مطلق منذ فترة بسيطة ، فهل أتزوج الآن ؟
السلام عليكم
انا رجل في منتصف الثلاثينات ، طلقت قبل حوالي خمسة شهور بسبب خلافات عديدة و متراكمة طيلة الخمس سنوات من عمر زواجنا. لم نرزق بأطفال و كل هذا من فضل الله تعالى.
أهل طليقتي على الرغم من أن طلاقنا جاء بالمعروف و بالتفاهم مارسوا عادة اهل المطلقات من الصاق العيوب بي و نشر أسرارنا الزوجية ، و حتى تفاصيل حياتنا الحميمية مع طليقتي، كان بإمكاني أن أفعل العكس و أذيع وقاحتها و شراستها بين جيرانها و فشلها كزوجة علي جميع الأصعدة و لكنني آثرت الصمت و لم أخبر حتى والدتي عن تفاصيل مشاكلنا و أحتسبت الأجر من عند رب العالمين ، لكن هذا يجعل من رجوعي إلى طليقتي مستحيل و والدتي ما زالت تبكي و يحترق قلبها و هي تسمع كلام الجيران على أبنها.
أالآن هلي يرغبون تزويجي اليوم قبل بكرة بدافع أن أقهر طليقتي و أتبع طريقة المطلقين من سباق أيهم يتزوج قبل الآخر إمعانًا في إغاضة الطليق، و هذا ما أرفضه. فأنا عشت تجربة سيئة بسبب سوء إختياري للزوجة الخطأ و تركيزي على قشور الحياة كالجمال و بياض البشرة و الوظيفة المرموقة و هذا ماكان في طليقتي، و لم أتيقن فعليًا من الأخلاق لعدم كفاية المصادر كون طليقتي من خارج العائلة.
أنا عاهدت نفسي على أن أكون أكثر حكمة في زواجي القادم و أن أشرع في القراءة أكثر في كيفية إختيار الزوجة، و هذا فعلاً ما بدأت في فعله منذ فترة. و أن لا أفكر في الزواج مرة أخرى قبل مرور سنة على الأقل.
منذ عدة أيام تحاول والدتي بأن أخطب بنت أختها. و هي بنت صالحة أصغر مني بسنتين تقريبًا لم يرزقها الله بزوج لحد الآن لأسباب عديدة أهمها فقر أسرتها خصوصًا و هي أنها يتيمة الأب و توسط الجمال في عائلتها و ميلهم للسمرة في مجتمع يفضل البيضاء و يهتم بالشكليات و إغفال الجوهر الحقيقي.
أقول هذا ، و أنا أعرف من خلال تجربتي أن هذه الأمور هامشية جدًا.
فالفتاة رغم فقر العائلة مكافحة و أتمت تعليمها الجامعي و توظفت في وظيفة بسيطة لكنها كافية لأن تعيلهم و كانت هي بالإضافة إلى شقيقها هم أمسكوا بيد والدتهم التي كانت تعاني في إطعام أكثر من سبعة أطفال.
و أنا كنت منذ زمن بعيد معجب بإصرارها و كفاحها، و أرى أنها إنسانة شقت طريقها الصعب في هذه الحياة و كنت دائما أتمنى لها الخير و أن يرزقها بالرجل الصالح.
طبعًا بحكم أنها قزيبة منا فنحن نعرف تصرفاتها و طباعها و هي إنسانه خلوقة جدًا و قنوعة و طيبة و فيها بعض الصفات السلبية التي يمكن التعامل معها فكل شخص فيه هذا الجانب بالطبع.
المشكلة أنني خائف أن أقدم على هذه الخطوة الآن. و رغم أنني متيقن تمامًا بإستحالة رجوعي إلى طليقتي لكرهي الشديد مما فعلته قبل و بعد الطلاق و يقيني أنها إمرأة لا يمكن أن تشترى ، ألا أنني أيضًا خائف على أنني ما زلت أعيش في خليط من المشاعر نتيجتها أن أظلم هذه الفتاة التي سأتقدم لها.
والدي و والدتي مقتنعان تمامًا بها و أنها مناسبة لي ، و أنا أرى أنها كذلك ، لكنني أيضًا أخاف أن أقع في فخ المقارنات بينها و بين طليقتي، في أشياء أنا أعرف أنها لاتشكل أساسًا لأسرة سعيدة من خلال تجربتي. و النتيجة أن كل هذه الأشياء ستكون وبالًا عليها بدون ذنب.
فما رأيكم ، هل أؤجل الموضوع فترة من الزمن أكون أكثر إستقرارًا ، أم أنها مخاوف طبيعية ستأتيني في جميع الأحوال و الأوقات ؟
عذرًا على الاطالة
تحياتي