رمضان بين السعداء والسفهاء
قبل أن أبدأ الموضوع أحب أن أبين للقارئ الكريم المقصود من كلمة السفهاء، فهم الذين لا يحسنون التصرف واستغلال الشهر الكريم الاستغلال الأمثل, فحالهم كحال السفيه الذي لا يحسن التصرف في المال وسياسته كما قال تعالى {ولا تؤتوا السفهاء أموالكم}.
والآن نأتي على صلب الموضوع فأقول مستعيناً بربي ومتبرئاً من حولي وقوتي:
لم يتبقَ سوى ليال وأيام ويحل علينا شهر رمضان ضيفاً عزيزاً غاب عنا منذ عام, فأهلاً وسهلاً ومرحباً بشهر الصيام والقيام وتلاوة القرآن.. رمضان شهر الجود والإحسان.. رمضان مدرسة الصبر والتقوى, ومدرسة الشعور بالوحدة الإسلامية والإحساس بحال الفقراء والبؤساء.
في رمضان تمتلئ المساجد.. وتفتح المصاحف..
في رمضان يكثر التائبون.. وتقبل قلوب كثير من الناس على العبادات إقبالاً عجيباً!! فتراهم يتقلبون وينتقلون من طاعة إلى أخرى.. صيام وصدقات وتلاوة قرآن وقيام ليل وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر وغيرها من الطاعات التي تفعل في الليل والنهار.. وهؤلاء القوم هم أسعد الناس برمضان.
أما السفهاء في رمضان فهم الذين أضاعوا أيام وليال هذا الشهر الفضيل بين القال والقيل والنوم الثقيل والعبث الطويل!! فتراهم يقضون الساعات أما الشاشات وليتهم يشاهدون ما فيه نفع لهم وإنما ترهات وسفاسف لا خير فيها. أو تراهم يسهرون الليل كله في مجالس لا تخلو من غيبة فلان أو تندّر على فلان... الخ.
السفهاء في رمضان من تنقضي عليهم الليالي وهم يتجولون في الأسواق ويشتد خروجهم في أفضل ليال الشهر وهي العشر الأخيرة.
وفق الله الجميع لكل خير..
وإن شاء الله لنا عودة مع موضوع آخر بعنوان (كيف تستثمر رمضان؟) أسأل الله التوفيق والإعانة.
وصلى الله على محمد.
أبو ناصر22
الخميس 24/8/1431ه – 5/8/2010م
__________________
قرأ وهيب بن الورد رحمه الله قوله تعالى {وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا} ثم بكى! وقال: (يا خليل الرحمن ترفع قوائم بيت الرحمن وأنت مشفق أن لايتقبل منك) تفسير ابن كثير1/167