بكلّ أثقالي .. نحوَ الإيجابيّة !
في الفترة الماضية .. كانَ الألم يكتبني حتّى الانطفاء ..
أنامُ على : " وتوفّني إذا كانت الحياةُ .. " ، وما أن أشعرَ بتباشير
الصّباح .. حتى أغمضَ عينيّ بارتباك ، ووخزَاتُ ألمٍ تتململ :
" ... وبدأ الهمّ " !
غادرتُ مدرستي لأنّه لا يستهويني أن أبرّر عثراتي
بنفسيّتي المثقلة .. وَ " المكاتب لااااا تفهم " !!
أضربتُ عن الخروج .. حتى المرات المتباعدة التي يخرجُ
فيها الأهلُ للفسحة كنتُ أصرّ على البقاء بمفردي ..
وكثيراً ما أغلقُ غرفتي لأنزوي .. ومن كثرة الأبواب المغلقة
لستُ أدري أيّها أُغلق قبلَ الآخر .. !
أوقات الفراغ _وما أكثرها_ أملؤها بالبكاء .. أبكي بحرقةٍ
ويأسٍ ممزّق .. ولا أجدُني إلا في تلكَ القراءات والكتب ذاتَ
الطابع المأساويّ : ( البؤساء ، اليوم الأخير لمحكوم بالإعدام .. الخ ) !
أردّدُ بقناعةٍ مزيّفة مقولة كاتبةٍ تشيليّة ؛ عندما كانت تبكي وهيَ تكتبُ
روايةً حولَ ابنتها التي قضت ، فيسألها من حولها أن تكفّ عن
الكتابة لتسلو ، فتقولُ : " أنا أبكي .. لأنّني أتعافى " !
لكنّي أزدادُ إحباطاً وسوءاً ، وأشرعُ في التساؤلاتِ القلقة ..
فالحزن سلوى الأشقياء .. كما هيَ الأسئلة سلوى المعذّبين !
مرّت بي لحظاتٌ كثيرة .. شعرتُ فيها بنقمةٍ على الزواج والرجال ؛ حيثُ سجنتُ
نفسي داخلَ فكرةٍ مفادها : " من أنتظر .. لا يبرحُ أحلامي " ..
ولم يخطر لي بأنّ ذلك : " صوابٌ يحتملُ الخطأ " !
كنتُ أنظرُ في المرآة _ ولتأنيب أهلي الدائم _ أواجهُني بفظاظة : " أكرهكِ " ..
وحتّى اسمي الذي أهدانيه الغالي رحمه الله ، بتّ أكرهه ، إذ يذكّرني
بمعانيَ أشعر بأني الآن .. فقدتها !!
ومنذ أسبوعٍ تقريباً .. جاءت أختي بعد غياب لتبادرني عند اللقاء بهلع " مجنونة " !
كانت قسماتُ وجهي حسبَ صدقها شاااحبة ، وَ " صُفرةٌ " باهتة تلقي بظلالها عليّ ..
بتّ كما تعلق : ( هفتااانة .. في فترة نقاهة ) !
نظرتُ إلى المرآة بتعمّق .. هذه المرة لأتفقّدني .. فضاعفَ ذلكَ من قلقي !
ثمّ قُدّر لي _ مرغمةً _ أن أخرجَ في فسحةٍ على البحر ..
وهناكَ تنفّستُ بعمق .. وشعرتُ بالحياة ؛ بعدَ غيبوبةٍ أحسبها طويلة !
أدركتُ أن الشمسَ تشرقُ .. رغمَ كلّ شيء !!
فلمَ أضيّع أيامي في بؤسٍ وشقااء .. وهل يستحقّ الآخرونَ أن أفقدَني
من أجلهم !؟ ... ولنفرض على أسوأ الاحتمالات أن من أنتظر _ لا قدّر المولى _
لم يصل .. فلمَ أحرمُ نفسي بعضَ النقاء !؟
من هنا شعرتُ برغبةٍ صادقةٍ في التغيير .. استمعتُ إلى شيءٍ من المحاضرات
المَعنيّة بذلك .. وبدأت برنامجي الذي أضعه بينَ أيديكم ؛ والذي آثرتُ أن
يكونَ على هيئة نقاطَ تخاطبني .. علّي انصتُ إليها ..
