مرافئ التميز ( عزيزي الزوج ) - منتدى عالم الأسرة والمجتمع
logo

الملاحظات

المتزوجين مواضيع تهم المتزوجين من الرجال والنساء.

 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 10-01-2008, 01:36 AM
  #1
منادي
كبار شخصيات المنتدى
تاريخ التسجيل: Sep 2007
المشاركات: 6,830
منادي غير متصل  
tongue3 مرافئ التميز ( عزيزي الزوج )

عزيزي الزوج

عزيزي الزوج .. هذه الكلمات أكتبها بحروفي ، وأطرزها بعتاب أخواتٍ مؤمنات إلى أزواجهن .. نعم .. هذه الكلمات على لسان أحد الأخوات ، تعاتبُ زوجها ، وكل زوج مقصر ..

أيها الزوج المبارك .. هذه ذكريات .. مرَّ بها الزمن ، وتداعت عليها السنون ..، وأحسبها عزيزي الزوج قد ولّت ، ولكن السعيد من أخذ من ماضيه عبرة ..

زوجي العزيز.. هذه ذكريات بين يديك ، وكلماتُ عتابٍ أضعها نصب عينيك ، فهلا تذكرت معي ذلك الرجل الذي سلط النظر عليَّ ، وأنت تنظر وما حركت ساكناً ، بل وتذكر حين أمرتني أن أصافح رجالاً أجانب بحجةٍ أنهم أبناء عمومتك ..
بل وتذكر عزيزي عندما خرجنا خارج بلادنا الطيبة المباركة الموحدة ، فأمرتني بنزع حجابي..
بل وتذكر عزيزي قبل ذلك طبيب الأسرة الذي أصررت أنت بنفسك على أن أعرض نفسي عليه ، وبررت ذلك ، بأنه ذو خبرة ومهارة .. ، وفي النساء من هي خير منه..
عزيزي تعلم أن الغيرة من شيم الرجال ، ومن عادات العرب الكريمة التي أمر بها هذا الدين ، وأتمها وأكملها ..
وتعلم عزيزي أن الغيرة عاطفة ساميةٌ كريمة ، لا يمتاز بها إلا الكرماء من الرجال ليحافظوا على أعراضهم ويصونوها ..
أين أنت عزيزي الزوج عن ذلك الرجل الذي يغارُ أن يذكر اسم زوجته أمام الرجال فيقول:

وأنزه اسمك أن تمـر حروفـه *** من غيرتي بمسـمع الجُـلاس
فأقول : بعض الناس عنك كناية *** خوف الوشاة وأنت كل الناس

عزيزي الزوج .. إن الغيرة لا تحصل للرجل إلا بسبب تحرك القلب وغضبه لأنه يخشى أن يشاركه أحدٌ في زوجته ..

عزيزي .. أنا لا أقول اجعلني محل الشكوك والريبة .. لا .. ولكني أقول : أريدها غيرة محمودة في محلها ، بلا تعجل وبلا تسرع بل بالاعتدال .. فقد نهانا النبي صلى الله عليه وسلم عن الغيرة المذمومة ، فقال : " من الغيرة ما يحب الله ، ومنها ما يبغض الله ، فأما التي يحبها الله فالغيرة في الريبة ، وأما الغيرة التي يبغضها الله فالغيرة في غير ريبة " رواه أبو داود.

عزيزي .. أريد أن أحس بأهميتي في حياتك ، أيضاً أريد أن أشعر بأني مهمة في حياتك ..
أليس هذا من حقي ؟!!

أما تذكر عزيزي الزوج .. عندما قدمت لك الطعام ذات يوم بعد الموعد المحدد بنصف ساعة فقط ، ولأول مرة كيف بادرت بصب جام غضبك عليّ وأمام الأولاد .. وأقبح من ذلك تشهيرك بي ذلك اليوم عند كل من هب ودب ..
أعلم أنك تعلم أني مرهقة من أعباء المنزل وأعلم أنك تعلم أن صغيرنا بات محموماً وأني سهرت لعلاجه ..

