للتمتع بحياة زوجية سعيده ... لابد من وجود روح التسامح بين الزوجين ... ويرتبط التسامح بحسن الظن والثقه ... فالحب
وحده لا يكفي لتكون الحياة الزوجية سعيده ... ولتكوني متسامحه لابد ان تحسي بالسلام والرضا الداخلي مع نفسك
اولا ...ولا ننسى ان الله سبحانه وتعالى قد ذكر أهمية وضرورة تحلي المؤمن بصفة التسامح والعفو ..
ومن هذه الآيات :
قال تعالى : " وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ " سورة النور - 22
وقال تعالى : " فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ " سورة المائده - 13
وقال تعالى : " فمَنْ عَفَا وأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللهِ " سورة الشورى - 40
وهناك الكثير من الآيات الكريمه والاحاديث النبوية والقصص التي تحثنا على المسامحه لما لها من أجر عن رب العباد ... وأثر
جميل على نفس الانسان وعلاقته مع من حوله ...
نرى الزوجه وكلامي موجه للزوجه لان الموضوع للزوجات ... فنرى الزوجه اذا اغضبها زوجها او اخطأ في شيء ما ... تنسى
عدة أشياء منها :
1
أن زوجها بشــر وكل البشر يخطئون مع اختلاف حجم الخطأ وتأثيره..ولا تتذكر ذلك الا عندما يبدر الخطأ منها ..
2
أن تجنب الزعل وكبر الخلاف والانتقاد اهم من طلب الاعتذار من الزوج ..فلا تهتم باحتواء المشكلة والمسامحه ..
3
أن طريقه اعتذار الرجل تختلف عن طريقة المرأة ... ولا تهتم في احساس زوجها حينها ..فكل ما تفكر به هو الرد بالمثل
أو الانتقام ..
4
أن كلمة آسف تفقد معناها مع الايام فإن تكررت تصبح عديمة التأثير فلا تقدم ولا تأخر ...
والاجدر عندما يخطأ الزوج أن :
1
تجلسي معه وتحاوريه وتخبريه بشعورك الحقيقي حينها دون تهجم او لوم او شجار ..
2
تتفقي معه على عدم تكرار خطأه ... بمعنى أصح ان تحاوريه كرجل بالغ وليس طفل عليه الاعتذار ..
3
تكوني على طبيعتك الطيبه والجميله الانثويه الرقيقه... فلا تمثلي دور الحاقده والكارهه له ...ومن تريد الانتقام وغيره ..
4
تذكريه قبل البدء بالنقاش ان الله أمرنا بالتسامح والعفو ... وانك لا تريدين ان تكبري المشكلة بل تريدين القضاء عليها ..
5
تعطي نفسك وزوجك مدة 10 دقائق مثلا لانهاء الخلاف والزعل ...وعدم النقاش فيه مرة أخرى ..
وتذكري اختي الغاليه أن تعودي زوجك على التسامح والعفو ... لأن العناد والتكابر لن ينفعاك في شيء إلا في تكبير حجم
المشكلة والقضاء على كل شعور جميل بينكما ... لا أقول ان تسامحي زوجك في أي خطأ يرتكبه ... ولكن اقول إذا لاحظتي
ان زوجك رجع طبيعي بعد الموقف وكلمك عادي دون زعل ... فلا تظني انه غير مهتم وغير معترف بخطأه ... هو يدري بس
لا يريد ان يعمل منها مشكلة ... فهنا سامحيه وبعدها ناقشيه بهدوء ...وعبري عن شعورك ولا تكتمي ابدا ...
وتذكري أيضا ان الحياة لا تستحق أن نمضي لحظة منها في الزعل والخلاف .. فابذلي جهدك في جعل كل من حولك سعداء
وراضين بذلك ترضين رب العالمين فتسعدين بإذن الله ..
في أخطاء لا يمكن ان تسامح الزوجة زوجها بكل سهولة ... مثل الخيانة والكذب والإهانه ... فهنا انصح الزوجه بعدم السكوت
والضعف والاستسلام ... نعم اعترف ان الزوجه هنا تحس بجرح كبير لا يعرف حقيقته إلا هي بعد الله ... فهنا انصحك بالدعاء
وطلب الصبر والقوة من الله ... ثم البدء بالجدية في التعامل والنقاش معه ... ولا تسامحه الا اذا رأت منه الندم الحقيقي
والخوف من عقاب الله اولا وأخيرا ... ولا تضغطي عليه بردات الفعل الخاطئة مثل الذهاب لبيت الاهل ... او المعاملة السيئة
او حرمانه من الحقوق ... عامليه بما يرضي الله فهذه الطريقه تلين القلب ..
وقبل ان تحاسبي زوجك .. تعودي دائما ان تحاسبي نفسك اولا ... تصرفاتك ... معاملتك ... كلامك ... تقصيرك ..