السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية كريمة لكل أعضاء المنتدى الكرام أخوان وأخوات
وكل عام وأنتم بخير جميعا بقدوم شهر الخير والبركات
أنا أحد أقدم المتابعين لهذا المنتدى منذ أكثر من عشر سنوات .. كنت أتابع ولا أشارك
وعندما أرى أسماء الأعضاء حاليا .. أراهم اختلفوا كليا عن ذي قبل
تغيرت الأعضاء والأسماء والأيام .. لكن غالبا لم تتغير المواضيع والمشكلات
قصتي أنني شاب من عائلة معروفة وميسورة ماديا ولله الحمد. أعمل بالتجارة ومتزوج حديثا. ورغم عملي بالتجارة إلا أن القراءة والكتابة والبحث هو الحقل الذي أعشقه وأمارس هوايتي فيه. خصوصا في الشعر والخيال. قبل الزواج كنت محط أنظار الكثير من العوائل. وكثيرا من الآباء كان يتمناني زوجا لابنته تلميحا أو تصريحا. وكان ذلك يشعرني بالخجل والفخر في آن.
قبل الزواج كنت أحلق بخيالي بأني سوف أتزوج زوجة رائعة تكون لي أم وزوجة وحبيبة وصديقة وشريكة حياة ورفيقة درب. كنت أحلم بأني أرى من خلالها نصفي الثاني. كنت أغرق في الرومانسية والخيال بأن ألا أنام وأصبح إلا في حضنها. وأحلم بأنني سوف تكون إنسانة جميلة ومثقفة ومتعلمة ونتناقش سويا في الكثير من المواضيع الفكرية، وأن يكون بيننا اهتمامات ثقافية مشتركة، وأن تكون بيننا خطط واستراتيجيات للمستقبل.
تزوجت من بنت من عائلة محافظة. سافرنا سويا لدول لم تحلم بالسفر لها من قبل. وسكنتها في شقة ملك هي من أفخم الشقق. رزقني الله منها بولد. ولكن كل ما أتمناه قبل الزواج لم أجده فيها سوى أنها ربة منزل جيدة. حاولت مع الوقت تعليمها عادات جديدة كمواصلة الدراسة العليا، والاهتمام بالقراء والاطلاع، والتخطيط للحياة والمستقبل، لكن لم أجد منها سوى السذاجة وبلادة الحس والسرحان والاهتمام بالتوافه كالسفر والتنزه على حساب الأساسيات.
ولمست فيها من الخوف والضعف والحذر وعدم الثقة بالنفس الشيء الكثير. حاولت وحاولت طوال السنتين الماضيتين - التي هي عمر زواجي - تخليصها من هذه الصفات السلبية، ولكنها تقاوم ذلك بشدة. وكنت أعلم يقينا أنها بمجرد هذه هي العوائق الحقيقية التي تعيقها من النجاح.
عندما أتذكر خيالي في فترة عزوبيتي بأنني سوف أتزوج إنسانة متعلمة وجميلة وطويلة وبيضاء، وأنني سوف أكتب فيها الأشعار في حقول البساتين، وعلى ضفة الأنهار. وأني سوف أنام في حضنها، وتغنيني عن الكون كله، وبين ما أجده في حياتي الزوجية حاليا، أكاد أشعر بالرثاء لنفسي.
لا أعلم هل أنا إنسان حالم ؟ وهذا السبب في عدم نجاحي في حياتي الزوجية، أم قدري أبى أن يكون منسجما مع واقعي. لو فكرت في الطلاق، فالطلاق في عائلتنا لا يقع إلا إذا استحالت الزوجية تماما، كما أن الله رزقني منها بولد. وأحيانا أفكر بالزواج من الثانية لأعوض فيه كل ما عانيته من الأولى. أحيانا أقول لا تجد إمرأة كالتي أحلم بها، وأحيانا أقول سوف أبحث وأبحث وأبحث حتى أجد ما أتمنى، خصوصا أنني إنسان أبذل كل ما بيدي لتحقيق أهدافي إذا اقتنعت بها.
أرشدوني ماذا أفعل ؟!