مستقبل الشباب مش لعبـة ...
انتشرت بيـن العوام والعاميات مقولـة قديمـة وللأسف أنها منتشرة للآن .. وقد أصبحت بالفعل وكأنها خرافـة بالرغم من تغير أوضاع المجتمع كثيراً خلال السنوات الفائتـة ...
لي صديق أعرفـه صاحب شخصيـة متوازنـة ، صحيح أنه ليس بملتزم ولكـنه غيور على دينـه لا يترك فرضاً في المسجد ، يتذكر إن نصحـه أحدهـم .. ولا يغازل ولا يرقـم ولا يفعل أي شيء من ذلك لأنه لا يريد الاعتداء على أعراض المسلميـن وليس خجلاً أو حياءً كما يفهـم البعض.
بعد أن توظف .. طلب من والدتـه البحث له عـن زوجـة فبحثت وبحثت حتى وجدت له عروساً جديدة شهد له الناس بصلاحها ورزانـة شخصيتها ورجاحـة عقلها . وبحكم كونه من المنطقـة الغربيـة (أنا منها) التي تحوي عادات همجيـة في الزواج طلبوا منه طلبات كثيرة: عقد الشبكـة ، وعربيـة الشبكـة ، وعشاء الشبكـة ، وعلب الشبكـة ... وأثناء العرس تكلف الشيء الكثير ؛ وهي عادات اجتماعيـة لا يمكن الفكاك منها فلا أحد يرضى تركها وخاصـة أنه ميسور الحال .
كل هذه الطلبات احتاج فيها لقرض بنكي حتى يكمل نصف دينـه ، وقد فعل كل ما عليـه .. تزوج صديقي وازدهرت حياتـه في الأيام الأولى ثم ابتدأت الانتكاسـة الكبيرة ...
فالفتاة لم تكـن أصلاً مستعدة للزواج !!
وكانت لا تعرف لأعمال البيت .. وكانت فوق ذا مدللة فهي الأثيرة عـند أهلها التي لا يرضون لها العمل ولا التعب .
وكان والدها بحكم قلة إلتزاماته الماديـة لا يرد لها طلباً خشية أن يكسر خاطرها فلما دخلت بيت زوجها وجدت حالاً غير ذاك الحال وزوجاً كريماً لا يرد لها طلباً ولكن أعباء الدنيا وديون الزواج تكبله فيحزن أنه لا يستطيع لطلبها تنفيذاً ولا لرجائها تلبيـة.
لم ترضى الزوجـة الصغيرة بواقعها الجديد وكانت لها صديقاتٍ ينصحنها بأرذل النصائح فيقلـن لها :" زوجـك على ما تعوديـه" فعوديـه على وضع مادي لا تقبليـن العيش دونـه فإن رفض أو أبى فاقلبي عليـه حياتـه نكداً وغضباً واذكري له أنك كنتي في بيت أبيـك كريمـة لا يرد لها طلب فلما دخلت بيتـك أصبحت مهانـة ولا تقل لي أني لا أستطيع فلماذا تتزوج وتتكلف بنت الناس وأنت غير قادر على ذاك ..
لم يعتد صديقي على هذا الوضع وحاول كثيراً أن يصلحها وأن يعلمها ولكنها أبت ورفضت فكان مصيرها الطلاق ومصيره هو خيبـة الأمل وضربـة قاصمـة في حياته
وجد نفسـه بعد الزواج مكبلاً بقرض لن ينتهي إلا بعد أربع سنيـن ونصف وبديون لن يستطيع سدادها .. وللأسف فقد كان قلبه ضعيفاً تلك اللحظة ، فانقلب حالـه يئساً وقنوطاً ولم يلبث بعد ذلك أن يترك كل أخلاقياتـه ويقنع نفسـه بالسفر وبالشراب وبالنساء .. ولم يبقى مما كان صديقي إلا الصلاة !!! ...
فهل هـناك جريمـة أكبر من أن يزوج الأب ابنتـه وهي غير قادرة على الزواج ولا على مسؤولياتـه ؟!
إن الابنـة إذا تزوجت رجلاً فاشلاً ، وتطلقت منه بعد فترة ستجد أحضان أهلها بإنتظارها ولن تنحرف وستكون بإنتظار فرصتها الثانيـة ... بينما الشاب وخاصـة إن كان في منطقـة بعيدة عـن أهله لظروف العمل فلـن يجد لنفسه غير وساوس الشيطـان وهو في النهايـة رجل لا ينكسر !!
من هـنا أستطيع أن أصف مقولـة "بنات الناس مش لعبـة" بأنها خرافـة وأن الصحيح أن يقال مستقبل الشباب ليس لعبـة
أعتذر أنني لم أناقش الموضوع بشكل معمق أكثر ولكـني سأفعل عما قريب
....