هل هذا الزوج مجنون؟؟؟؟؟؟؟
هل هذا الزوج مجنون
سأذكر لكم قصة لعل البعض يستغربها ويستغرب تصرف الزوج بشكل خاص، وقد يصفه البعض بالجنون.
والقصة هي أن زوجا يعمل في مؤسسة حكومية براتب شهري يقدر بألف دينار كويتي تقريبا، وهو مستقر مع زوجته، وقد رزق بأبناء بعضهم في سن المراهقة وآخرون أصغر من ذلك، ولديه طموح في الحصول على الترقية في عمله، كما أنه ناجح في بيته وناجح في عمله.
هل رفض المنصب ؟
إلى أن القصة ليس فيها غرابة، ولكن هذا الزوج وقد عرض عليه منصب آخر ومكان آخر للعمل، وفيه امتيازات كثيرة منها تكفل المؤسسة الجديدة بأجرة المسكن وإعطائه تسهيلات معينة سنوياً، وقد عرض عليه ضعف راتبه.
لو كنت أنت يا من تقرأ هذا المقال في مكان هذا الزوج، فكيف ستتصرف أمام هذه الإغراءات والامتيازات ومضاعفة دخلك السنوي إلى (24) ألف دينار بدلاً من (12) ألف دينار؟! لا داعي لأن تجيب على هذا السؤال، ولكن هل تصدق أن هذا الزوج بعدما استشار نفسه وفكر في هذا الإغراء واستخار ربه رفض هذا العرض.
وقد تتساءل هل هذا الزوج مجنون؟! لا يجوز أن نستعجل بإصدار الأحكام، ولو عرف السبب لبطل العجب، ولندخل إلى داخل تفكير هذا الزوج مجنون؟! لا يجوز أن نستعجل بإصدار الأحكام، ولو عرف السبب لبطل العجب، ولندخل إلى داخل تفكير هذا الزوج ونستمتع إليه، وهو يحاور نفسه وهو يقول:
· وماذا سأستفيد من زيادة دخلي وكثرة الامتيازات وطبيعة العمل الجديد.
· إنها ستجعلني مشغولاً أكثر من عشر ساعات باليوم.
· إني سأفقد جمال علاقتي بزوجتي وقطعاً سأخسرها، وان أبنائي على أبواب سن المراهقة، وهم ذكور فمن سيتابعهم ويقوم اعوجاجهم.
· أن أموال الدنيا كلها لا تفرحني فيما لوانحرف أحد أبنائي، أو خسرت علاقتي بزوجتي.
· إنها صفقة رابحة في ظاهرها وخاسرة في باطنها.
· وهل معيار المال هو المعيار الوحيد للحكم على الأشياء وجلب السعادة للدنيا؟! لا أظن ذلك.
وبدأ الزوج يفاضل بين الاستثمار البشري والاستثمار المالي، ويوازن بين وضعه الحالي والعرض الجديد إلى أن اتخذ قراراً برفضه.