عقـــول و قـــلوب و دولارات و نســــــــــاء
.
.
.
.
.
ردودكم الراقية على تساؤلي
جعلتني اطرح هذا الموضوع
فانا منكم وبكم
.
.
.
.
شاهدت في رمضان بعض الحلقات من مسلسل سوري
يتحدث عن الحياة الاجتماعية في الحارات الشامية عامه والدمشقية خاصة
في اثناء الاحتلال الفرنسي لسوريا بعد معاهدة " سايكس بيكو "
أي قبل فترة قريبه مائه سنه تقريباً تزيد او تنقص قليلاً
يعني ثلاثة او أربعه أجيال على أكثر تقدير ( اذا افترضنا ان الجيل 30 سنه )
وحقيقة لقد لفت نظري امر مهم جداً في هذا المسلسل
وشغل تفكيري وعنه سأتحدث هنا
هذا الأمر هو : سرعة تغيير المجتمعات
والتغير الذي اعنيه ليس تغير الاشخاص من حيث الولادة و الوفاة او التقدم العمراني
بل تبدل القيم الأخلاقية والاجتماعية والدينية للافراد و المجتمعات
وسأحدد كلامي حول قيمة دينية و اجتماعية واحدة رغم كثرة المتغيرات وهي: الحجاب
صور المسلسل لباس المرأة حال خروجها من المنزل في ذلك العصر
وهو غطاء أسود كامل واسع بلا نقوش او تطريز لا يكشف من جسد المرأة أي جزء
فما الذي حدث في هذا المجتمع لتصبح الكثير من نسائه غير ملتزمات بالحجاب أصلاً؟؟
بل ان المتدينات منهن أصبحن يكشفن الوجه ؟؟ ( وهذا مذهب فقهي لا اعترض عليه )
هل فترة مائة سنه كافيه لاحداث كل هذا التغيير الكبير؟
ماهي العوامل التي ساعدت على نجاح هذا التحول؟
حقيقة اسلئه محيره جداً وتحتاج الى باحث اجتماعي للاجابه عليها
ولكني اخذت أتأمل الموضوع و أفكر فيه واطرح على نفسي الأسئلة
واستعيد التاريخ الحديث لهذه البلاد واهم الاحداث التي مرت بها
فتوصلت لمجموعه من العوامل ارى ان لها دور كبير في هذا التحول وهي:
الاستعمار
ودوره يتمثل في جانبين
الأول : امر معروف ومشاهد وقد اشار له عدد كبير من علماء الاجتماع وعلى رأسهم مؤسس علم الاجتماع العلامة ابن خلدون في مقدمته وهو
تشبه الأمم المغلوبة بالأمم المنتصرة
وهذا التشبه له مظاهر نفسية و مظاهر ثقافية
اما المظاهر النفسية فالمستعمرين جلبوا عاداتهم معهم والمهزومين نفسياً في هذه المجتمعات اخذوا منهم هذه العادات لظنهم أنهم بذلك سيصبحون بمنزلة المُستعمرين اذا اخذوا بعادتهم
او لأنهم توقعوا ان هذه العادات هي سبب تفوق هولاء المنتصرين!!!
اما المظاهر الثقافية فقد ظن الكثير من انصاف المتعلمين و الجهال
ان سبب تفوق الغرب هو علمانيته و الحاده
وان سبب تخلفنا هو تراثنا الديني و الثقافي فقرروا نبذ هذا التراث وراء ظهورهم و الاقبال على لغة وعادات وعلوم الغرب بل وكل ماهو غربي ولانه فقط غربي!!!
وقد ساعد على تفشي هذا الامر مجموعه من صنائع المستعمرين من ابناء العرب والمسلمين
لذا سادت في بلاد العرب والمسلمين الافكار والمدارس الفكريه المنحرفه بشتى تياراتها
( رأسماليه , شيوعيه , ألحاديه , مذاهب فلسفيه مختلفة , قومية ...... )
بل دعا ( ماسُمي زوراً ) احد اعلام الفكر وعميد الادب العربي طه حسين : الى اخذ كل مالدى الغرب غثه وسمينه وان هذا هو طريق التقدم و الرقي الحضاري!!!
الثاني : القوانين التي يصدرها المُستعمرين لتسيير شئون الدول التي يحتلونها
وكانت في اغلبها لا تهتم بالقيم الثقافيه للمجتمع بل تكرس الرؤية الغربية للقيم والأخلاق
وقد ساعدت هذه القوانين بل وأجبرت في احيان كثيرة المجتمعات على التغيير
حركات تحرير المرأة
و أول ظهور لها " في البلاد العربية" كان في مصر في المظاهرة الشهيرة عام 1919م على يد هدى شعراوي و سيزا نبراوي " او زينب محمد مراد "
بدعم سعد زغلول زعيم حزب الوفد و لطفي السيد
ولا اريد ان افصل في هذا الموضوع بالرغم من اهميته
القابليه للاستعمار
وهذه نقطة مهمة تكلم عنها كثيراً المفكر " مالك بن نبي " يمكن تلخيصها بما يلي:
مجتمعاتنا تعاني من تفشي الجهل والبعد عن الاسلام " مصدر ثقافتنا و قيمنا " وسيادة البدع والخرافات
هذه الهشاشه الثقافية اوجدت اشخاص ضعيفي المناعه امام التيارات الفكرية الحديثه مما ساعد على تفشي هذه التيارات
كما ان تخلفنا التقني اوجد لدينا حب او قابليه للاستعمار الاقتصادي
فلو نظرتم الى حالنا الان ستجدون اننا نحن من يتشبث بالمستعمرين ( اقتصادياً , ثقافياً , بل وعسكرياً احياناً ) بعد ان كنا نقاومهم
فالشخص اذا أراد اظهار ثقافته خاطبك بمزيج من " الانجلو عربيه" ثم استشهاد بـ شكسبير او نيشته او هيغل .....
