الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

في الحقيقة أن الموضوع مهم ويقع كثيراً وجزاهم الله خير من سبقوا في بيان الكثير من الأساليب لجماية الأبناء من هذا البلاء. ومسألة المراقبة مهمة جداً ولكن كما قال ( الكوتش ) نحتاج إلى التعليم في البداية وبعده التنبيه على عدم مصاحبة الأشرار والتلويح بالعقاب عند المخالفة والترهيب من ذلك.

وأرى أن المسألة لابد أن تأخذ مراحل في التربية لانستطيع أن نذهب إلى مرحلة قبل الإنتهاء تماماً من المرحلة السابقة وهذه المراحل تبدأ عن بلوغ العاشرة في أغلب الأحيان بأن يعلم الوالدان الأبناء أمور البلوغ وأنها تحدث لكل الناس وأنك إذا خرج منك سائل أبيض ثخين وأنت نائم ريحه مثل العجين رطباً ومثل صفار البيض يابساً فهذا السائل هو المني وبخروجه أصبحت مكلفلاً بجميع أمور الدين وتعاقب على ترك أي واجب أو فعل أي محرم ويجب تعظيم الأمر في نفسه بأن التكليف ليس شاقاً ولكنه تمييز لك عن الصغار وأنك بدأت في حياة الرجولة ويجب أن ترتقي في فكرك فلست طفلاً همه اللعب فقط بل ستصبح رجل هذه المرحلة من تعظيم الأمر له مهمة جداً لأنها تفتح الباب للمرحلة التالية وهي تعظيم أمور الدين في نظره من أمور الطهارة والصلاة والصوم وبيان الأجر العظيم لفاعلها وكذلك العقاب الأليم لتاركها. وبعد هذه المرحلة تبدأ في بيان المنهيات مثل الكذب والخيانة والنظر الحرام والإستماع إلى الحرام ومهم جداً في هذه المرحلتين ( القدوة ) حيث أن الأبناء سيسمعون هذه التوجيهات من الأباء وربما من المدرسين كذلك ولكن إذا رأى من يخالف من تعلمه وقع في الإنفصام لذلك نرى أن بعض الأبناء مؤدب ومحافظ على صلاته ولكن يقع في العادة السرية أو في مغازلة البنات ومازال مستمر في خلقه وأدبه لكن في هذه المسألة لا يستطيع أن يتوقف والسبب هو هذا الإنفصام الذي أحدثه له القدوة. لذلك نحن نحتحمل الجزء الأكبر في إنحراف أبنائنا وذلك لعدم تقديم الصورة الصحيحة للقدوة لهم. المسألة التي يجب أن نركز عليها دائماً هي تقوية الوازع الديني ومراقبة الله في جميع الأمور لأننا إن خوّفـّناه من العقاب الدنيوي أو الفضيحة أمام الناس فستجد شياطين الأنس والجن له ألف سبيل أن يقنعوه بطرق لا أحد سوف يكشفه أو يعرف عنه شيئاً وإذا حدثت الطامة تركوه ليواجه مصيره والضياع. لذلك إذا تربى على مراقبة الله في جميع أموره أينما كان وفي جميع أحواله؛ ساعتها لانخشى عليه حتى ولو كان في بلاد الإنفتاح والتكشف لأنه لا يراقب الناس وإنما يراقب الله وهو معه أينما كان. فهذه التربية تحميه ليس فقط من الوقوع في العادة السرية وحسب بل من الوقوع في أمور كثيرة. في الحقيقة أن المسألة ليست سهلة على الوالدان ولا يمكن حلها بطرق سريعة، بل هي عملية مستمرة مع الحياة قد - وأقول قد - تنتهي بزواجه لأني أرى أن المسألة لها نعلق كبير بما يواجه الشاب من مغريات في كل مكان إبتداءً من الخارج في الأسواق والشوارع ومن أصحاب السوء وإنتهاءً بالبيت من فضائيات وغيرها فإغلاق هذه المنافذ جميعها أمر صعب جداً لذلك لابد دائماً للوالدين من الدعاء المتواصل للأبن بالهداية والصلاح.. لابد من الإلحاح بالدعاء والمواصلة فيه وعدم التوقف فكم من زلة كاد أن يقع فيها أحد الشباب الطيبين وليس بينه وبين المعصية إلا شعرة فيأتيه ما يبعده عنها ببركة دعاء الوالدين وينقلب هذا الشاب وينصلح حاله ببركة ذلك أيضاً وهذا واقع حال ليس قصص خيالية. ما نحن فيه من هجوم على أبنائنا أمر كبير لايستطيع الإنسان فينا أن يرده من دون الله لذلك أمر الدعاء جداً مهم ويحتاج منا الإهتمام. ثم بعد ذلك تأتي المراقبة كما أشار إلى جوانب عديدة منها الأعضاء الكرام في مشاركاتهم.
كما أحب أن أشير أن هذه الخطوات نفسها يجب إتباعها مع بناتنا لأنهن يتعرضن لما يتعرض له الأبناء من مغريات. اللهم اصلح شبابنا وشاباتنا لما فيه رضاك عنهم في الدنيا والآخرة إنك سميع مجيب.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

__________________
لغير جمالكم نظري حرامُ وغير كلامكم عندي كِلامُ ( الكِلام هو التعب والشدة )
وعمر النسر منكم بعض يوم وساعة غيركم عامٌ وعامُ
أحب بأن أكون لكم جليساً وتنصب لي بربعكم خيامُ
إذا عاينتكم زالت همومي وإن غبتم دنا مني الحِمامُ ( الحِمام هو الموت )
فداووا بالوصال مريض هجر يهيم بكم إذا سجع الحَمامُ