عزيزي .. اعلم أنني إنسانة ضعيفة لست برجل آلي ولا حتى نصف آلي .. تعاتب على كل صغيرة وكبيرة ، وفي أي مكان وفي كل حين .. ارفق بي .. ارفق بي ..
إن الأزواج لا يعاتبون زوجاتهم على كل هفوة بل يحملونهن على أحسن المحامل .. وهذا عزيزي لا يلغي العتاب على الخطأ ، ولكن " البس لكل حالة لبوسها " ..
وما أجمل التماس المعاذير ، وما أحسنه منك حين تبادر به " اقبل معاذير من يأتيك معتذراً" .
وأنا أقول كما قال الأول :

ليس عيباً أن نرى أخطاءنا *** عيبنا الأكبر أن نبقى نُعاب

عزيزي .. إن محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم قد أوصاكم معشر الرجال بنا خيراً ، فقال : " استوصوا بالنساء ، فإن المرأة خلقت من ضلع ، وأن أعوج ما في الضلع أعلاه" رواه البخاري ومسلم .
واعلم عزيزي أن من السعادة غضُّ الطرف عن الزلات ، والهفوات العارضة ، إذ إن ذلك يكسبك هيبة عندي ، وعند كل من يتعامل معك ..

أما تذكر عزيزي الزوج .. عندما أسهرتُ عيني ، وأتعبتُ جسمي وأرَّقتُ نومي من أجل ضيوفك فصنعت لك كل ما تشتهي وأعددت لك كل ما طلبت ، وبعد هذه المعركة الدامية مع أرض المطبخ ، غسلت الأواني ورتبت المنزل بعد يومٍ مزحوم بالمشاغل .. وأخيراً عزيزي .. لم أجد منك كلمة ثناء على ما قدمت !!!

عزيزي .. كم هي جميلة في قلبي ورنانة في مسامعي كلمة : شكراً يا أم فلان ..
إن الكلمة الطيبة مع عموم المسلمين صدقة ، فكيف بها معي ؟!!
أريد دعماً نفسياً لما يُستقبل من الزمن وحتى أحقق لك ما أردت .. حقق لي ما أريد !! ولا أريد إلا الشكر ، والثناء والإشادة بهذا الفعل وإن كان قليلاً .. فالحوافز النفسية تدعم الطرف الآخر فيستجيب لاحقاً لكل ما يطلبه الطرف الأول ..

أما تذكر عزيزي الزوج .. عندما عدنا ذات ليلة من زيارة لمنزل والدي وبمجرد دخولنا لغرفة النوم والتي هي بالنسبة لي السكن النفسي والحنان والدفء ، والعاطفة بدأت تبدي ملاحظاتك على والدي ..، ومن ثم والدتي وإخواني ..
بل وفوق ذلك كانت علامات السآمة والملل على وجهك شبه دائمة طيلة هذه الزيارة .

عزيزي .. لا تعكر صفو زيارتي هذا اليوم في آخر اللحظات .. إن كنت تُقدرني فقدِّر أهلي ، وإن كنت تحترمني فاحترمهم ، وإن كنت تحب أطفالك فكن على عناية بأطفالهم .

عزيزي .. كما تكون لي أكون لك ، فإن كنت لي عبداً صرت لك أمة .. وإن كنت لي سماءً كنت لك أرضاً .. وأنا أطالبك بما به تطالبني ، فأنت تطالبني باحترام أسرتك وأنا كذلك ... ، وهكذا ..

