[
من الناس من يعتبرون السنوات الاولى للزواج سنوات متعة ، ولهو ، ومسرات..فيسرفون في هذه الناحية، وينفقون دون وعي ، حتى يصل الطفل الاول ، ويبدا في فرض وجوده عليهما ، وفي اضرارهما الى أن يحسبا له حسابا.. فأذا وجوده يقيد حريتهما في الانطلاق ، وأذا مطالبه تثقل الميزانية التي كانا ينفقانها على مسراتهما !
ولا ريب في ان هذا المسالك من جانب الزوجين مسلك خاطئ .. بل خطر ، لأن النتيجة الوحيدة التي تنجم عنه ، هي ان الزوجين لي يلبثا ان يضيقا بالاطفال ، بل وان يضيقا بالزواج داته في صورته الطبيعية ومعناه الحقيقي .. ويمضي ضيقهما بالعيش الطبيعي في ظلال الزوجية في التضخم حتى يعرض سعادتهما للخطر ، وزواجهما للفشل !
وهكذا تلعب العادات التي يتعودها الزوجان _ في الاعوام الاولى لحياتهما الزوجية _ دورا هاما وخطيرا في الاعوام التالية !
ونخلص من هذا كله ، الى ان الزوجين اذا حرصا منذ البداية على ان يكون كل منهما الشريك الامثل لصاحبه ،وعلى ان يفكر كل منهما في مسئولياته قبل ان يفكر في رغباته الفردية ، فليس من شك في انهما خليقان بأن يسعدا وينجحا في زواجهما. اما اذا استسلم كل منهما لنزعاته ومشاربه وأولاها الاهمية الاولى ، واستبد برايه أو فرض رغباته ، فلا مفر من ان ينتهي زواجهما الى الفشل .. ما لم يستيقظا من غيبوبتهما هذه ويبادرا الى انقاذ سفينتهما من الغرق ..
وهذا سر اهمية السنوات القلائل الاولى في عمر الزواج .. انها سنوات التجارب والفرص ..فأذا افاد الزوجان من التجارب ن واستغلا الفرص لاصلاح ما تثبت التجارب حاجته الى الاصلاح ن ضمنا لنفسيهما حياة سعيدة ، موفقة.
منقوول من كتاب(تزوج وعش سعيدا]