إلا الصوم لماذا التخصيص؟ - منتدى عالم الأسرة والمجتمع
logo

الملاحظات

الفتاوى الشرعية الفتاوى الشرعية والدينية وخاصة فتاوى الأسرة والمجتمع

 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 28-03-2010, 11:28 AM
  #1
om_mojahed
عضو جديد
 الصورة الرمزية om_mojahed
تاريخ التسجيل: Nov 2005
المشاركات: 46
om_mojahed غير متصل  
إلا الصوم لماذا التخصيص؟

إلا الصوم لماذا التخصيص؟


سئل الشيخ صالح بن فوزان الفوزان


رفع الله قدره وحفظه من كل سوء




في الحديث القدسي:

"كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به"

[رواه الإمام البخاري في صحيحه].

أريد شرحًا لهذا الحديث‏.‏ لماذا خص الصوم بهذا التخصيص؟




الاجابة :



هذا حديث عظيم وثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم يرويه عن ربه عز وجل أنه قال: "كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به" [رواه الإمام البخاري في صحيحه‏]. فهذا الحديث فيه فضيلة الصيام ومزيته من بين سائر الأعمال، وأن الله اختصه لنفسه من بين أعمال العبد.
وقد أجاب أهل العلم عن قوله: "‏الصوم لي وأنا أجزي به‏" [رواه الإمام البخاري في صحيحه]. بعدة أجوبة منهم من قال: أن معنى قوله تعالى: "الصوم لي وأنا أجزي به" [رواه الإمام البخاري في صحيحه]. إن أعمال ابن آدم قد يجري فيها القصاص بينه وبين المظلومين، فالمظلومين يقتصون منه يوم القيامة بأخذ شيء من أعماله وحسناته كما في الحديث أن الرجل يأتي يوم القيامة بأعمال صالحة أمثال الجبال ويأتي وقد شتم هذا وضرب هذا أو أكل مال هذا فيؤخذ لهذا من حسناته ولهذا من حسناته حتى إذا فنيت حسناته ولم يبق شيء فإنه يؤخذ من سيئات المظلومين وتطرح عليه ويطرح في النار إلا الصيام فإنه لا يؤخذ للغرماء يوم القيامة وإنما يدخره الله عز وجل للعامل يجزيه به ويدل على هذا قوله: "كل عمل ابن آدم له كفارة إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به" أي أن أعمال بني آدم يجري فيها القصاص ويأخذها الغرماء يوم القيامة إذا كان ظلمهم إلا الصيام فإن الله يحفظه ولا يتسلط عليه الغرماء ويكون لصاحبه عند الله عز وجل.


وقيل أن معنى قوله تعالى: "الصوم لي وأنا أجزي به" أن الصوم عمل باطني لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى فهو نية قلبية بخلاف سائر الأعمال فإنها تظهر ويراها الناس أما الصيام فإنه عمل سري بين العبد وبين ربه عز وجل ولهذا يقول: "الصوم لي وأنا أجزي به إنه ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي"، وكونه ترك شهوته وطعامه من أجل الله هذا عمل باطني ونية خفية لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى بخلاف الصدقة مثلاً والصلاة والحج والأعمال الظاهرة هذه يراها الناس، أما الصيام فلا يراه أحد لأنه ليس معنى الصيام ترك الطعام والشراب فقط أو ترك المفطرات لكن مع ذلك لابد أن يكون خالصًا لله عز وجل وهذا لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى.
ويكون قوله: "إنه ترك‏.‏‏.‏‏.‏ إلى آخره" تفسيرًا لقوله: "الصوم لي وأنا أجزي به".
ومن العلماء من يقول أن معنى قوله تعالى: "الصوم لي وأنا أجزي به" أن الصوم لا يدخله شرك بخلاف سائر الأعمال فإن المشركين يقدمونها لمعبوداتهم كالذبح والنذر وغير ذلك من أنواع العبادة وكذلك الدعاء والخوف والرجاء فإن كثيرًا من المشركين يتقربون إلى الأصنام ومعبوداتهم بهذه الأشياء بخلاف الصوم فما ذكر أن المشركين كانوا يصومون لأوثانهم ولمعبوداتهم فالصوم إنما هو خاص لله عز وجل فعلى هذا يكون معنى قوله: "الصوم لي وأنا أجزي به" أنه لا يدخله شرك لأنه لم يكن المشركون يتقربون به إلى أوثانهم وإنمايتقرب بالصوم إلى الله عزوجل




المفتي الشيخ صالح بن فوزان الفوزان



__________________
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:00 AM.


images