وعقلا وسخاء، قال له أبو بكر رضي الله عنه: صف لنا نفسك، فقال: أمَّا في الجاهلية فما هممت بملامة، ولا حِمْتُ على تهمة، ولم أُرَ إلا في خيلٍ مغيرة، أو نادي عشيرة، أو حامي جريرة، وأما في الإسلام فقد قال الله تعالى: ﴿ فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ ﴾ فأُعجب أبو بكر رضي الله عنه بذلك.
وكان الإمام الدارقطني رحمه الله تعالى من أعلم الناس، وكان أحفظ أهل عصره للحديث وأخبرهم بعلله، فسأله رجاءٌ المعدَّل: هل رأيت مثل نفسك؟ فقال: قال الله تعالى: ﴿ فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ ﴾ [النَّجم:32] قال رجاء: فألححت عليه، فقال: لم أر أحدا جمع ما جمعت، قال أبو ذر الحافظ: قلت للحاكم: هل رأيت مثل الدارقطني؟ فقال: هو لم ير مثل نفسه فكيف أنا؟!
أيها الإخوة: من نظر في أحوال كثير من الناس في هذا العصر يجد أن تزكية النفس داء قد انتشر بينهم، وكان من أسباب انتشاره وسائل الإعلام، التي تنقل حديث المتحدثين عن أنفسهم، وحديث من ينفخون فيهم من أتباعهم والمتملقين لهم، حتى كثر الحديث وقلَّ العمل، وأضحى أصحاب الثرثرة وباعة الكلام هم سراة الناس وسادتهم، ومن كثر كلامه قلَّ عمله، ومن قلَّ كلامه كثر عمله، والأعمال تتحدث عن أصحابها، ولا تحتاج إلى تزوير المزورين، ولا تطبيل الإعلاميين، ولا تحفظ كتب التاريخ إلا سير من يستحقون الحفظ من عظماء الرجال، وأفذاذ الناس.
فالحذر الحذر عباد الله من تزكية النفس بلا حق، ومن الثناء عليها بلا موجب، ومن أعجب بشيء من عمله فلينظر إلى ذنبه وتقصيره، ومن سرته حسنته، فلتسؤه سيئته حتى يكون مؤمنا.