ملف شامل عن دراسة حديثة للحياه الزوجيه،،،اقرأوها فلن تندموا،،،وعلي مسؤليتي،،،
هذه قصة سريعة الايقاع تتحدث عن زوجين مضى على زواجهما سنوات عدة، وصار لديهما أبناء وأسرة، ومازالت إلى الآن تشتعل الخلافات بينهما لأن جذور الغضب ظلت متقدة إلى يومنا هذا، وهذه حالة تتكرر في الكثير من البيوت، بل لا تكاد أن تجد منزلاً يخلو منها·
لقد شاء الله سبحانه أن يكون الهدف الأسمى من الزواج هو المودة والسكن والرحمة والعيش في ظل حياة كريمة هانئة المسير، ولكن في الواقع لا تجد ذاك المنزل إلا في الأحلام أو في المدينة الفاضلة التي تخيلها الفيلسوف أرسطو قبل 2300 سنة خلت، إذن المشاكل الزوجية شر لابد منه والخلافات التي تعترض حياة كل زوجين أمر حتمي متأكد عبر الزمان والأوقات، بل أسرد لك معلومة عجيبة أستخلصها علماء الاجتماع بعد أن أجروا عدة دراسات على عدد من الحالات الزوجية الناجحة وأخرى فاشلة، حيث تبين أن تلك المشاكل والخلافات الزوجية البسيطة التي واجهت كلاً الزوجين في بداية معتركهما الأسري كانت سبباً رئيسياً في زيادة التقارب بينهما، وأدت إلى مزيد من الحب والتفاهم، والسبب هو أن كلاً منهما قد فهم نفسية الآخر واستطاع أن يؤقلم نفسه مع شريك حياته· إذن نقول لكل زوجين إن المشكلات الزوجية إنما هي أمر طبيعي، ولكن بالحوار والتفاهم ومحاولة حل أية مشكلة مهما كانت صغيرة أولاً بأول·
يقول علماء النفس والاجتماع: إن الحياة الزوجية بحاجة إلى البهارات والتوابل المتمثلة في الخلافات الزوجية) بهذه القاعدة نتوجه للأزواج متسائلين: هل يمكن أن تعيشوا مع زوجاتكم دون خلافات؟ بالطبع لا·· فالعسل غير دائم والخلافات ليست لها نهاية محددة، لأن الحياة الأسرية تعتبر كأي نظام يعتريه العطل ويتعرض للتوقف والصيانة فكذلك النظام الأسري لأنه نظام بشري في المقام الأول تختلف نفسياتهم ورغباتهم ومتطلباتهم ولكل منهم إرادة ومزاج يختلف عن غيره·
ولكننا نقول بأن وجود الخلاف أمر طبيعي ولكن تكراره واستمراره ينذر بالخطر· فتستطيع أن نحتوي أي خلاف ونعالجه بشيء من التفاهم والود والهدوء النفسي·
تلك كانت مقدمة لدراسة حديثة قام بها الأستاذ خليفة المحرزي - مدير مركز الترابط الأسري في الجامعة العربية حول فن احتواء المشاكل الزوجية وأسبابها ·
ويرى الباحث أن عناصر الخلاف تحصل تلقائياً لكل علاقة ثنائية الوجود على وجه الأرض لكنها تتفاقم بسبب التعامل السلبي وعدم خلق مناسب لطرح الموضوع لتؤدي لمضاعفات خطيرة تؤدي إلى تراكمات نفسية عديدة وتمتد إلى تبادل الاتهامات ومنها إلى قذف الآخر بالكلمات الجارحة أو البذيئة لتتحول لمعركة حامية بين الطرفين كل منهما يريد أن يثبت للطرف الآخر مدى قوته وعتاده بشتى الوسائل، لتصل الحياة الزوجية في النهاية إلى طريق مسدود، فإذا ما افتقد الزوجان المهارات الزوجية لإدارة المشكلة، ولم يسلكا الأسس المنهجية للتعامل مع الخلافات، فهي البشارة السوء في تحطم العلاقات الزوجية نتيجة للتصدع المتكرر ولعدم معرفة الحلول الكفيلة لوقف هذا النزيف، ومحاولة كلا الزوجين الاستبداد في الرأي والسيطرة على شريك الحياة·
ويقدم المحرزي ثمانية أسباب لحدوث الخلافات الزوجية بشكل عام وهي كما يلي:
الحالة النفسية التي يكون عليها الشخص·
عدم فهم الأطراف في الحوار وعدم الاستعداد للاستماع للطرف الآخر·
عدم تنازل كلا الطرفين عن فكرته وعدم معرفة حل المشكلة بطريقة منهجية·
وحتى لو كانت المشكلة ليست بسبب تلك المسائل الثلاث، في ظاهرها ولكنها في حقيقتها تكون نابعة منهما بطريقة لا ينتبه لها الزوجان·
