أخي .. هل تسمح لي أن أٌناديك بالصبور الصابر ....
ولكن هذا اللقب الذي أود وأتمنى إطلاقه عليك ...
ليس تاجاً تحمله على رأسك .. بناءً على سيرة طويلة استحققت عليها ذلك التاج ...
وإنما هو رعاك الله ... بداية أمل أبثها فيك ..
حلية كمال وحلة جمال ... ما أبهاك إن تحليت بها ...
ثم إن الله عز وجل يحب الصابرين .... ذلك موجود في تاب الله عز وجل في مواضع كثيرة ...
ركز معي في قراءة هذه الآيات أخي الحبيب ...
{
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ }البقرة153
{
وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ }البقرة155
{
.... وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ }البقرة249
{
أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ }آل عمران142 ..... الله أكبر على عظم هذه الآية على وجه الخصوص
{ .......
وَاللّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ
}آل عمران146
{ ......
إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ }الأنفال46
{إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ
وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً }الأحزاب35
{
وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ }محمد31
اعلم تمام العلم أن هذه الآيات يوماً مرت عليك .. ولست لأول مرة تسمعها ...
ولكن حنانيك حنانيك .... هلا أعدت الكرة في قراءتها .. وتمعنت فيها أكثر وأكثر ؛؛؛
ليس بعد كلام الله عز وجل كلام ....
يبقى نقطة هااااااامة جدا أحب أن أوضحها لك :
اعلم يا رعاك الله أن أمامك خيارين ... وكلها حلال ...
الصبر أحدهما ...
والزواج بأخرى ثانيهما ...
ولا يعني _ وبأي بحال من الأحوال _ حثنا لك على الصبر عليها .. وعدم الاستعجال .. أن الزواج من غيرها أمر منهي عنه
أو أنا سنُعدك مجرماً أو مقصراً في حقها ...
كل تصرف لك ... ومن حقك ... وليس هناك من ذنوب عليك إن شاء الله ...... ولكن !!!!
تختلف الأجور .. نعم أخي تختلف الأجور ..
وهنا يبقى الخيار خيارك .... فإن فضلت الآخرة .. وآثرت النفس .. لتختار الصبر ... فوالله إنك من أشاوس الناس ...
وخيرهم على الإطلاق ... لأن صفة الصبر لا يستطيع الجميع أن يتحلون بها ..... والله وحده يعلم كم لك من الأجر ...
ثم إنه من كرم الله ... ومن فضل الله .. ومن حب الله للصابرين ... بعد طول الصبر .. وحسن الظن منهم بالله ... لا يخيبهم
الله أبدا إلا أن يشاء ولحكمة هو أعلم بها سبحانه .. والقصص مليئة وتشهد على ذلك ... وهل نحن بحاجة إلى أن نشهد
على صدق رب العالمين ... فهو أوفى الواعدين سبحانه ...
وأما إن اخترت الخيار الآخر ... فأنت في حل ... ولا بأس عليك إن شاء الله فذلك حقك .. وحلالك .. ولا أحد يستطيع
تجريمك أو حتى وصفك بالأناني ... ولكن عليك هنا مراعاة الزوجة الأولى أكثر من الثانية في هذه الحالة .. وما أجملك
حينما تكمل كريم خلقك ونبيل صنعك حينما تتزوج بأخرى بإذنها ... الزوجة تكون مكسورة حينما تقع في هذا الوضع
فلا تزيد الأمر عليها سوءاً ... واجعلها هي الصديقة .. وسر على مثل إنما الحب للحبيب الأول ...
أكرمها .. وأحسن معاملتها .. واعتن بها أكثر .. فهي التي ستصبر عليك ... وهي تحبك .. ولن تقف أمام رغبتك بالزواج
منها ... ولا تعارض هنا مع كلامك عن رفضها .... فتلك هي الفطرة التي فطر الله بنات حواء عليها ...
سامحني أعتذر أطلت عليك ... وإنما أحببت أن أقول لك ما خالج صدري ومشاعري ...
وأدعوا الله لك بالذرية الصالحة ... يارب من زوجته الأولى يارب
... وكلك نظر
وأخيراً ....
هل ستحمل ذلك التاج ... أم أنك تفضل تركه لغيرك ؟؟؟
واحذر كل الحذر أن تحمله وأنت تعلم أنه سيأتي اليوم الذي لن تستطيع إكمال مشوار حمله ...
وفقك الله ؛؛؛