أبناؤنا والسلاح ذو الحدين
أبناؤنا والسلاح ذو الحدين
نحن الآن وكما يقول الكثيرون في زمن العولمة وفي هذه العولمة يقلق الآباء والأمهات بخصوص تربية الأبناء والبنات أكثر مما لو كانوا في زمن ما قبل العولمة ( إن صح التعبير ) وهذا القلق لم يأتي من الفراغ إنما هو نتاج لما تطرحه أمامنا التكنولوجيا من تسهيلات من وجهة نظر البعض وتصعيبات من وجهة نظر البعض الآخر فما قد يفيدني ويعينني على ما أريد قد يضر بمصالح غيري فالتكنولوجيا سلاح ذو حدين
وعلى سبيل المثال:
وسائل نقل وبث المعلومات كالقنوات الفضائية التلفزيونية أو شبكة المعلومات الدولية "الإنترنت" تقدم للمستخدم دعايات لا نهائية للمعلبات والمأكولات المصنعة وهذا بطبيعة الحال يفيد منتجي هذه السلع ومروجيها وبائعيها ومن ناحية أخرى فإن هذه الدعايات تصعب مهمة منظمات ولجان التوعية الصحية التي تدعو باستمرار للعودة إلى نظام الغذاء الطبيعي , والعكس أيضا صحيح فبرامج التوعية التي تنظمها هذه المنظمات تصعب عملية الترويج للأغذية المصنعة.
ومن هنا يظهر التساؤل : لم القلق إن كانت التكنولوجيا تضع بين أيدينا المفيد والضار في آن واحد! ولم القلق وقد أنعم علينا الله تعالى بنعمة العقل والقدرة على الإدراك والتمييز!
ولكن .. يبقى القلق لا على أنفسنا إنما على أبنائنا وبناتنا .. كيف نحميهم من هذه البوابة الواسعة التي هي مفتوحة علينا شئنا أم أبينا ! يبقى القلق وقد ننسى أن الحفظ والحماية الحقيقية هي من عند الله أما المطلوب منا كآباء وأمهات هو الحرص على تثبيت قواعد الدين والأخلاق لدى أبنائنا وبناتنا وذلك لوقايتهم وليس لحفظهم ( والله أعلم).
كيف نثبت قواعد الدين والأخلاق في نفوس أبنائنا وبناتنا: -
القدوة الحسنة : فالطفل منذ ولادته يراقب بحرص كل تصرف يصدر عمن حوله وعلى وجه الخصوص والديه وبعدما تمر الأيام ويأتي وقت العمل يصبح ( هذا الشبل من ذاك الأسد ) فإن صلحت القدوة صلح العمل.
- غرس حب الله ورسوله في قلب الطفل منذ نعومة أظفاره : فعندما يصل الطفل إلى المرحلة التي يعي فيها معنى حب الله ورسوله فإنه بلاشك سيعمل على إرضاء من يحب .
- المبادرة : فبدل أن نترك للفضول لدى البنت أو الولد مجالا لتوجيههم بشكل لربما قادهم إلى مواقف الزلل علينا أن نبادر بتعريفهم كيفية استخدام التكنولوجيا فيما يفيد ويمتع ويسلي ويعلم ويثقف ويوسع المدارك دون ضرر , ولا يقتصر تعريفنا لهم على ماهو مفيد فقط , بل نعرفهم على مواقع الضرر أيضا ونبحث قدر الإمكان عن نتائج هذا الضرر من حولنا ونريها لهم كي ننفرأنفسهم تلقائيا من التعامل معها .
- الدعاء لهم : قال تعالى ( وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا {74} أُوْلَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلامًا {75} خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا {76} قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا{77})
سورة الفرقان
حفظنا الله وذرياتنا جميعا بحفظه إلى يوم الدين ,أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين.
shark