أما تذكر عزيزي الزوج .. مراتٍ ومراتٍ أطلت فيها الغياب عني وأكثرت السهر خارج المنزل ..
نعم .. أنت مع زملائك وأصدقائك ، في رحلات وأمسيات ومناسبات وأنا بؤساً لحالي كأنني قطعة أثاث منزلية عفا عليها الزمن وأكل عليها الدهر وشرب .. وليس العجب في هذا ..
وإنما العجب العُجاب عندما تأخرت ذات يومٍ كعادتك فأحببت أن أفاجئك .. فأعددت العصير ، ورتبت المنزل ، وأخذت كامل الزينة لك , ونثرت عطرك المفضل في جنبات المنزل ..
فإذا بي أفاجأ بوجهٍ عابسٍ ، وجبين مقطب ، و خُلُق فض .. دعيني .. أتركيني .. همومي ومشاغلي أتعبتني .. لست متفرغاً لهذا الهراء ، أنا متعب ، أريد النوم ..
كانت هذه هي آخر عباراتك الفضة التي سكبتها في مسامعي ، وتوليت للنوم .. وتركتني وحيدة ..

عزيزي .. أنا لست برجل آليّ ، ولا بمسترجلة ، ولكنني زوجة لها حقوق عليك .. أنت تخطب ودَّ أصدقائك ، وأصحابك وأنا أخطب ودك ، وليت شعري ..
لا تعجب عزيزي .. كم تمنيت أنني في مقام وتقدير ، واحترام أحد زملائك ..

عزيزي الزوج .. إن علاقتنا .. علاقة زوج بزوجته .. آسفة.. أظنها علاقة جارٍ بعيد بجار آخر ..
إن العلاقة المطلوبة عزيزي ، هي علاقة المحبة والألفة ، والمشاورة والمصاحبة والحنان والعطف ..
نعم أنا بحاجة لك ، فعُد .. نعم .. عُد إلى بيتك يا عزيزي .. فأنا والأولاد جميعاً في انتظارك ..

لا أذكر عزيزي الزوج .. أنك أعطيتني فرصة لمشاركتك في همومك .. ولا أذكر أيضاً أنك استشرتني في شيء يخصك ، بل لا أذكر منك أي اعتذار عن كثير من أخطائك ، بل ولا حتى أذكر أنك فكرت يوماً ما .. تساعدني برأي ، أو بفكرة في منزلنا .. بل لا أذكر عزيزي الزوج .. أنك تفوهت يوماً من الأيام بكلمة حب ..، أو عبارة حنان ، أو لمسة حانية ..
أين أنت ممن يقول في زوجته ..

الصبا والجمال مُلكُ يديك *** أيُّ تاجٍ أعزُّ من تاجيك
نصب الحُسن عرشه فسألنا *** من تراها له ، فدلَّ عليك

أين أنت ممن يقول في زوجته لما تبدت له :

أأغصان بانٍ ما أرى ، أم شمائلُ *** وأقمار ثمّ ما تضمُّ الغلائل
وبيض رِقاقٌ أم جفونُ فواترٌ *** وسمر دقاق أم قدود قواتلُ
وتلك نبالٌ أم لحاظٌ رواشق *** لها هدفٌ مني الحشا والمقاتلُ

عزيزي .. أنا لا أطالبك بأن تكون شاعراً ، ولكنني أطالبك بهمسة حنان ، وكلمة ثناء ، وعبارة شكر فهي تصنع فيَّ الكثير .. كم تمنيت أن أجد " كارتاً " على منضدة غرفتي فيه شيء من الكلام المعسول ، والغزل المباح ..
حاول عزيزي .. فأنا بحاجة .. ولتبدأ من الليلة ...

أما تذكر عزيزي الزوج .. حينما كنت أتحدث لك بشغفٍ عما مر بي في سابق حياتي من ذكريات ومشاعر وأحاسيس ، فتفاجئني بأنك سارح الفكر مرة ، وأخرى تقاطع حديثي بالنوم ، أو أنك تعبث بأناملك في " جوالك " ، أو أنك تشتغل بالجريدة اليومية عني ..




يتبع
__________________
اللهم ارحم خالتي رحمةً واسعة
اللهم اجعل قبرها روضة من رياض الجنة
اللهم ارحم عمتي رحمةً واسعة
اللهم اجعل قبرها روضة من رياض الجنة
 

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:47 AM.


images