المعذرة منك يا أخي..

فقط حتى أتأكد من أنني فهمت كلامك .. يعني أنت تريد امراة تشبه في مواصفاتها زوجتك المتوفاة رحمها الله .. وفوق ذلك تريدها أن تقبل منك ـ ليس فقط أن تحمل ذكرى زوجتك في نفسك (وهذا بالمناسبة من حقك ولا سلطان لأحد عليه) ـ بل وأن تتحدث عنها وتذكر صفاتها أمامها وتغلط في اسمها فتناديها باسم زوجتك الأولى.... وهي تتقبل كل هذا بتفهم واحتواء لحزنك على زوجتك المتوفاة؟!!!!!!!

هل هذا بالفعل ما تريده؟!!!!!!!!



إن كان كذلك فاسمح لي يا أخي .... مطلبك فيه الكثير الكثير من الظلم لأية فتاة قد تقبل بك زوجاً.

يعني حبك لزوجتك المتوفاة مفهوم .. وبقاء ذكراها في قلبك بسبب حبها وخصالها وعشرتها الطيبة أيضاً مفهوم .... ولكن كيف تعطي لنفسك الحق في أن تتحدث عنها مع زوجتك الثانية ـ أو الثالثة إن قدر الله لك الزواج ـ وكيف لا ترى أنك مخطئ في حقها عندما تخطئ في اسمها فتذكر اسم الأولى بدلاً من اسمها هي؟! .. بل وتتفاجأ بضيقها وغضبها بسبب ذلك؟!!!!!!!!!!!


يا أخي زوجتك الأولى ذكرى في نفسك أنت فقط .. ولكن لا يحق لك أن تفرض وجودها في حياتك مع زوجتك الثانية .... وحقيقةً لا أرى من اللائق ولا من حسن العشرة ولا من مراعاة الخاطر أن تذكر زوجتك المتوفاة أمام زوجتك الثانية .. خاصةً إن كنت تعلم أن هذا يؤذيها ويجرحها.

لذلك إن كنت لم تتمكن من تجاوز محنة فقدك لزوجتك الأولى رحمها الله فلا تتزوج بأخرى وتطالبها بما يفوق طاقتها واحتمالها.

أما إن كنت بحاجة للزواج فكن منطقياً في توقعاتك من زوجة المستقبل.


واعذرني يا أخي .. فمهما كنت ترى في نفسك من مميزات وخصال فإنها كلها لا تساوي شيئاً عند امرأة لا تشعر بأنها رقم واحد في حياة زوجها .. وإن كنت تعتقد أن زوجتك المتوفاة رحمها الله ستظل هي رقم واحد فعلى الأقل كن ذكياً بعض الشيء ولا تُشعر زوجتك الجديدة بهذا الأمر حتى تسير مركب حياتكما الزوجية بأمان واستقرار.




أما والدتك .. فاسمح لي مرة أخرى ومع تفهمي وتقديري لحبها لك وحرصها على مصلحتك واستقرارك .. ولكنني لا أرى أن من حقها أن تغضب عليك لأنك ترفض الزواج من الفتاة التي اختارتها لك .. ولا أرى أن من حقها أن تجبرك على الارتباط بفتاة أنت غير مقتنع بها ...... وببساطة أنت رجل ما شاء الله وتستطيع ان تتخذ مثل هذه القرارات بنفسك وتستطيع أن توقف الضغط الواقع عليك بكلمة واحدة.

__________________


اللهم طِيبَ الأثر .. وحُسْنَ الرحيل.