يا بــنــات فــهــمــتــن خــطــاأ!!
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
قرأت هذا المقال من أحد الصحف المحلية و نقلته لكم لواقعيته
.
.
.
.
.
.
.
.
وددت لو أستطيع أن أحجب كلماتي هذه عن الرجال، وأحصرها "للنساء فقط" بيد أن إخواننا ما بين حريص على تتبع ما يدور حوله على كافة الأصعدة، وثان من باب الفضول، وآخر يجد الشأن عاما فلا مانع من أن يدلي بدلوه بعد أن يتابع ويكون رأيا، وفيهم الشامت وغيره!.
فالحديث عن تجمعات نسائية، أو بالأصح الفتيات والبنات في ربيع العمر وما يدور خلف أروقتها من تجاوزات ينسبنها للتقدم والرقي وهو منها براء.
العري المبالغ فيه جداً جداً والذي يعتبر الوصف له خدش للحياء ولكن ببعض الترميز سأضطر للذكر، بنطلون "اللوست" و "الشورت" ليست لنا وحين تلبس وحدها أو مع ما يسمح في إظهار ما تحته مصيبة، ونقص الأقمشة إلى حد أن لا تستطع إن تستر شيئا مأساة، والتفاخر بكشف "العضلات"، والعورة حتى أمام المحارم والنساء، والتباهي باستباحة ما هو خاص للزوج ليكون للجميع، والدعوة للفرجة عامة سقطة، فأصول الدين وأحكامه على العين والرأس ونحن أفضل دولة تبسطها وتشرحها وتدرسها فلن نتكلم فيما هو معروف، ولكن سنستحكم لمقاييس تحضر تقول أن الغربيات يعتبرن ما يلبس بعض بناتنا في الاجتماعات والأعراس هو لباس بحر، ومن المضحك حضور احتفالات رسمية أو سهرات به!.
في الغرب عطور الصباح غير الروائح المسائية، والألوان والمكياج في العمل والسوق والتنزه مختلف عن صخب طقوس السهرة، ولو دققنا حتى في الشكل العام لاحتفالاتهم لن نرى واحدة تحضر بالشورت، ومن يفعلن ذلك لهن مسميات توحي بسبب هذا اللباس!، ولدينا هنا أيضاً في المجتمعات الأرستقراطية تحترم المناسبة وحاضريها، ونظرة كبيرات السن، ويعلمن أن ستر اللباس أو كونه بالحد المعقول لن يؤثر على الاستمتاع والانبساط والأناقة، وفي الحقيقة حتى تلك الحدود المعقولة تركوها وعادوا لطابع الحشمة الذي يميزهم عن "من هب ودب" من ذوات المناظر التي لا نبالغ إن قلنا مقززة أحياناً، وتخرجك بإثم النظر إليها، والمحزن صدقاً أن هناك تضاريس تستوجب من صاحبتها أن تشتري كرامتها بسترها، وتعمل جاهدة على إخفائها كعيب شرعي مادامت ابتليت به فعليها أن تستره، فمنهن من في جسدها أقسام متعددة وتشعبات وزوائد ومنعطفات وتدرجات وأزقة وهضاب وتكتلات لحمية، وبالنظر إليها من أعلى إلى أسفل ستجد عينك تصعد جبل وتهبط سهل لتصعد آخر في تماوج غير مريح للعين، ورغم هذا تجدها مرتاحة الضمير واثقة ب "استرتش" سعيدة بذالك الوضع المأساوي ولا مشكلة عندها في عدم التناسب، أو تلك التي لرعونة وشيطنة الطفولة ختم واثر ودليل واضح على ملامح جسدها ما بين كدمة وجرح وخياطة "عادي" لم تنته! والملونات بألوان الطيف أو "المشكلات" بكل التدرجات في أضيق الأحوال عند منطقة الركبة "حدث ولا حرج" وبدل سترها والحرص على إخفاء هذا العيب والعمل على معالجته قبل الزواج او لدلال الزوج نراها على العكس تجاهر بلا مبالاتها، بل على العكس مع "الخيل ياشقراء" الزوج محتمل وصابر، وغيره في رأيها من باب أولى ان يقدروا، وما دام الناس تعروا نتعرى؟
حال مستغرب حين كنا نقول للنساء، زوجك حلالك وانت حلاله تبعلي له واظهري ما يسعد قلبه ويصون نظرة عينه، وتقول: اخجل لا داعي، صعب على نفسي، لا احتمل الاضاءة، ماذا سيقول عني، تقولها بعزم الى أن ذابت الحياة الزوجية في بوتقة الروتينية مع اصرارها على المبدأ، والمستهجن قلب الآية رأسا على عقب وما كانوا يطالبون به للزوج صار مع زمن "الانفتاح" حقا مشاعا!!
والطرافة أن تجد سترة صممت للأعلى "بلوزة" ويكتفي بها او يرتدى معها ذلك الشفاف الضيق على الأرجل (وهذا نصف طامة) وقضاء أوهون من غيره، ما نعرفه ان الله تعالى اول ما عاقب ادم - عليه السلام - وحواء بدا لهما سوآتهما، وباتا يستران انفسهما بورق الشجر، اي ان العري عقاب وللأسف سفاهة افكار بعض البنات جعلهن يتعرين بأيديهن، ويصلون بتلك الصورة دون سبب وجيه الا عدم إعمال الفكر.
العري في بلاد المجاعات والفقر، وزمن رجل الحجارة لقلة ذات اليد او لجهل وقلة حيلة، ولكن العودة لذلك الحال مع كثرة الأسواق ورفاهية العيش، وكثرة وجودة وتوفر القماش ووجود حائكين له وآخر معد جاهز، امر محير لمن يقيس بعقلانية ووعي.
يابنات فهمتن خطأا فذاك الحال ليس من التحضر والرقي في شيء ولا التميز، فكلكن عرايا لا فكرة فيها بينما حين كانت هناك ملابس كان يقاس عليها الذوق العام لمن ترتديها في التصميم والقماش والتنسيق وابراز مواطن الجمال واخفاء العيوب اما بهكذا صورة "طرزانية" كلكن متساويات ومتشابهات بلا تميز ولا شيء يستحق الذكر، ولا ذوق مختلف بل على العكس فضح المستور، وظهرت فروق فردية بينكن وبين الأجنبيات والأخريات في تناسب الجسم ونضارته وصفائه والتي كان يتحدث عنها الرجال ولم نصدقهم.
الآن فهمت لماذا مال لباس الأرستقراطيين للبساطة واضفاء لمسة الحشمة ليثبتوا ان الجمال الحقيقي يبرز ويظهر على أصحابه الحقيقيين مهما تقلصت طرق العرض كالشمس لا يحجبها الشجر، فتركن هذا العالم ينضح بما فيه.
مها العبدالرحمن