أمنية أخي وليد
قصة موجهة
اسمى خالد وأكتب لكم من الكرسي الذي بجانب أخي وليد وهو يقوم بعملية الديلزة ثلاث مرات في الأسبوع ( غسيل الكلى) بانتظار زراعة كلية له..
لا تتخيلون سعادتي وأنا أجلس بجانبه فقد تعلمت من مرافقته دروساً لا تعلمها الجامعات إضافة لما أقدمه لأعز أنسان عندي بعد والدي
وفي يوم من الأيام
تضايق أخي كثيراً بعد حديثي بالجوال مع أصحابي وأنهم يريدون مني الحضور لحفلة يحضرون لها بالاستراحة واعتذاري لهم وقال لي إذهب لا أريد أن أكون عائقاً لك فقلت إذا تذهب معي أذهب وغير هذا فلا تفكر فقال أذهب معك فشاور الطبيب أرأيتم كم يحبني وأحبه
وشرح لي الطبيب أنه سيأذن له وقت قليل ليعود للمستشفى وأن خروجه مع أصحابه سيرفع من معنوياته استعداداً للعملية نسيت أن أخبركم أني تبرعت له بكليتي وهي مطابقة ولله الحمد.
وأعطيت خبراً أصدقائي أني سأحضر ومعي أخي أيضاً فهم يعرفونه ويعرفهم وأوصيتهم بفعل ما يناسب حالته من الزمان والمكان والتجهيز
وفي تلك الليلة وكان المجلس عامراً استعرض الشباب كل ذكرياتهم مع أخي ومعي حال صحته قبل أن يصاب بالفشل الكلوي
ومن باب التسلية واسعاد أخي اقترح أحد الشباب أن يقول كل واحد من الحاضرين منيته
فبدانا من الأول
ثامر : أتزوج بنت الملياردير فلان اللي ما عنده غيرها فأفوز بالجمال والمال.
معاذ: أكون مثل الملياردير فلان اللي من مطار لمطار ومن دوله لدوله ما أخلى شاطيء ولا منتجع بالدنيا.
سامي : أشهر طبيب جراح
وتوالت الأمنيات ولما وصل الدور لأخي سكت وأطرق برأسه فقال أقربهم له لا تخجل من مرضك سيعافيك الله وتعود وتكون ما تريد قل ما هي أمنيتك
فقال أن أتمكن من التبول بشكل طبيعي أكرمكم الله كما يفعل أحدكم.
وسألوني ماذا تتمنى أنت
فنطقت عيني بدمعة خجلاً من أمنية أخي.
العبرة من القصة: هي التفكر بالنعم التي منّ الله بها علينا ولا تنسينا مصائبنا ومشاكلنا ما نتقلب به من نعم قد يحرمنا الله منها في أية لحظة.
وكذلك نتدبر في الأدعية والأذكار المصاحبة لهذه النعم مثل حديث ( الحمد لله الذي أذهب عني الأذى وعافاني من غير حولٍ مني ولا قوة) أريتم عظمة هذا الدعاء بعد هذه النعمة؟
فماذا تتمنون أنتم.
__________________
لتوفير الجهد والوقت للجميع :
1- كتابة الوقائع ثم المشاعر ثم المطلوب.
2- ما أقوم به هو التعامل مع عقل صاحب أو صاحبة المشكلة وشخصيتهما ونظرتهما للحياة لترقيتها للأفضل بإذن الله على ضوء ما يكتبان هنا.
3- لا بد أن تكون لدى صاحبة أو صاحبة الموضوع الرغبة في القبول بالنصح والرغبة في التغيير لا طلب الدوران معه على محور شكواه والبكاء معه.
4- لا يمكن بعد الله أن أعدل من ظروف الكاتب أو من شخصيات أطراف العلاقة في مشكلته إلا بتواصلهم معي هنا شخصياً.
التعديل الأخير تم بواسطة رجل الرجال ; 19-10-2011 الساعة 12:39 AM