العزيزة .. أميرة

بادئ ذي بدء أرسل تحية عذبة صادقة لإحساسك المرهف الصادق .. والذي تسلل إلى قلوبنا نحن النساء

أما الرجال .. فلهم طريقة تختلف عنا في استقبال تلكم الأحاسيس .. طريقة قد تؤلمنا وتجرحنا حتى النخاع ..

عزيزتـي ..

زوجك الحبيب في هذا اليوم حدث له ما حدث في عمله من أمرٍ يسر الخاطر ، وعلى إثره قام بإخبارك لتشاركينه فرحته

كانت طريقته في ذلك أن أعطاك من تلكم النقود ، ولربما يكون المبلغ الذي أعطاك هو ، هو أول جزء يستقطعه من النقود

تعبيراً لك عن محبته ، وامتنانه لصبرك عليه طيلة الأيام الماضية

زوجك ، توقع ردة فعل توحي بالسعادة والسرور والرضا

زوجك قدم لك وسيلة سعادة ، ويتوقع أن يرى أثرها عليـك

هكذا تفكير الرجال ، تفكير عملي منطقي ، 1+1=2

ليس في قاموسهم : أنا سعيدة بالنقود لكني متعبة..!

تفسير النساء لتلك العبارة : ليه حبيبتي تعبانة ، تعالي في حضني ..

تفسير الرجال لتلك العبارة : أعطيتها نقوداً ثم تقولي لي تعبانة ؟؟؟؟ ماهذا الجحود والنكران ؟؟ ماذا أفعل لها لترضى ؟؟ هي إما أن تكون ممن يكفر العشير ولايعجبها العجب .. أو أنني عاجز عن تحقيق السعادة لها !!!!

دعينا الآن نتاول الحوار الذي دار بينكما :

زوجك الآن بعد أخذ ورد ، وتجاذب الحوار ، تنازل وقرر الذهاب معك إلى السوق حباً وتقديراً لك ، ومراعاة لخاطرك

هو الآن قرر أن يفعل شيئاً لا يحبه ، من أجل سعادة من يحب ( أنتِ ) ..

هنا كانت الصدمة !!!!

منذ برهة قلت لها موافق سأذهب بك إلى السوق ..

عوَض أن تفرح وتسعد بموافقتي ومرافقتي لها ..

أجدها تتهمني بأنني : ( أحب أضيق صدرها ، وما أخليها تنبسط ) ؟؟؟

يالها من صدمة ، الآن أحضرت لها النقود ، ثم وافقت على الذهاب بها إلى السوق

ويكون جزاء إحساني لها ، اتهام بأنني سبب في تعاستها ؟؟؟؟

الصدمة الثالثة التي يتلقاها زوجك المحب لك بإخلاص ، هو الآن يقول : ما بها هذه المرأة ، كل ما أقدمه لها ، نتيجته تعاستها ، وحاجتها إلى البكاء ، وقلب مكسور ؟؟

يا إلهي .. هي امرأة نكدية لاتقدر تعب زوجها ، وهي امرأة تبحث وتنقب عن المشاكل

ماذا أفعل لإسعادها ياترى ؟؟

ملاحظة : الرجال ياعزيزتي يرون أن مؤشر حالتنا النفسية والمزاجية يرجع إليهم بالدرجة الأولى

فإذا كنت سعيدة فهذا يعني أن زوجي يقوم بعمله على أكمل وجه ، والعكس صحيح

وزوجك هنا يراك في قمة الإحباط والتعاسة ، مما يعني لديه أنك يافلان فاشل ، ولا قدرة لديك على إسعاد هذه المرأة !!

هو الآن محتار ، ماذا فعلتُ لها لتكون متضايقة ؟؟؟؟

هذا مصداق كلامي سابقاً

نعم ، هذا في عرفنا نحن النساء

منذ أن قرأت أول كلمات كتبتها عزيزتي ، عن نفسيتك التعبانة ، واقتراب موعد الدورة

قلت بنفسي : هي الآن تبحث عن صدر حنون ، وكلمة رقيقة !

نحن النساء نميل إلى مواساة بعضنا بعضاً ..

فلانة تشتكي من زوجها وأنه يتركها طوال الليل وحدها ..

تجدين أول ما نبادر به للرد عليها فنقول : معليش ياقلبي ، أكيد هو متعود على كذه من عزوبيته ، معليش تحملي ولك الاجر

أما الرجال فهم لايشتكون لبعضهم بعضاً إلا فيما ندر ، ويكون الغرض من تلك الشكوى البحث عن حل للمشكلة !

فيستحيل أن تجدي رجلاً يتحدث مع آخر أن امرأته فعلت وقالت و .. الخ من باب الفضفضة

لأنه حينها يبحث عن حل عند من يحادثه ، لا عن مواساة .

زوجك الآن ياغالية لايفهم سبباً لكل هذا ، سوى أنك تبحثين عن المشاكل ..

لاتتوقعي أنك عندما تخبريه بأنك تعبانة ، سيقوم باحتضانك لا ..

إن أول ماسيفعله سيقول لك : تعبانة ؟؟ قومي بنا إلى المشفى !!

هم هكذا ، كل شكوى معناها أريد حلاً ، وليس أريد مواساة وحناناُ كما نفهمها نحن النساء !

عزيزتي .. عودي زوجك على طبعك .. الرجل لايفهم أسلوب التلميح ، الرجل لا يفهم سوى الأسلوب المباشر ، أسلوب التصريح .. هل فهمتيني ؟؟

عزيزتي .. إياك أن تنجرحي من زوجك ، فهو والله يحبك كثيييييراً .. فلا تظلميه !!