المشاركة الأصلية كتبت بواسطة hasarym

أختي نور الإيمان

هل تعلمين أنني قبل زواجي كنت أنظر هذه النظرة المثالية التي صورتيها لنا عن الزواج وتربية الأبناء و خلافه

معاك حق في هذه الجملة كل بنت تنظر للحياة الزوجية قبل ارتباطها نظرة مثالية ملائكية كيف لا وهي تحلم بأنها سترتبط بمن اختاره قلبها وعقلها وستعيش مع رجل يحبها وتنجب منه الاولاد والبنات ووو وهذا طبيعي ولعلها لا تكون مثالية على الاقل في نظرها وتصورها ذلك الوقت لانها كانت تريد هذه الحياة ولا تعتبرها مثالية في ذلك الوقت بل ابسط ما يمكن ان يحدث فهي تتوقع الكثيييير ولكن ارى انها نظرة تنتج بسبب انها تفتقر للخبرة في الحياة ولفهم الواقع الحقيقي لمسؤليات الزوجة والام وبمدى دراكها لمشاركة شخصان حياتهما ومالهم وما عليهم وكم الواجبات والحقوق الملقاة على عاتق كلا منهما عدى عن اختلاف كل واحد منهم عن الاخر ومدى قدرة كل طرف على محاولة فهم شركه وايجاد سبل للتقارب والتفاهم حتى تنعم حياتهم بالهدوء والاستقرار قدر المستطاع


لكنني اكتشفت بعد الزواج أنه " ليس من سمع كمن رأى "

وهذه انا معك فيها ايضاً قلباً وقالباً ... صدقتي عزيزتي ... ولكنكِ هنا تحدثتي بشكل عام ولم تحددي ما كنتي تتوقعي وماذا وجدتي ؟؟؟ ولعل ظنونك وامالك والصورة الوردية التي بنيتيها للزواج قبل ارتباطك والبعيدة عن الواقع نوعا ما هي المسؤلة عن ما وجدتيه من صعوبة في تحقيق احلامك على ارض الواقع نتيجة الاختلاف الكبير بين الفكرة قبل وبعد الارتباط . وهذا يحكمه عدة اشياء جوهرية منها مثلا عدم المعرفة الكاملة بشخصية الزوج وهو كذلك بزوجته وماهي مفاتيح كل طرف وما هي الاشياء التي تؤدي لغلق الطرق المؤدية للوصول لصورة واضحة لشخصية كل واحد منكم او الوصول لنقاط مشتركة بينهم بسبب عدم فهمهم لبعضهم البعض وايضا الاختيار والتوافق ووو ...فكما ذكرت لكي انتي تحدثتي بشكل عام ولم تذكري نقاط محددة لكي استطيع ان اجيبك بشكل اوضح من هذا .


فتسلحتُ بسلاح عظيم ألا وهو " سددوا وقاربوا "

هذا اعتبره من الذكاء في التعامل مع الحياة الزوجية ... فكونك صدمتي بالواقع المغاير لتصوراتك لم يجعلك تقفين مستسلمة لواقعك والانهزام امام المشاكل والصعوبات التي تعترضك بل استطعتي ان تسيري وفق خطة تلائم حياتك وتستطيعي من خلالها السير بمركب الزواج في طريق هادئ او يقلل من حدوث الخلافات والمشاكل نوعا ما ... وهذا احييك عليه وهو يحسب لكي ويدل على نضجك وقدرتك على التأقلم مع مستجدات الحياة ومصاعبها فكلما سارت السنين على الانسان كلما زادت مسؤلياته وال { المتدين } بما اننا نناقش المتدين الحقيقي هو من يستطيع ان يوائم نفسه مع هذه المسؤليات التي تجبره ربما الحياة ان يحملها

و مازلنا نسعى للمثالية في شتى أمور حياتنا .. هي حلم ( هدف )

لكنها حلم جميل يستحق أن نسعى لتحقيقه !

هذا ما كنت احدثك عنه وهو طموحك ونضجك وادراكك لما هي عليه حياتك وما هي ابعادها وحدودها الان في الواقع ورسم الطريق المناسب لها لتسير بدون مشاكل كبيرة تهدد استقرارها ... فلكل زوجين تجربة تختلف عن الاخرى وما يمشي لهذه لا يصلح لتلك وانتي ادركتي ذلك

جزاكِ الله خير الجزاء على الموضوع الهادف

بالتوفيق .