تدخل الأقارب في حياة الزوجين·
الفشل في العلاقات الجنسية بين الزوجين·
العناد والتحدي واتباع أسلوب العين بالعين والسن بالسن·
عدم اهتمام كلا الطرفين للآخر والانسياق وراء المشاعر الانفعالية·
ضعف مشاركة الزوج في الحياة العائلية وإلقاء المسؤولية على الزوجة·
عقم أو مرض أحد الزوجين بأحد الأمراض الوراثية·
الفارق في المستوى الثقافي أو الاجتماعي بين الزوجين·
المناقشة في أوقات غير مناسبة·
ويتفق الباحث فيما يؤكده علماء النفس والأجنة أنه لا يوجد على وجه الأرض إنسان متطابق مع الآخر، مهما بلغت درجة التشابه والاقتراب حتى لو كان جنيناً في بطن أمه، حيث يؤكد العلماء بأنه لو كان الجنين تؤما واحداً يتغذى من حبل واحد فإنه يبقى مختلف الطباع النفسية والسلوك والاحساس، فما بالك وأنت جئت من بيئة مغايرة عن البيئة التي نشأت فيها زوجتك وترعرعت على مبادىء وأسس وتلقت قيماً معينة تختلف عما نشأت عليه قبل الزواج، إذن ألا ترى بأن الخلاف مع زوجتك هو أمر طبيعي
·
ويوضح الباحث الأسباب التي تؤدي للمشاكل الزوجية بين الزوجين، والتي قد تختلف من عمر لآخر فالمشاكل التي تحدث في السنة الأولى تختلف من وقت لآخر تبعاً لظروف الزوجين وما يعترضهما من مواقف وأحداث تتبدل فيها مشاكلهما وتتغير
·
سبب غضب الزوجين:
-1 اللامبالاة من قبل الزوج·
- 2 عدم احترام المشاعر والعواطف·
-3 التأخر الدائم عن المنزل ليلاً·
-4 عدم توفير المتطلبات الشخصية·
-5 إهمال المناسبات الزوجية وعدم تذكرها مثل يوم الزفاف وغيرها·
-6 الاسراف على أمور تافهة كما تراها الزوجة·
سبب غضب الزوج:
-1 رفشاء الزوجة الأسرار المالية لأهلها·
-2 عدم تحمل عصبية الزوج·
-3 عدم الاهتمام بواجبات الأبناء الدراسية·
سبب غضب الزوجين:
-1 تفضيل الزوج للأهل والأم بالذات في معظم شؤون المنزل والحياة الأسرية·
-2 عدم المشاركة في مسؤولية تربية الأبناء·
-3 تفكير الرجال بالزوجة الثانية·
-4 التعامل مع الآباء والزوج بعصبية·
-5 افتقاد الحوار مع الزوج لانشغاله خارج المنزل·
-6 الضغط النفسي الشديد الذي تتعرض له الزوجات في ذلك العمر·
سبب غضب الأزواج:
-1 التدخل في خصوصيات الزوج وخاصة الجوانب المالية بفضولية واضحة·
-2 إهمال الزوجة لنظافة المنزل·
-3 تصنت الزوجات على المكالمات أو الاطلاع على الرسائل في الهاتف النقال·
-4 عدم الاهتمام بالمناسبات الخاصة بأهل الزوج·
-5 الذهاب المستمر وبكثرة إلى أهلها لأقل مشكلة·
أسباب غضب الزوجات
-1 غياب الزوج عن البيت لمدة طويلة وانشغاله معظم الفترات·
-2 التفكير الجاد للزواج من أخرى دون مراعاة مشاعرها وقد يستعملها كورقة ضغط·
-3 استمتاع الزوج مع أقرانه من كبار السن في الجلوس على المقاهي أو المجالس·
-4 الإكثار من السفر داخل وخارج الدولة دون اصطحاب الزوجة·
-5 شعور الزوج بالملل والروتين المتكرر والهروب خارج المنزل·
-6 شعور الزوجة بأنها لم تعد موضع اهتمام الزوج واعجابه·
أسباب غضب الأزواج:
-1 اهمال الزوجة في نفسها ومظهرها الخارجي·
-2 الاصابة ببعض الأمراض والخمول والتراخي والبرود في التعامل·
-3 قضاء معظم الوقت عند الصديقات وتلبية الدعوات والغزائم·
-4 عدم الاهتمام بأمور الأبناء·
-5 الاسراف في طلباتها الشخصية والمتعلقة بالكماليات·
ويقسم باحث الدراسة المشاكل الزوجية إلى أربعة أنواع رئيسية ثم تتفرع عنها بقية الأنواع الأخرى منها:
-1 المشاكل المتقطعة: وهي تنشأ حسب الظروف التي تعترض الأسرة وتنتهي بانتهائها وهي التي تسمى بالمشاكل العادية·
-2 المشاكل الدائمة: وهي التي تبدأ مع بداية الزواج وتستمر لفترة شبه دائمة لا تنتهي بحيث تصبح هي الغالبة على حياة الزوجين·
