أم الزوجة وصديقة الزوجة.. سبب للخلافات الزوجية!
●من خلال سيري في مواضيع الإصلاح وتقريب وجهات النظر بين الزوجين لاحظتُ أن الخلافات الزوجية يكون لها أسباب ظاهرة معلومة وأسباب باطنة خفيّة.
●ووجدتُ من ضمن هذه الأسباب وأشدها تأثيراً هو النصائح التي تتلّقاها الزوجة من أمها أو من صديقاتها؛ لأن بعض الزوجات –هداهنّ الله- يفتقرن للحكمة والعمل الصائب فيستقبلنَ المعلومة من كل حدب وصوب. وبحكم قرب البنت من أمها وارتياحها لصديقتها فإنّا نجد أثر هذين العاملين على الزوجة وعلى الزوج والحياة الزوجية بالعموم، ويصل الأمر في بعض الأحيان للتباهي بأنها تسيّر الزوج كما شاءت.
يأخذ هذا النصح –أو التّخبيب- بعض الأشكال التالية:
1) تقوم الزوجة من تلقاء نفسها بإخبار أمها أو صديقتها عن بعض عيوب زوجها. وهنا تأتيها النصائح السيئة كموج البحر، وتقوم الزوجة بتطبيقها بلا تفكير أو هوادة فتتأثر حياتها الزوجية مباشرة.
2) تقوم أم الزوجة أو الصديقة بسؤال الزوجة عن حياتها الزوجية وما شابه ذلك. وعندما تتفاعل الزوجة معهن وتفتح المجال للحديث بشكل أوسع يتم الدخول من هذا المدخل لإلقاء التوجيهات عليها كما يفعل الأستاذ والطالب.
3) تقوم الزوجة بالتفاعل مع أحاديث النساء في مجالسهنّ، وتخبرهنّ عن بعض الأمور أو الملاحظات في زوجها، ومن ثم تُرخي أذنها لنصيحة كل ناعقة وتحاول أن تطبقها وتسقطها على حياتها حرفياً.
●يتمثل خطورة الأمر هذا صراحة في أنّ نفسية بعض الأمهات أو الصديقات يكون بها خلل واضح مثل: افتقارهن لنقص عاطفي في حياتهن، أو غيرة داخلية من هذه الزوجة وحياتها، أو سعياً لتطبيق تجاربهن على هذه الزوجة، أو شخصيات تحب السيطرة، أو وجود أزواج ليس لهم قيمة عندهن، أو.. الخ.
●وتكمن المشكلة الجوهرية أيضاً في هذا الموضوع حول شخصيات الأزواج؛ فليس كل زوج قابل لأن يكون حقل تجارب نصائح امرأة أخرى ولو كانت أم الزوجة. وكل زوجة –من الطبيعي- أن تكون أدرى بزوجها وشخصيته وما يصلح له، وإلا فالعبء يقع عليها بشكل كبير.
●وأقسم بالله أنّ كثيراً من الحالات الزوجية قد انتهت بالطلاق لأسباب واهية تدور حول سيطرة الأم ونصائحها للزوجة، أو نصائح صديقة معينة.. ولا أدري هل تستيقظ هذه الزوجة بعد وقوع الفأس على الرأس وتعرف فداحة ما ارتكبته من إرخاء سمعها وتركيزها للأم والصديقة أم تبقى على غيّها!.
●ربما يقول البعض أنّ أم الزوجة لا بد أن تعرف عن حياة ابنتها وكيف تسير.
أقول لهم مجيباً: إنّ الزوجة الذكية العاقلة الفطنة تكتم أسرار حياتها الزوجية عن الآخرين خصوصاً الصديقات. أما بالنسبة لأمها فيمكنها أن تجيبها بإجابات عامة إن أمكن، ويكفي هذا.
●على جانب آخر نجد الكثير من الرجال الأذكياء الذين يعرفون تغيرات زوجاتهم معهم، ويعرفون أن هذا التغير ناتج من نصيحة أم أو صديقة.
●علاوة على ذلك فإني أخاطب الرجال بالعموم قائلاً لهم:
في حالة خلاف بينك وبين زوجتك فضع من ضمن الاحتمالات الواردة وجود نصيحة سيئة أثرت على زوجتك بشكل أو بآخر، وهذا كثير في الغالب، ويحصل عادة في حالة وجود الزوجة في بيت أهلها لخلاف زوجي أو سبب آخر.
●وبسبب تفهّمي للطبيعة الأنثوية من حبّ الحديث والفضفضة للأخريات؛ حيث وُجد أن الكلام يريح المرأة ونفسيتها فإني أقدم بعض النصائح العامة لبنات حواء:
1) ارفعي يديك لخالقك كما فعل يعقوب عليه الصلاة والسلام "إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ".
2) أو قومي بالفضفضة على الورق بكل ما يعتريك من مشاعرك، ويسبب لك إزعاجاً داخلياً.
3) أو تواصلي مع أخصائية نفسية أو اجتماعية للحديث معها وطلب النصح، وابدئي بإصلاح زوجك مستعينة بالله.. يقول تعالى "فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ".
4) أو اشتركي في أحد المنتديات الراقية –مثل منتدى عالم الأسرة والمجتمع- واطلبي الاستشارة منهم ومنهن.
5) سدّي أذنك عن أي شيء قد يخرب بيتك على رأسك، وحافظي على حياتك بكل ما تستطيعين.. وكوني واعية، ولست إمّعة يحركك الناس.
6) التفتي حولك لمن خَرُب بيتُها بسبب نصائح أمها أو صديقتها، وخذي العبرة منهن.
:::
ملاحظة:
الرجاء عدم نقل الموضوع من أحد الأعضاء أو العضوات أو الزوّار لأي منتدى أو مكان آخر.. وإن هذا حق لي وأمانة في الأعناق.
:::
-أرجو أن يكون الموضوع مفيداً للجميع.
-ولا بأس من النقاش حوله لمن يريد.
:::
وأستغفر الله لي ولكم..
أخوكم في الله/ حاتم بن أحمد-الرياض