وخجل من كلامها ...
استلقى على ظهره .. وأخذ جواله يعبثُ به .. أو يتصفّحُ آخر الأخبار .. واستغرق في جوّه .. فلم يشعر إلا بلمسة رقيقة على صدره .. وقبلة ودّ على جبينه .. رفع رأسه .. نظر .. فإذا بنيته سلوى .. ضمّها إلى صدره .. فقد أحسّ بانجذابه إليها ... قبّلها .. همس في أذنها .. حبيبتي هل لك رغبة في شراء شيء .. فلم تُجب .. هل تريدين الذهاب إلى الحديقة .. فحركت رأسها بلا .. لا .. قال : هل لديك ما تريدين تحقيقه .. فابتسمت ... وتكلّمت .. أبي .. أبي .. إني أحبك .. وأنت رجل مثقف .. فاعتدل في جلسته .. فقد سمع كلاماً وشعوراً جديداً .. ماذا لديك قولي حبيبتي ...
كم أحب أن أراك مع أمي .. مبتسمين .. لطيفين مع بعضكما .. لقد مللنا من صوت شجاركما .. لقد أفزعنا خصامكما .. لقد أصبحتُ أتخيّل بعض مواقفكما على صفحات كتبي ودفاتري .. أبي .. أبي .. إذا كانت الحياة هي كما تفعلان .. فأنا لا أُريدها .. هل يمكن أن تكون حياتنا كلها هكذا ؟!!!!! ...
شرد بفكره .. فقد هزّت وجدانه .. وأفهمتُه شعوراً جديداً ينبغي عليه مراعاته .... هنا اعتلت وجهَهٌ علامات مختلطة بين الخجل أن جاءه النذير من بنيته .. وبين الانتشاء برغبة ملحّة في التغيير ....
بيوت كثيرة ... تحتاج لمثل هذه الطفلة .. قد لا تسمع كلاماً .. ولكن سترى شعوراً ومشاعر ...
فقد تكون أصدق المشاعر مشاعر الطفولة ....
__________________
الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة....