باحث ومعالج في الطب النبوي ومتخصص في الحجامة النبوية
تاريخ التسجيل: Mar 2006
المشاركات: 1,386
بسم الله الرحمن الرحيم
كما نعلم أن الحجامة من الهدي النبوي و هي من مشكاة النبوة لها فوائد كثيرة جداً و منها إخراج الشوائب الدموية أو ما نطلق علية الاحتقانات الدموية أللتي تمنع وصول ترويه دموية صحيحة للأعضاء و الأطراف و أللتي تؤدي إلي حدوث عدة أمراض.
هناك الكثير من الناس ممن يريدوا فعل بالحجامة من باب الوقاية أو بسبب معاناتهم من بعض الأمراض العضوية أو الروحية أو النفسية أو مزيج منهم . وحيث أن بعض الأمراض تستدعي عمل الحجامة في عدة مواضع و في بعض الأحيان في مواضع كثيرة في الجسد فهنا نسأل دائماَ و كذلك يسأل المحتجم :
س \ كم عدد كؤوس الحجامة (المحاجم) القصوى التي يمكن تطبيقها علي المحتجم في جلسة واحدة ؟
سؤال كثير ما يطرح و مازال الكثير يجهل الإجابة علية من الحجامين حتى ذوي الخبرة الكبيرة و قد دعاني إلي كتابة موضوع مختصر مستقل أطرحة بين أيديكم ليستفيد الجميع و لكي نرتقي بالطب النبوي .
فهناك من يقول الحجامة تكون ثلاث كاسات فقط !!! و هناك من يقول سبعة !!! و البعض يقول ليس أكثر من عشرة !!!! و هناك من المحتجمين من يصر أن تفعل له كاسات كثيرة !!! فما هي خلاصة هذا الموضوع و ما هو المقياس الصحيح .
خاصة إنه لم يرد في السنة النبوية ذكر نص او قاعدة تبين لنا ذلك و سنعتمد علي أسس علمية لكي نرتقي بالطب النبوي و نقننة لكي لا نجعل هناك مجال لمحاربتة و التقليل من شأنة فالطب ا لنبوي كما تعلمون ليس من العبادات التوقيفية اللتي يجب ان نطبقها كما طبقها رسولنا الكريم بل هي مجال للبحث العلمي و التطوير المستمر لتناسب كل مكان و زمان ولو كان هذا غير الحال لوجدنا اننا يجب ان نستخدم قرون الثور أو الماعز في الحجامة ويجب ان لا نستخدم المعقمات و المطهرات الي اخره .
رجعة للموضوع مره أخري , فالذي نقيس علية عدد المحاجم هو كمية خروج الدم و ليس عدد المحاجم كما يظن الكثير . حيث أن جسم الإنسان يحتوي علي خمس إلي ست لترات من الدم و عند التبرع بالدم مثلاً لا يؤخذ من الشخص أكثر من 450 إلي 500 سم3 يعني حوالي النصف لتر أي ما بين 12 الي 15 في المائة من حجم الدم في الجسم . وهذه النسبة هي نصف النسبة أللتي يمكن للإنسان لو فقدها ان يعوضها . حيث أن الإنسان إذا فقد ثلاثين في المائة من كمية دمه فيمكن لجسده أن يعوضها . أما إذا كانت النسبة المفقودة أكبر من ثلاثين في المائة فلا يمكن للجسد أن يعوضها و هنا يحتاج الشخص إلي نقل دم خارجي وإذا لم يتم التعويض في فترة وجيزة يحدث هبوط في الدورة الدموية و التفس ويحدث وفاة لا قدر الله .
لذلك يجب أن نحرص في الحجامة أن لا تزيد نسبة خروج الدم عن نصف الكمية أللتي يمكن للجسم تعويضها وهي 450 سم3 بحد أقصي و يمكن إكمال باقي المواضع علي جلسات أخرى بحسب الاستطاعة . ويجب أن نحرص علي جعل المريض يستوعب الفكرة من عمل أكثر من جلسة للحجامة إذا كانت المواضع كثيرة .
ففي بعض الأحيان نجد أن الشخص المحتجم تم وضع 5 كاسات حجامة له ولكن الكاسات تمتلئ إلي الأخير و تفرغ و توضع مرة أخري و يتم امتلائه بعض الأحيان أكثر من ثلاث مرات قبل أن تتوقف وبذلك نكون قد وصلنا إلي إخراج كمية احتقانات كبيرة قاربت الحد المسموح بة بعدد محاجم قليلة , فهنا نتوقف .
وهناك بعض الحالات يمكن وضع كاسات لا تخرج منها إلا كمية بسيطة جداً و هذا بسبب أن كمية الاحتقانات الدموية الموجودة قليلة و بذلك يمكننا تزويد عدد المحاجم الي اكثر من 16 محجم في بعض الاحيان لأننا لم نصل للحد الأقصى من خروج الدم ولا بأس في ذلك لتغطية مواضع الحجامة كاملة في جلسة واحدة .
أتمني أن أكون وفقت في الشرح و ايصال المعلومة
هذا و الله تعالى أعلى و أعلم
__________________
اخوكم في الله ..... ابو ابراهيم
باحث و معالج بالطب النبوي
متخصص في الحجامة النبوية و العلاج العشبي