[table1="width:95%;background-image:url('http://www.66n.com/forums/mwaextraedit2/backgrounds/123.gif');background-color
eeppink;border:10px Double Chocolate;"]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أولا كل الشكر والاحترام والتقدير للأختين الفاضلتين فيافي نجد وحرم فلان الفلاني على هذا الموضوع
المفيد بحق . فجزاكما الله خيرا وبارك الله فيكما .
حقيقة فهذا الموضوع يعد من أهم الموضوعات التي ينبغي أن تطرح في المنتدى ليستفيد منها الجميع .
وما أجمل أن نتبادل المعلومات والتجارب والخبرات للانتصار على إعاقة أبنائنا .
سأشارككم بقصة ابن جيراننا ( رحمه الله ) في الحي أيام الصبا والمراهقة .
كان ابن الجيران معاقا في جسده معافى في عقله وتفكيره وعلمه .
لم يكن يتحرك فيه سوى رأسه فحسب أم يديه فلا يديه ورجليه فكانتا نحيلتين يصعب عليه تحريكهما .
حتى وجهه لم يكن يستطيع أن يحرك فيه كل شيء ببساطة .
وعلى الرغم من كل ذلك فقد كان يعمل ويفعل الأعاجيب .
كنا في حلقة لتحفيظ القرآن ندرس عند أحد المعلمين في المسجد ، وكنا قد بدأنا في جزء عم أما هو
وعلى الرغم من أنه في نفس عمري إلا أنه كان يحفظ القرآن كاملا ويأتي ليراجع ما حفظه . كان معلم
الحلقة يسمع له في اليوم جزئين وثلاثة أما نحن فلا نسمع سوى وجه أو وجهين فحسب .
دائما أراه يخرج من البيت بصحبة عامل يقود له عربته ويذهب به الى المساجد والحلقات والدروس الدينية
والمحاضرات والمكتبات ليشتري الكتب النافعة في أوقات نذهب نحن فيها للهو واللعب .
كان يحمل هما كبيرا ويعمل لأجله ، وليس هذا الهم هو هم الاعاقة ، لكنه كان هم الدعوة الى الله .
لم أحضر محاضرة دينية أو درسا في مدينتنا الصغيرة ذلك الوقت الا وجدته أول الحاضرين .
أذكر أحد الدعاة المشاهير ألقى محاضرة في مدينتنا ، وبعد انتهاء المحاضرة اتجه سريعا الى ابن جيراننا
المعاق ليسلم عليه ويقبل رأسه ، فقال عنه (( إنني حضرت مبكرا الى المسجد لاعداد المحاضرة ووجدته
في الصف الأول يتلو القرآن ينتظر المحاضرة قبل ساعات من بدئها .
كان بن جيراننا المعاق عليه رحمة الله يذهب الى تسجيلات الأغاني لينصحهم ويبلغهم بأن ما يفعلونه محرم .
علمت عنه بعد وفاته الكثير مما لم أعلمه عنه قبل وفاته رغم أنه ابن جيراننا .
كان يرسل رسائل للمغنين ينصحهم فيها بالابتعاد عن الأغاني واللهو المحرم .
كان يملك علما في الفقه والحديث والتفسير وكان يقول دائما عن نفسه بأنه جاهل .لكنه لا يتوقف عن
تقديم النصيحة لأحد مهما كان أمره .
كنت أزوره في البيت فأجد مكتبته وكتبه التي يقرأها قد ظهرت عليها آثار الإستعمال على الرغم من أنه
اشتراها حديثا .
كان يعاني من مرض في بطنه لم أعلم عنه سوى بعد وفاته وقد مات منه . | [/table1]