لا يخلو منزل من بعض التي سوف نوردها كمنغصات تهلك الإنسان إذا ما تجنب أخطارها واخذ الحيطة والحذر, فمنها مثلا ميزان الحرارة القديم الذي يحتوي على مادة الزئبق والجميع يعرف مدى خطورة مادة الزئبق على الإنسان, فالزئبق المتسرب من ميازين الحرارة المكسورة يمكن أن يدخل شبكة المياه من خلال التصريف فيلوث المياه الجوفية و الآبار حيث يدخل مع الماء ويصعب التخلص منه إلا بالطرق الكيميائية أو يتطاير في الهواء داخل المنزل مما يؤثر على الإنسان من خلال استنشاقه وهو من اخطر المواد سمية على الجهاز التنفسي0وهناك كثير من المنتجات التي تحتوي على مستويات عالية من مادة الفتاليت التي تضاف إلى بلاستيك الـPVC لتليينه والمستخدمة في لعب الأطفال وهذه المواد خطرة حيث التعرض المباشر لها والتي يحتمل أن تسبب السرطان والفشل الكلوي باستبدالها بمواد غير مصنعة من بلاستيك الـPVC كالاقمشة أو الخشب خاصة بعض عضاضات الأطفال, كما أظهرت الدراسات أن البلاستيك الشفاف’ بما في ذلك قوارير رضاعات الأطفال’ يمكن أن ترشح منها مادة شبيهة بالاستروجين إلى السؤائل الساخنة0فبالتالي يجب اختيار رضاعات زجاجية أو غير شفافة, وكذلك استبدال فوراً القوارير المخدشة0ومن الأمور التي يجب الانتباه إليها فحص مياه المنزل أو مياه الصنابير فقد تبين إن مياه الصنبور في مناطق كثيرة تحتوي على الزرنيخ ورصاص ومبيدات حشرية أخرى وأسبابها وذلك بعدم تنظيف خزانات العماير السفلية والسطحية أو أن يكون هناك تسربات داخل الشبكة تؤدي إلى تلوث الماء0 وأكثر المتضررين من هذه المياه الأطفال حيث يستهلكون الماء مرتين ونصف مرة أكثر من البالغين, وكنسبة مئوية من وزن الجسم0 وقد تبين إن ازدياد خطر الإصابة بعيوب خلقية له علاقة قوية بمياه الصنابير الملوثة0 إن نحو 85% من المصابين بالربو لديهم حساسية, وضبط البيئة المنزلية كالتهوية الجيدة للتخلص من أضرار غاز الرادون القاتل , واستنشاق دخان سجائر الآخرين يعرض الأطفال خاصة لنحو 4000 مادة كيميائية يعرف أن أكثر من 40 منها تسبب السرطان0وهو مسئول عن ملايين حالات الالتهاب في مجرى التنفس السفلي0 وهو يزيد نوبات الربو والموت الفجائي لدى الأطفال0 وهناك خطر أخر من مادة البركلورواثلين وهو مذيب يستعمل في التنظيف الجاف للملابس, وهو سم عصبي له علاقة أيضا بسرطان الكبد والمثانة0 وتركز بمقدار ثلاثة أضعاف في حليب الأم, ويمكن أن يؤدي إلى إصابة الأطفال باليرقان (الصفيرة)0أما التنظيف الرطب, الأسلم بيئياً, فلا يتسبب بإطلاق القماش غازات كيميائية أو بتصريف هذه المادة إلى المياه الجوفية0 وأخيراً اجتنب الخشب المضغوط المعالج بمركب الزرنيخ والكروم, إذ يمكن أن ترشح كميات غير مأمونة من الزرنيخ إلى خارج الخشب ومنه إلى أيدي الأطفال أو إلى التربة هذا القليل من الأخطار التي تحيط بنا في منازلنا ونتعرض لها لذا يجب أن نكون حذرين لتجنبها فما هو الحل؟ إن الإجابة على هذا التسأل بسيط وهو حاجتنا إلى الثقافة البيئية فهل انتم متفقون معي؟
وقفة
قيمة كل شيء هي قيمة الحاجة إليه, فتراب شبر من الساحل هو في نظر الغريق أثمن من كل ذهب الأرض0
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
مقال نشر بجريدة المدينة
الكاتب د0فهد تركستاني