المرأة .. بين حلم الرومنسية .. وجفاف مشاعر الرجل
بسم الله الرحمن الرحيم
تكبر الفتاة ويكبر معها حلمها الرومانسي
عن فارس الأحلام الذي يأتي على حصانه الأبيض
ليختطفها ويأخذها إلى عالمه الرائع ..
فيغرقها في بحار الحب .. ويشبع حاجتها للحنان
ويعزز قيمتها بالإعجاب والتقدير ..
إنه حلم رومانسي ( خيالي عاطفي ) جميل ..
تختلف درجة أهميته من امرأة إلى أخرى
فكلما كانت الفتاة أكثر .. أنوثة .. وحساسية .. وخيالية
بل كلما عانت في أسرتها جفاف المشاعر .. وعدم التفهم من قبل الوالدين ..
وكلما كانت البيئة أكثر تحفظاً .. والمجتمع أكثر تهميشاً للمرأة ..
بل كلمازادت أوقات الفراغ في حياتها ..
كلما تعزز الحلم .. ونما أكثر وأكثر
حتى أنه قد يجنح عند بعض الفتيات ويتحول لمرض
يجعلها دائمة الشرود .. تعاني أحلام اليقظة .
لذلك من الجهل أن ننظر إلى هذا الحلم العاطفي
على أنه .. تفاهة فتيات .. أو سذاجة مراهقات ..
كما يبدو في صورته الظاهرة ..
لأن حقيقته تحمل وجهاً مغايراً ..
إذا ما تعمقنا فيه وتأملناه سندرك أنه :
حلم متمرد .. وصرخة مكتومة لفتاة تحتج وترفض
تهميش الأسرة والمجتمع لمشاعرها ..
وعدم تفهم طبيعتها الأنثوية .. وعدم تقدير جهودها ..
وتفضيل الولد على البنت ..
وهنا أقصد التفضيل الذي ابتدعته العادات ولتقاليد ..
وليس التفضيل السماوي .. الذي تقره المرأة المسلمة
التي تُــكبر الرجل .. وتعتز أن تكون في كنفه .. وتحت قوامته .
***
لذلك نجد أن الفتاة عندمت تصل سن الزواج ..
فإنها تنتظر العريس ( الفارس ) الذي سينتشلها
من هذا الوسط ويعيشها حلمها الوردي .. واقعاً لا خيالاً .