بسم الله الرحمن الرحيم في الغربة.. وصفة سحرية لتعلم العربية السؤال : السلام عليكم، لدي مشكلة مع ابني الذي سيبلغ من العمر 4 سنوات في يناير المقبل، المشكلة أنه يرفض التحدث بالعربية منذ أن كنا بالسعودية في العام الماضي والتحق هناك بإحدى الحضانات التي تدرس بالإنجليزية، ولكنه يحفظ القرآن الكريم. وفي يونيه الماضي قضينا إجازة الصيف في كندا مع أقاربنا الذين لا يتكلم أطفالهم العربية، والآن رجعنا مرة أخرى وسيلتحق بمدرسة تدرس بالعربية، وأنا الآن أتحدث معه بالعربية وهو يفهمني ولكنه يجد صعوبة في صياغة أفكاره بالعربية. وأعتقد أن تفاعله مع الآخرين بالعربية يساعده، ولكننا ما زلنا سكانا جددا في المنطقة ولا أعرف عربا أو مسلمين ممن هم حولي لإقامة علاقات أسرية معهم. وأظن أن اللغة لها دور كبير في الثقافة، وهو ما أريد أن أنقله إلى أبنائي، وأدرك أنني لا بد أن يكون لي دور معه في اجتياز الصعوبات التي يواجهها من خلال تقليل الوقت الذي يقضيه في التحدث بالإنجليزية؛ لأن ذلك سيجعله لا يجد نفس الصعوبة التي يجدها الآن.. أرجو المساعدة. الموضوع : أطفالنا في الغربة اسم الخبير : الاستاذة سها السمان المصدر : السلام اون لاين . الحل السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، الأخت الكريمة، جزاك الله خيرا لحرصك على تعليم أولادك لغة أهل الجنة، وأسأل الله أن يجعلهم ذرية صالحة، اللهم آمين. قبل أن أبدأ في الرد على سؤالك دعيني أحكي لك عن تجربتي في هذا الموقف، وسامحيني على التطويل.. عندما أتيت إلى المملكة المتحدة كان ابني الأكبر يبلغ من العمر عاما ونصف ولم نتكلم في البيت إلا اللغة العربية، مع العلم بأن والده وأهله من أستراليا ولا يتكلمون اللغة العربية ما عدا زوجي ولله الحمد. وعندما ذهب إلى المدرسة التمهيدية وكان عمره ثلاث سنوات وجدته يعاني أشد المعاناة في التعامل مع أصدقائه، ولكنه في النهاية كان يعود وهو فرح ومسرور؛ لأنهم كأطفال يستطيعون أن يتفاهموا بدون كلام، ولكنها كانت تضايقني وأفكر في حل ولا أعرف ماذا أفعل معه، وقررت أن نتحدث معه باللغة الإنجليزية، خاصة أن عمته كانت تتعامل معه باللغة الإنجليزية طوال الوقت، وكنت أتضايق وأحاول أن أعلمها العربية حتى تتحدث معه بها. وذهبت إلى مديرة المدرسة وتكلمت معها على مشكلتي، وخاصة أنني لم أدرس أي شيء وقتها عن الأطفال أو التدريس في هذا البلد، والآن -ولله الحمد- وفقني الله في أن مديرة المدرسة لم تكن إنجليزية الأصل بل من بلد أوربي آخر. وقد أعطتني نصيحة أفادتني بها عمري كله، وقالت لي: إن أردت أن تحافظي على لغتك الأم وتعلميها له وأن يتقنها إتقانا تاما فلا تتحدثي معه داخل البيت إلا بها، ولا تسمحي له بالرد عليك إلا بها، ما عدا وقت الدراسة فادرسي له وتحدثي معه بلغة المدرسة؛ لأنه سوف يتعلم لغة البلد شئت أم أبيتي طالما أنه مقيم هنا ويدرسها بالمدرسة فسوف يتعلمها لا محالة. أما إذا أردت أن تنسيه لغتك فعليك بالتحدث والسماح له بالرد عليك بلغة البلد. وقالت أيضا: لا أخفي عليك أن ابنك سيمر بمرحلة سيتعب فيها كثيرا؛ لأنه يحاول الحفاظ على لغتين مختلفتين بنفس المستوى في وقت واحد، وبعد مضي هذه المرحلة سيكون الطفل قد أتقن اللغتين معا. وبالفعل -أختي الفاضلة- بدأت في تعليمه اللغة العربية قراءة وكتابة، ثم بعد ذلك بدأنا في اللغة الإنجليزية، وهو الآن -ولله الحمد- في التاسعة من عمره ويتقن العربية والإنجليزية والفرنسية. أما ما أراه هنا عند كثير من العرب أنهم يعلمون أبناءهم التحدث معهم طوال الوقت باللغة الإنجليزية حتى يتباهوا بها عند ذهابهم إلى بلادهم أمام الأهل، واعتبار هذا نوعا من أنواع الرقى والتقدم. وبعد أن يفوت الأوان ويستيقظ أحدهم يأتي به إلينا ويقول: ساعدوني على تعليم ابني اللغة العربية، وفى هذا الوقت يكون تعليم اللغة العربية أصعب من اللغة الإنجليزية في هذا العمر. أما إذا نظرنا إلى كثير منا، فنحن -ولله الحمد- نتقن اللغة الإنجليزية، وخاصة أن سؤالك بهذه اللغة، فهل أتينا إلى هنا منذ الصغر وتعلمنا في هذه البلاد حتى نستطيع إتقانها؟ بالنسبة لي.. لا، ولكن تعلم اللغات سهل لمن أرادها، أما اللغة العربية فليس من السهولة بمكان تعلمها عند الكبر، وهذا ما أراه هنا في المملكة المتحدة. ونصيحتي لك أن تحاولي قدر جهدك تعليم ابنك الأول اللغة العربية؛ لأنه سوف يساعدك في تعليم إخوته، أما إذا لم يتعلمها هو أولا فسيكون تعليم من يأتي بعده أمرا شاقا. وهذه بعض النصائح التي أدعو الله أن تساعدك: * التحدث معه طوال الوقت باللغة العربية، وعدم السماح له بالرد عليك بأي لغة أخرى حتى وإن لم يفهم معاني الكلمات، فدعيه يقولها لك باللغة الأخرى وترجميها له. * قراءة قصص عربية مشوقة وذات صور وألوان زاهية تجذبه إليها، وخاصة القصص الإسلامية حتى تساعديه في المستقبل -إن شاء الله- على معرفتها باللغتين. * مشاهدة الكرتون العربي المساوي في الجودة للكرتون الأجنبي، وهذا متوفر بكثرة لديكم، وإن أردت أسماءها أرسلتها لك ولكن ليس عن طريق الأمر ولكن بحيل، منها أن تخفي الأفلام الأخرى وتقولي له إنك لست متذكرة أين وضعتها، ولكن أمامه هذا الفيلم إذا أراد أن يشاهده. وكل الأطفال يحبون فقط أن تروا الحركات الموجودة بالكرتون حتى وإن كانت صامتة، وبعد يوم أو اثنين أظهري فيلما باللغة الإنجليزية وأخبريه أنك وجدتيه، وبعد ذلك اتفقي معه على أن يشاهد فيلما باللغة العربية في يوم، وفي يوم آخر باللغة الإنجليزية، وإن لم يستمع لك احرميه من مشاهدة الاثنين وليس الإنجليزي فقط حتى لا يكره اللغة العربية. * بداية علميه اللغة العربية، وهات له كتبا في نفس جودة كتب اللغة الإنجليزية، وكافئيه كلما تعلم حتى ولو كلمة جديدة بأن تعملي له جدولا فارغا في حجرته، وكلما تعلم شيئا ذهب ووضع نجمة، وعند امتلاء هذا الجدول اذهبي وأحضري له هدية. * محاولة إيجاد أصدقاء يتحدثون اللغة العربية أو الاتفاق مع باقي الأهل على أن يتحدث الأطفال في البيت باللغة العربية، وأعطي لهم النصيحة بأن هذا أفضل لأبنائهم. * التحدث والتباهي والتفاخر معه دائما ببلادنا وتاريخها وحضارتها؛ لأنهم في الغرب يتحدثون كثيرا عن حضارات وتاريخ بلادهم، وهذا أولى لنا أن نفعله مع أبنائنا. * الانبهار والإعجاب به كلما استطاع تكوين جملة مفيدة، واكتبيها له في كتاب خاص باللغة العربية، واجعليه يقولها أمام والده وأهله وأصدقائه حتى يتكون لديه حب المعرفة للغة أكثر وأكثر. وفى النهاية، أتمنى لك التوفيق في هذه المسئولية الكبيرة، وأقول لك: لا تقلقي على ابنك في تعلم اللغة الإنجليزية؛ لأنه -بإذن الله- سيكون ملمًّا بها مثل باقي أصدقائه وأكثر، ونحن على استعداد لمساعدتك في كل شيء إن شاء الله. |
||
ما في وصفات سحرية يا سيد ارسلان
كل هالشي جربتو مع اولادي ما نفع معي الا اني اسجلهم بأكاديمية خاصة عربية واستحمل مشاويرهم الي تهد الحيل عدا عن الاقساط الشهرية الي تهد كمان بس كلو بأجر عند رب العالمين يعطيك العافية أم وليد |
معلومات قيمة جداً بارك الله فيك
الصبر والمثابرة كل منهما مطلوب فليس هناك حل سريع ولا سحري مرة أخرى جزاك الله خيراً أسأل الله تعالى أن يرزقك الخير حيث كان |
مواقع النشر |
الكلمات الدليلية |
لتعلم, الغربة, العربية |
ضوابط المشاركة |
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
BB code متاحة
الابتسامات متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
|