شاب يسير بالسوق ..... أو بالقرب من مدرسة البنات عند الطلوع ظهرا .... متكشخ ... مهندم

متزين ... رائحة البارفان تفوح منه ... يرسم على محياه ابتسامة .. وينظر بعين عميقة

وعلى الجانب الاخر تجد اولياء امور البنات ينظرون اليه شظرا وغيظا .... منهم من يشتم .. او يلعن

ولا ينسى نصيب ابيه وربما امه ... وحتى العاقل منهم او الملتزم صاحب الدين فيكتفي بتلك العبارات

الله يهديه ... الله المستعان ... كل زمن والذي بعده شر منه ... الله يستر على المسلمين

وكل ما يحدث والشاب ربما بدنيا اخرى ... فهو ينتظر اخته من المدرسة ... وبريء من ذلك كله

ولو افترضنا انه جاء ليغازل ... طيب لماذا لا تناصحه مباشرة ؟؟ لماذا نكتفي بالحل السلبي

ومصمصة الشفتين ونظرات الاستنكار ولغة الشجب والتنديد

مع انه بالاصل قد احاطت به الشهوات وغلاء المهور وقلة الوظائف وهو صابر وقد سلم امره لربه

اما هنااااااااك بتلك الفيلا او بتلك الشقة الفاخرة فيجلس زوج من الازواج قد ناهز الاربعين وربما

الخمسين بل قد يكون تجاوز ذلك .... يطالع بالقنوات الفضائية .. ثم ينظر لتلك القابعة بجواره فيرتد

اليه البصر خاسئا وهو حسير ,,,,,

تنازعه نفسه ,,, يحضه اقرانه واصدقاؤه ... هلم وجرب .. لماذا التردد ...

ويبدأ المسكين برحلة طويلة يريد بها الاثبات لنفسه انه مازال مطلوبا من الطرف الاخر

مازال محط انظارهن ... فيبدأ بالملابس ... ينظر لشاب بالعشرين وربما بالسابعة عشر

نفس الملابس .. نفس التسريحة وقصة الشعر ... وان كان يلبس الشماغ او العقال فيكون بنفس الوضعية

هل اقص شعري للخلف او امشطه على الجانب ؟ هل ارجعه لورا او اسدله قدام؟

هل اضع العقال مائلا قليلا للجانب ؟

هل انسف الغترة ؟ والملابس ,,,فحدث ولا حرج

ثم تجده يستمع للاغاني وخاصة الجديد منها وخاصة لاؤلئك الفاتنات ويتتبع اخبارهن

( والغناء قديمه وحديثه لا يجوز )

ثم لا يتورع ان يغازل او يتتبع اخبارهن وربما السفر هنا وهناك يشتد على آخره

ايها الاخوان ايتها الاخوات

قد يدخل العطف والشفقة بقلبي على اخينا الشاب لظروفه مع عدم السماح له بل ومناصحته ايضا

ولكن هل يمكن ان نغض الطرف عن ذلك المراهق الكبير ؟؟!!!!!!!!!

ماذا ينقصه ؟ هل يريد الزواج بثانية ؟ لا استطيع منعه وقد احله الله له ....

لكن هل المراهقة والتميع هما السبيل لذلك

لماذا ترك طرق البيوت من أبوابها ان كان جادا بالزواج ثم اتخذ الاعوجاج سبيلا؟؟

انني اتساءل هل غاب عنه معرفة ان الحياة ومنذ خلقنا الرب تبارك وتعالى الى ان يتوفانا وهي

عبارة عن أدوار ومهمات نقم بها ,,

ان ابني مثلا او ابنتي وهما بالصفوف الابتدائية الصغرى ... كل ما يشغلهم هو سيارة سابق ولاحق

وسيكل ماجنم .. والطرطعان والالعاب النارية ..

ثم ترى الشاب المراهق يهتم بمظهره ويكون حساسا تجاه كلام الناس عنه خاصة الجنس الاخر

تجده متابعا للرياضة وربما اخبار السيارات والالعاب النت والبلاي استيشن

ثم يكون الشاب الناضج بالعشرينات حيث يفكر بمستقبله ووظيفته وتكوين حياته

ثم المستعد للزواج من 23 الى فوق على حسب امكاناته فيهتم بالبحث عن شريكه الحياة وتتبع اخبارها والسؤال عن هذي وتلك

ثم المتزوج الناضج فيهتم بتربية ابنائه وتنشئتهم نشأة صالحة ينفعون انفسهم ووطنهم ودينهم قبل ذلك

والمسلم بلاشك يشغله طاعة ربه والعمل على مرضاته في جميع مراحل الحياة من صغره الى وفاته

انني اتساءل ... مال هذا الرجل وقد بلغ رشده واستوى ينكث ويرجع القهقري ؟

اللهم انا نعوذ بك من زوال نعمتك وفجاءة نقمتك وتبدل عافيتك وجميع سخطك ونعوذ بك من الحور بعد الكور


ان اول عقوبة سيجدها هذا المراهق الكبير هو اسوداد بقلبه وظلمة بصدره ونفورا عجيبا من اهله

وضيقا بنفسه وشقاء بحياته وقنوتا من امكاناته وتسخطا من اقداره ووحشه بينه وبين اولاده

هذا غيض من فيض وقطرة من بحر ما سيجده عيانا بيانا

انه لم يدرك انه الان بدور الاستقرار النفسي وعليه القيام بأعبائه التربوية واستغلال عقليته لجلب المال لتحسين وضع الاسرة وانك ان تذر ورثتك اغنياء افضل من ان تذرهم عالة يتكففون الناس

لقد كنت يوم الجمعة الماضي معزوما بمزرعة احدهم .... سبحان الله لا اجد ما اقوله

اولا يقول انه بدأ من الصفر وقبل ظهور النفط وكان عاملا للبناء بالطين اللبن من الوديان والسهول

ثم فتح الله عليه وان له رصيدا باحد البنوك فقط يقدر ب 30 مليون ريال

واقسم لكم بالله ان المزرعة فقط للتنزه الاسبوعي فيها من الخيرات مالا تصدقونه ومن قطعان الاغنام وابراج الرشاشات للمياه وحمامات السباحة والاهم من ذلك

هو تربيته لاولاده

لقد خاطبني قائلا ان الله وفقني واستطعت تربية اولادي فمنهم المعلم والمعلمة ومنهم المهندس وكلهم متوفقين بحياتهم

ان الفارق العمري بيني وبينه ربما يتعدى ال 30 عاما ولكن لقد ركزت بصري لكل كلمة يقولها وحفظتها عن ظهر قلب .... وياليته يوافق على التسجيل بالمنتدى ... لانتفعنا جميعا منه

انني ذكرت لكم تلك القصة لاوضح انه علم ان حياته ادوار ومراحل ومن الجهل الفاضح ان نتمسك بدور المراهقة والشباب لنلعبه ونتقمصه عند النضج ,,,,

واخيرا اااسف للاطالة والسلام عليكم ورحمة الله.....اخوكم هاااااامس

__________________