* اقرئي على الأقلّ " حزب " من الكتاب بعد صلاة الفجر ، مع ما تيسّر من الأذكار
سينشرحُ لها قلبك ، ويصبحُ يومك مختلفاً !
* دااااومي على الدعاء .. لأنّ الهمّ أحياناً يستبدّ بنا فلا نستطيعُ حتى الدعاء !
لكن من أقبلَ على المولى .. أقبلَ سبحانه عليه ..
نوّعي في الدعوات ولا تنسَي " يا مقلبَ القلوب "!
( إحدى المرات كنتُ أدعو بحرقة فقلت: ياارب يقولون :
هو مستحيل وأنت القدير فخذ بناصيته إلى هنا "
( فرحتُ به كثيراً )
* لا تهملي الغذاء الصّحي ..
خاصةً سلطة الخضار والفواكه ؛ حضريها بطريقةٍ أنيقة
وبدلاً من القهوة التركي أو الكابتشينو .. هناكَ الليمون
والبابونج بالعسل ( تساعد كثيراً على هدوووء الأعصاب )
*خصّصي ساعة للمشي يومياً في مكانٍ مفتوح وبالذات قبل المغرب ..
لتتأمّلي الزّرقة بسموّها ورحابتها ؛ فينبعث فيكِ شعورٌ بالانطلاق ، ورحابة الصّدر ..
ولترقبي الطيورَ تحلّقُ .. حرّةً تغنّي ( كم نفرحُ من أجلها .. لو أنّها تدري !! )
ثمّ لتذكّركِ المآذنُ وهيَ تصدح .. بأنّ الله قريبٌ .. قريب !!
* ابتعدي عمّن يزرع في نفسك اليأس والإحباط من قراءاتٍ
أو أشخاص (و يالصبرِ صديقاتي )!
* ابتسمي .. وابتسمي .. ستصبحُ عادة .. حتى أمامَ المرآة سيؤثّرُ على نفسكِ
كثيراً .. صدّقيني !!
* اطردي الأفكار السلبية .. من أمثال : " لن أتزوّج " ، " العمر يجري " واستبدليها
بـ " ربّنااا كريم " ، " ألم تعلم أنّ الله على كلّ شيءٍ قدير " !
والمثل الدارج كما تحكيه Ola دوماً يقول : ( your omen's on your tongue )
* قبل النّوم .. حاولي التفكير بإيجابيّة ..
ولا تتركي شيئاً من الأذكار وصلاة الوتر ولو ركعة لتنعمي بالهدوء !
* لا تتردّدي في الخروج بينَ فترةٍ وأخرى .. وإن كانت زيارة الأقارب
مازالت توحي لي بانتكاسة لكن ستبقى الأماكن العامة الأفضل
.. حالياً على الأقل ّ !
* حاولي التجديد في البيت – حتى مع وجود الخادمة – بابتكار أطباق جديدة ..
أو تغيير في ترتيب الأثاث !
* لا تنسي في كلّ يوم أن تنفردي بنفسك لترتدي ما تحبين مع تغيير في اللوك ؛ لتقتنعَ
المرآآآة بأنّ الشبابَ .. مازالَ يتكلم !!
* طبقي تمارين الاسترخاء ..
( أدرجتُ لها موضوعاً في التطوير الذاتي وطنشتوه )
* ثقي أخيراً أنّ في السماااء ربٌّ كريم ..
فإن لم يكن في الدنيا زواج ، فالجنّة غاااالية !
( رزقنا الله الحسنيين معاً )
،،،
لا أدّعي أننا لن نتألم .. لكنّا على الأقلّ لن نركنَ إليه بسلبيّةٍ منا ..
وكما قالَ أحدهم : " الجنّة .. إلى اليسااار قليلاً " .. ( في إشارةٍ إلى القلب ) !!
ختاااماً ..
بعيداً عن الزواج وهمومه .. أنفسنا تستحقّ منّا الكثيييير .. صدّقوني !!
والحمد لله ظهرت بوادرُ طيّبة لمّا التزمتُ ببعض النقاط ..
على الأقلّ .. استعدتُ عافيتي !!
أمّ مُحمّد تسألكم ..
ما رأيكم ؟ وما إضافاتكم ؟
و ( سوري مررررة كتير ع الفيلم الهندي في المقدمة )
__________________
يكفيني .. أن أكتبَ
وأن أتسَلى ..
كي تكونَ خيبتي
" جميلة " !