واذا اراد مدح منتج قال صنع ياباني
اما مواعيدنا فأصبحت انجليزية!!!!
الحكومات:
ودورها رئيسي ولكن يس هنا مجال طرحه 
اعود الى مجتمعنا ارى اننا نمر بنفس مراحل التغيير التي مرت بها البلدان العربية سابقاً
كيف توصلت الى هذه القناعة أي اننا على الطريق الذي سبقتنا اليه الدول العربية و الاسلامية؟
هل يحتاج ذلك لأمثلة لتوضيحه فجوله سريعة في أي مجمع تجاري في مدينتك تثبت لك ما ذكرته!!
وقد كتب الكثير من الاخوة والاخوات عن ذلك هنا في المنتدى
فالعبايات النسائيه اصبحت زينه بنفسها بل اصبحت تتبع خطوط الموضه
واذا كانت تُلبس سابقاً لستر الجسم فقد اصبحت تُلبس حالياً لكشف ما خفي من الجسم!!
( وانا هنا لا اعمم على كل نسائنا بل اذكر فئه أراها تتزايد للأسف )
بل ساذكر لكم امر قبل سنوات معدودة كان من النادر في مدننا ان ترى امرأة لا تغطي وجهها
بل حتى المسلمات من غير مجتمعنا الذين يرون جواز كشف الوجه كانوا اذا اقاموا بيننا غطوا وجوههن
فما هو الحال الان؟؟
اصبح الكثير من نساء مجتمعنا يكشفن وجوههن
بل واصبحت انا اتمنى ان بعض المتلثمات كشفت وجهها واراحتنا ولم تضع هذا اللثام وطبقات المكياج تحته!!!
بل قالي لي البعض وشاهدت ذلك في احدى القنوات انه في بعض مدننا
اصبحت الفتيات يرتدين العبايه بدون غطاء للرأس " مثل لبس غير المسلمات عندما يأتين الى المملكة "!!!
ملاحظة مهمة جداَ :
المراحل حالياً اقصر من حيث الفترة الزمنيه واكبر من حيث التأثير
فما كان يحتاج الى مائة سنه لتغييره اصبح يحتاج من خمسة الى عشرة سنوات او حتى اقل.....
وذلك بسبب :
* * الضغوط الدولية وقد كانت تمارس سابقاً تحت الطاولة كما يُقال
اما الان فقد اصبحت جهود بعض الدولة في تغييرنا علنية و صريحة كالولايات المتحدة الأمريكية التي اطلقت مشروع (حرب الأفكار) وأطلقت عليه اسم (استراتيجيه الوصول إلى العالم الإسلامي. (Muslim World Outreach)
وقد كتب عنه الكاتب " ديفيد كابلان " في مجلة يو.إس نيوز الأمريكية (u.s news & world report ) بتاريخ 04/25/2005 تقريرا في سلسلة مقالات بعنوان : عقول وقلوب ودولارات " ومنه اخذت العنوان !!!"
فذكر صراحة ما نصه : حرب أمريكا لتغيير الإسلام...في إحدى الجبهات غير المرئية للحرب على الإرهاب، ما برحت أمريكا تنفق ملايين الدولارات لتغيير وجه الإسلام بالذات...) هذا المقطع بالاخضر مأخوذ من مقال كتبه الشيخ د. سعد البريك
** وسائل الاعلام ودورها من اهم واخطر واقوى الادوار
ويحتاج الى تفصيل طويل جداً فهي تبذر القيم ( صحيحة – خاطئة ) وتظل تنميها من خلال تكرار العرض
حتى تصبح لدى المتلقي عاديه
وقد كتبت عن هذا الدور في عدة موضوعات ولكن بشكل جزئي
من اراد الاستزاده فليقرا : هل يكفي حُـسـن الـنيـه؟؟ ...... رسـالـه ........ وعـيون مختلفـه !!!!!!!!!!
اذا فوسائل الاعلام والضغوط الدولية تزيد النار مما يجعل المرحله تنضج بسرعه اكبر!!!
مع مراعاة ان هناك موانع صعبه في مجتمعنا تكبح جماح هذا التغيير
اهمها الدين والخلق و الفطرة السوية
بارقة أمل :
الكثير من البلدان العربية و الاسلامية التي ساد فيها التبرج و السفور لفترة غير قصيرة
بدئت بالعودة الى الحجاب والحشمه بفضل الله أولاً ثم بانتشار الوعي الديني وجهود الدعاة
وهذا الأمر أغاظ ولا يزال يغيظ الكثيرين في داخل وخارج هذه البلدان
حتى عقد برلمان احدى دولنا العربية جلسه ليبحث اسباب هذه الظاهرة الخطيرة : عودة النساء الى ارتداء الحجاب!!!
اخيراً :
تأكدت من ان القوة الأخلاقية أو الضعف الأخلاقي لكل دولة يمكن قياسه بلباس و سلوك المرأة و خصوصاً منهن الشابات في الأماكن العامة
مالكوم إكس او مالك شهباز
وهو مناضل امريكي مسلم من اصول افريقية ضد اضطهاد السود ( وهذا موضوع آخر .... )
آســـــــــــــف جــــــــــداً على الاطالة
__________________
سبحانك لا آله الا انت استغفرك واتوب اليك
27-10-2006, 01:05 AM
ضوابط المشاركة
العرض الشجري