أنا شاب أبلغ من العمر 26 عاما. أرغب بالزواج لإكمال نصف ديني وإعفاف نفسي في عالم يموج بالفتن ويعج بالمغريات. والحمدلله أمتلك مواصفات تحلم بها كل فتاة في فارس أحلامها من علم وثقافة وجاه ومال ووسامة. أرغب بالزواج من فتاة قبيلية، ولكنها ليست من قبيلتنا، وهذه الفتاة طالبة ماجستير وشاعرة ومدربة في دورات التنمية البشرية، وأقامت العديد من الدورات في هذا الميدان، كما أنها أحيت أمسيات شعرية في مكة المكرمة (ما شاء الله لا قوة إلا بالله). وهي إنسانة متدينة ذو أخلاق عالية وتربية صالحة. وبدأت أتعلق فيها تدريحيا وأحلم بالارتباط بها لكثرة ما سمعت عنها.

إلا أن هناك عقبتين:

أولاهما: أن الفتاة كما عرفت عنها متوسطة الجمال ليست قبيحة ولا جميلة. وكنت طول عمري أحلم بالزواج من فتاة رائعة الجمال ساحرة الحسن أملأ بها عيني، خصوصا إني أعشق الجمال في المرأة لدرجة كبيرة، ولا أريد أن أرفض الفتاة عندما أراها في النظرة الشرعية إذا الله كتب نصيب، لما لذلك من انعكاسات سلبية جدا على نفسية أي فتاة يرفضها الخاطب لتدني جمالها، وإذا غظيت النظر عن الجمال قليلا فإنني لن أتوقع أن أجد فتاة طموحة ومتعددة المواهب كما هذه الفتاة.

ثانيهما وأهمهما: أني لم أفاتح والدي بعد في الموضوع، وأعلم تماما رفض والدي المسبق، لأنه يرفض الزواج من خارج العائلة، وهو أكثر الناس يشجع على زواج الأقارب. وسوف يكون حجته بانه لا يمكن أن أتزوج فتاة لا نعرف أهلها من قبل، ولا نعرف أصلها وفصلها بالرغم من أنها قبيلية. وهو يخشى كثيرا على سمعته وجاهه من كلام الناس بالذات أقاربنا عندما يقال له "كيف زوّجت ولدك من خارج القبيلة وأنت دائما تحض على زواج الأقارب والمعارف؟" كما أن والدي - للأسف الشديد- يرفض كل شيء يأتي من تجاهي في أمور كثيرة غير الزواج ويحتقره ولا يعطي له بالا، وفي النهاية أراه يطبق كلامي بحذافيره لأنه يعلم في داخله أنه الصحيح، ولا يحب أن يقول ذلك ابدا، بينما لو قالها له أي شخص آخر غيري لأثنى عليه وشجّعه وحيّاه. لا أعلم لماذا يعمل معي ذلك (((غالبا)))؟ هل هذه غيرة منه؟ وهل هناك أب يغار من أكبر أبنائه؟ أو حسد أو كره؟ لا أعلم لماذا؟ مع العلم أن والدي جامعي ومثقف ومعروف بالطيب ومشهود له بالأخلاق الحسنة والحكمة، وله شعبية كبيرة جدا بين جماعتنا وقبيلتنا ومعارفنا. ولو أقول لأحد هالكلام لن يصدقني، وربما يعتقد أني حسّاس أو أبالغ. ولكن هذه الحقيقة التي أراها ساطعة كالشمس بدون تزييف أو مبالغات.