لا تكون إلا عادلاً ...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله حمداً يليق لجلال وجه وعزيز سلطانه ... وصلوات الله وسلامه على سيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم
وبعد ,,,
كما وعدتكم أصدقتكم الوعد ... أحبائي الأعضاء ... موضوع عام للجميع ... أتمنى أن يحوز على إرضائكم ... وينال إعجابكم ... وتعم الفائدة بإذن الله تعالى للجميع
عندما تختفي أنوار العدل عن البشر... يغشاهم الهرج والمرج ... ويتفشى الظلم بينهم بشكلٍ فظيع ... حيث تجد القويّ يفتك بالضعيف ... والقادر يسلب حق العاجز ... والغالب يُريق دم المغلوب ... والراعي يهضم حق المرعى ... والكبير يقهر الصّغير... ولا يخرجهم من هذا الوضع المشين إلاّ " العدل " فهو سعادتهم وقاعدة أمنهم واستقرارهم.
((( العدل )))
العدل هو ضد الظلم ... وهو أن تعطي كلّ ذي حقٍّ حقه بلا إفراط ولا تفريط من غير تفرقة بين المستحقين إن خيراً فخيراً وإن شراً فشراً.
((( العدل في الدنيا )))
العدل مع الله - هو أن تعطي الله حقه ... في أن توحِّده في العقيدة والعبادة والطاعة ولا تشرك به أحدا.
العدل مع النفس - هو أن تقود نفسك إلى الغاية التي تنقذ فيها نفسك ... على مستوى الدنيا والآخرة ... فلا تورِّط نفسك في ما يضرها ... وفي ما يؤذيها أو يهلكها ... وإلا كنت ظالماً لنفسك.
العدل بين الناس - أن تنطلق من داخل البيت في علاقة الآباء بالأبناء والعكس ... وفي العلاقة الزوجية بين الرجل والمرأة ... ثم في العلاقة مع المحيط الخارجي كالجيران والأقارب والأصدقاء وكل أفراد المجتمع ... ممن تحتِّم طبيعة الحياة الالتقاء بهم.
العدل مع البيئة - فمثلاً لا يجوز لنا أن نضع في الأنهار المواد القاتلة التي تقتل الحيوانات التي تعيش في الأنهار كالأسماك ... فنعمل على قتل تلك الثروة التي تختزنها الأنهار والبحار... وأيضاً لا يجوز لنا أن نضع النفايات المكشوفة في الشارع بحيث تنشر الأمراض.
العدل حتى مع الحيوان - فمثلاً الحيوان الذي أحلّ الله للإنسان أكله والاستفادة منه ... وبذلك جعل له حقاً على الإنسان أن لا يحمّله فوق قدرته وأن لا يعذّبه أثناء ذبحه.
((( العدل في الآخرة )))
وهو الذي استأثر به الله تعالى يوم القيامة ... إذ قد يفلت الظالم في الدنيا من سلطة الحكم العادل ... الذي يرد عليه ظلمه ... ويؤاخذه بذنبه ... كما أن من التزم العدل في الدنيا ... يتشوق إلى الأجر العظيم ... الذي أعده الله له يوم القيامة مقابل التزامه وصبره وتحمله ... وفي هذا وذاك ، يقول الله تعالى : (( ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئاً وإن كان مثقال حبّةٍ من خردلٍ أتينا بها وكفى بنا حاسبين )) ... وهذا هو العدل المطلق لأن الذي يتولى القيام به هو الله تعالى الذي لا يعزب عنه مثقال حبة أو ذرة في السماوات و لا في الأرض.
((( العدل فى القرآن الكريم )))
وتتضح أهمية العدل في الإسلام في كونه صفة من صفات الله تعالى ... حيث أنه سبحانه و تعالى العدل ... و يعد العدل من القيم الأساسية التي حث عليها القرآن و كررها في العديد من الآيات ... و لقد فرض الله العدل على المسلمين ليشمل كل شيء في حياتهم ابتداءا من العدل في الحكم إلى الشهادة و معاملة الأسرة و الزوجة و جميع الناس حتى الأعداء و الخصوم.
فلقد قال الله تعالى (( إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها و إذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل )) كما يقول سبحانه عز وجل (( و لا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا أعدلوا هو أقرب للتقوى ))
فالعدل من أسماء الله الحسنى ... هو المعتدل ... يضع كل شىء موضعه ... لينظر الأنسان الى بدنه فإنه مركب من أجسام مختلفة ... هى: العظم.. اللحم .. الجلد ..، وجعل العظم عمادا.. واللحم صوانا له .. والجلد صوانا للحم ... فلو عكس الترتيب وأظهر ما أبطن لبطل النظام ... قال تعالى (( بالعدل قامت السموات والأرض )) ... هو العدل الذى يعطى كل ذى حق حقه ... لا يصدر عنه إلا العدل ... فهو المنزه عن الظلم والجور فى أحكامه وأفعاله ... وقال تعالى (( وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل )) … وحظ العبد من اسم العدل أن يكون وسطا بين طرفى الأفراط والتفريط ... ففى غالب الحال يحترز عن التهور الذى هو الإفراط ... والجبن الذى هو التفريط ... ويبقى على الوسط الذى هو الشجاعة ... وقال تعالى (( وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس )).
((( مفهوم العدل بين الزوجات )))
لا شك ولا ريب أن الله تعالى لم يترك الزوج - ولا سيما المعدد - حبله على غاربه ... بل أوجب عليه واجبات لإصلاح نفسه وإصلاح بيته ... فبتركها تحصل الفوضى مع الإثم وتنقطع أواصر المحبة بين الزوج ونسائه ... وقد تخرب من جرائه البيوت التي سعى الإسلام لإقامتها بتشريع التعدد.
فالزوج عليه أن يعامل زوجاته بالعدل ... ويعطي كل واحدة منهن حقها المشروع ... من النفقة والسكن ... والمبيت والركوب ... والطعام واللباس ونحوه ... والأب مطالب بالعدل بين أبنائه ... في التربية والتعليم ... والصحة ... والمنع والعطاء ... وألاّ يفضل أحداً على آخر إلاّ بحقّه وقد ثبت كل ذلك بنصوص صريحة ومباشره قال الله تعالى (( إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل )) وقال صلى الله عليه وسلم ( اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم ) وقال تعالى: (( فإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فأنكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة ))
هذا والله أعلم
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال ... وكل عام وأنتم إلى الله أقرب
__________________
ولـدتـك أمـك يـا ابـن آدم بـاكـياً ............ والناس حولك يضحكون سروراً
فاعمل لنفسك أن تكون إذا بكوا ............ في يوم مـوتك ضـاحكاً مسروراً
التعديل الأخير تم بواسطة فيافي نجد ; 06-11-2007 الساعة 11:07 PM