لنا في قصة السلطان و الخياط عبرة

اللهم من اعتز بك فـلن يذل،ومن اهتدى بك فـلن يضل،ومن استكثر بك فـلن يـقـل،ومن استـقـوى بك فـلن يضعـف،ومن استغنى بك فـلن يـفـتـقـر،ومن استنصر بك فـلن يخذل،ومن استعان بك فـلن يغلب،ومن توكل عليك فـلن يخيب،ومن جعلك ملاذه فـلن يضيع،ومن اعتصم بك فـقـد هدى إلى صراط مستقيم،اللهم فكن لنا وليا ونصيرا، وكن لنا معينا ومجيرا، إنك كنت بنا بصيرا..
قصة وعبرة..
كان هناك خياط ماكر عرض على السلطان خياطة ثوب غريب عجيب لا يراه إلا المخلصون من وزرائه والأوفـياء من شعبه ..على الـفـور أعجب السلطان بالـفـكرة ..اقـترب الموعد ولم يسمع شيئاً من الخياط فـأرسل حاجبه ليطمئن على ثوبه الخـفـي..حين طرق الحاجب الباب فـتحت الزوجة وأخبرته أن زوجها منهمك فـي إضافـة اللمسات الأخيرة على الثوب وحين شعر الخياط بحضور الحاجب تظاهر بإمساك قـماش خـفـي بين يديه يدخل فـيه إبرة وخيط ويموجهما فـي الهواء ..بالطبع لم يرى الحاجب شيئاً ولكنه خشي من عدم امتلاكه ( للولاء ) فـبدأ بالإطراء على الثوب وجمال نـقـشه..وحين اخبر السلطان بما رأى زاد تعلـقـه بالثوب..حضر الخياط إلى قـصر السلطان متبختراً ورافـعاً يديه بالهواء ( كأنه يرفـع الثوب الخـفـي ) ..بطبيعة الحال لم يرى السلطان شيئاً ولكنه قـال بعد صمت طويل..( جميل ) ..وفـي موعد الإحتـفـال المـقـرر خرج السلطان على شرفـة الـقـصر لتحية الشعب وهو عار تماماً فـحياه الشعب بالمثل وفـي داخل كل منهم خوف من اخباره .. انتهت الـقـصة..
كما هو واضح ..تلبس الـقـصة ثوباً خـفـياً يراه كل قارئ منا بمنظار مختلـف..بالنسبة لي فـقـد استـفـدت من الـقـصة بأن المجاملة بين الزوجين قـد تكون مطلوبة أحياناً ..ولكنها فـي الغالب تكون صـفـة سلبية..فلا بد من المواجهة وإبداء الرأي حتى نستطيع أن نحكم على الأمور بطريـقـة مباشرة ومحايدة بعيداً عن الميول والأهواء والمواقـف الشخصية..كما أنني أحببت أن أطرح هنا بعض التساؤلات لعلنا نستفيد جميعاً إن شاء الله..
ما هو تأثير المجاملة على الحياة الزوجية..؟؟..هل تعتبر نـفـسك مجاملاً / مجاملة..؟؟..هل تعبر عن رأيك بكل صراحة أمام زوجك / زوجتك..؟؟..وهل تتمسك برأيك دائماً ..أم أنه بإمكانك التراجع لواكتشـفـت أنك على خطأ..؟؟..هل جاملت زوجك / زوجتك وندمت على ذلك لاحـقـاً..؟؟..ما هي الوسيلة للإبتعاد عن المجاملة السلبية بين الزوجين..؟؟
الدنيا سرورها أحزان..وإقـبالها إدبار..وآخر حياتها الموت..فـكم من مستقبل يوماً لا يستكمله..ومنتظراً غداً لايبلغه..ولو تنتظر الأجل لأبغضت الأمل..
تـقـبلوا تحياتي أخوكم / صـقـر2006
__________________