- 3 المشاكل الظاهرة: وهي التي يحس بها الآخرون وقد ترى آثارها واضحة جلية يشاهدها العيان مثل آثار العنف المنزلي وغيرها·
-4 المشاكل المخفية: وهي تنشأ في داخل أحد الزوجين ولا يحس بها الطرف الآخر وهذه من أخطر الأنواع لأنها قد تنفجر في أي لحظة ممكنة، محدثة الكثير من المشاكل الوخيمة وهي التي تسمى بالكبت الداخلي·
ويؤكد المحرزي أن من أهم الأسباب العامة للمشاكل الزوجية هي:
التغيير الذي طرأ على دور المرأة في المجتمع ونزولها للميدان إلى جانب الرجل والشعور بالاستقلالية المادية والمركز الاجتماعي الذي تكون فيه، حيث أشارت الدراسات التي قام بها لفيف من المختصين أن المشاكل تزداد في المجتمعات التي ترتفع فيها مكانة المرأة، وقد اثبتت دراسة بأن المرأة عندما تستقل مادياً عن زوجها وقدر لها امتلاك مصادر معيشتها فإن الطلاق لا يشكل لها خسارة اقتصادية كبيرة·
العامل الاقتصادي وأثره على العلاقة الزوجية، فكلما ارتفعت معدلات الرخاء والنعمة والطفرة المادية كلما ارتفعت معدلات الطلاق والانفصال والخيانات وغيرها·
قصر مدة الحياة الزوجية فكلما زادت العشرة بين الزوجين كلما قلت المشاكل بينهما وزادت نسبة التفاهم والتأقلم، وكلما قصرت الحياة بينهما زادت المشاكل وارتفعت معدلات الطلاق·
الطريقة التي تم بها الزواج من حيث كيفية الاختيار والمعايير التي تمت والأسس الذي قام عليها ذلك الزواج·
الفارق السني بين الزوجين: لأن الفارق السني يلعب دوراً أساسياً في مدى التوافق والتجانس بين الزوجين، فكلما كان الزوجان متقاربين في العمر كلما كان التعايش سهلاً وممكناً·
اتجاه الكثير من الأزواج نحو الاستقلال بالمسكن عن الأهل أو ما يسمى بالأسرة النووية، حيث تبين أن السكن مع الأهل يقلل من المشكلات الزوجية أكثر منها في الأسرة النووية المستقلة لأن الزوج قد يعتدي بالضرب على زوجته أو يطلقها دون أن تدري العائلة بذلك·
-7 ومن أهم الأسباب لانتشار المشاكل بين الأزواج ألا وهي تقبل المجتمع لممارسات تعسفية وخاطئة فقد أصبح أمرا غير مستنكر بأن يقدم الزوج على ضرب زوجته أو طردها من المنزل أو حتى خيانتها، خاصة عندما غرست المسلسلات والأفلام العربية والأجنبية عن الحياة الزوجية بأنها عبارة عن مشاكل وسباب وضرب، وبالتالي انتشرت بين أفراد المجتمع هذه التصرفات المقيتة والشاذة، كأي تصرف عادي شائع بين الزوجين، بينما كان ينظر إليه في العقد الماضي من حياة الأجداد على أنه شيء مخجل ووضع شائن بالنسبة للرجل ويبقى محط استهجان من الأهالي وأفراد المجتمع·
يقول المحرزي إن من الطرق الخاطئة التي يسلكها الزوج في محاولة حل مشكلة معينة مع زوجته هي طريقة المقارنة بين زوجته وغيرها من النساء سواء كانت من أهلها أو جارتها أو حتى من أهله، بهدف تقريب الصورة لزوجته، ولا يدري بأنه يرتكب خطأ كبيراً يتمثل فيما يلي:
عندما نقارن فكأننا نقول للزوجة أو الزوج بأنني مهتم بذلك الشخص مما يسبب للطرف الآخر شيئاً من الغيرة وردة فعل شخصية·
تخلق المقارنة موقفاً ظالماً وغير عادل لأن لكل شخص قدراته وامكاناته وطريقته في التعامل·
عندما نتحدث عن شخص معين ونبرز صفاته الحسنة أمام الطرف الآخر فإننا نذكر الطرف الآخر بالجزء السلبي والذي لا نحبه فيها مما يخلق شيء من الحزن لدى الطرف الآخر·
تسبب المقارنة الاحساس بعدم الاستقرار وعدم الثقة بالنفس لدى الطرف الآخر·
تخلق المقارنة سحق الشخصية القائمة وتقليد الآخرين دون أن تكشف المرأة شخصيتها وامكانيتها الذاتية الطبيعية.
[/grade]
[blink]
[/blink]