أكرمنا ربنا بدين عظيم عظيم عظيم علمنا وربانا بكل دقائق أمورنا اليومية بأسلوب راقي يسمو بأخلاق المسلم ويجعله يرتفع درجاااات عن غيره ويميز بين العالمين
ولو طبق كل مسلم تلك الأخلاق السامية التي وصانا بها قدوتنا عليه الصلاة والسلام بماأوحى به الله عليه
ماكان هناك شقاق ولانزاع بين الناس كما نراه الأن
ومنها (اللين والهون في الكلام مع الأخرين) عند حدوث المشاكل
فنرى حولنا مشاكل كبيرة وقطيعة رحم على أمور تافهة بسيطة جدا كانت ستحل لو استخدموا اللين في الكلام
ولكن للأسف الغضب والإنتصار للنفس جعل الشيطان يطغى على أبصارهم ويضل مسعاهم
انظروا معي للآية الكريمة العظيمة قال تعالى (اذهبا إلى فرعون إنه طغى* فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى).
ياسبحان الله فرعون الطاغي المتجبر اللذي يقول (انا الله) أوصى الله سبحانه سيدنا موسى عليه السلام وأخيه هارون عليه السلام بأن يحدثاه باللين والكلام الطيب رغبة في هدايته!!!!!
فأين نحن ممن يرد على أخيه وصديقه وجاره بل وأمه وأبيه بالصراخ والغضب اللذي يعمي الأبصار؟؟!!!!
هل لو طبقنا ماربانا عليه ربنا وكلمنا الأخرين باللين سيكون هناك نزاع وخصام؟؟
اللين في الحديث يرقق القلوب ويجعل المذنب يعترف بذنبه ويخجل من نفسه ويمتص غضب الفرعون المتسلط مهما كان غاضباً
قرأ قتاته رضي الله عنه هذه الآيات فبكت عيناه من خشية الله وقال:
يارب توصي موسي وهارون أن يقولا له قولا لينا .
إذا كان هذا حلمك بفرعون الذي قال أنا ربكم الاعلي . فكيف يكون حلمك بعبد قال ( سبحان ربي الاعلي ) .
وإليكم هذه القصة التي أعجبتني:
فيحكى انه في زمن ما كان أحد الحكام أو الخلفاء قد رأى في منامه أن جميع أسنانه قد سقطت
فطلب من ثلاثة علماء تفسيرا لهذا الحلم
فقال العالم الأول
يا سيدي سوف ترى جميع أهلك وأبنائك يقتلون أمامك
فغضب الحاكم وقال اقتلوه
وقال الثاني نفس التفسير
الذي ذكره الأول فأمر الحاكم بقتله أيضا
أما العالم الثالث
فكان حكيما ويمتلك أسلوبا متميزا
فقال للحاكم سوف يطول عمرك فأنت آخر من يبقى من أهلك وأبنائك
فأمر الحاكم بإعطائه المكافأة،
إذا العلماء الثلاثة يتفقون في الإجابة
ولكنهم يختلفون في الأسلوب والطريقة التي تؤدي إلى الإجابة أو إيصال الحقيقة.
ولاننسى قدوتنا وحبيبنا وقرة أعيننا بأبي هو وأمي عليه الصلاة والسلام حين آتى إليه الشاب يستاذنه في الزنا فماذا قال؟؟...هل وبخه ..هل صرخ بوجهه وهو يطلب الإستئذان في كبيرة من الكبائر
اقرأوا وتمعنوا معي في القصة وفي الأخلاق العظيمة:
قال: يا رسول الله ائذن لي بالزنا فأقبل القوم عليه فزجروه وقالوا:" مه مه "
فقال: (ادنه) فدنا منه قريبا قال: فجلس
قال: (أتحبه لأمك؟) قال:" لا والله جعلني الله فداءك" قال: (ولا الناس يحبونه لأمهاتهم)
قال: (أفتحبه لابنتك؟) قال:" لا والله يا رسول الله جعلني الله فداءك" قال: (ولا الناس يحبونه لبناتهم)
قال: (أفتحبه لأختك؟) قال: "لا والله جعلني الله فداءك" قال: (ولا الناس يحبونه لأخواتهم)
قال: (أفتحبه لعمتك؟ ) قال: "لا والله جعلني الله فداءك" قال: (ولا الناس يحبونه لعماتهم)
قال: (أفتحبه لخالتك؟) قال:" ولا والله جعلني الله فداءك "قال: (ولا الناس يحبونه لخالاتهم)
قال: فوضع يده عليه وقال: (اللهم اغفر ذنبه وطهر قلبه وحصن فرجه) فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء. [رواه أحمد والطبراني وجوّد إسناده العراقي وصححه الألباني].
وكذلك في قصة معاوية بن الحكم حيث قال: بينما أنا أصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ عطس رجل من القوم
فقلت: "يرحمك الله"، فرماني القوم بأبصارهم فقلت: "ما شأنكم تنظرون إلي"
فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم، فلما رأيتهم يصمتونني سكت
فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فبأبي هو وأمي ـ ما رأيت معلماً قبله ولا بعده أحسن تعليماً منه ـ فوالله ما نهرني ولا ضربني ولا شتمني
قال: "إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس، إنما هي التسبيح والتكبير وقراءة القرآن".
انظروا للتربية الإيمانية الرائعة التي تصلح النفوس وتهذب الأخلاق
هلا وقفنا مع أنفسنا لحظة وأعدنا ترتيب حساباتنا
فوالله إني لاأذكر نفسي قبل أن أذكركم بأن نتخلق بخلق ديننا العظيم
فنحن خير أمة أخرجت للناس فينبغي أن نكون أهلاً لها بسمو أخلاقنا ولين كلامنا وحسن معشرنا