أختي الكريمة
هناك ثلاثة مصطلحات وجميعها تختلف عن بعضها البعض وهي التغير , التقدم , التطور
التغير الاجتماعي مفهوم يشير إلى عملية تحول من واقع نعيش فيه إلى حالة منشودة وغالباً تكون أفضل من الواقع ويتم بشكل تدريجي
التقدم الاجتماعي مفهوم يشير إلى الإنتقال من مرحلة سابقة إلى مرحلة لاحقة ويتم على شكل حلقات سلسلة أي كل مرحلة مرتبطة بالمرحلة السابقة وغالباً يكون نحو الأفضل
التطور الاجتماعي مفهوم يشير إلى الإنتقال السريع وقد يكون غير محسوب وليس بالضرورة أن يكون الإنتقال فيه إلى الأفضل
ويأتي على شكل دفعات فجائية ومثال على ذلك : كانت الأفراح تقام في المنازل ويدعى الجار قبل الكل واليوم الوضع تغير , ولم يؤخذ بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم ووصيته بسابع جار , كذلك الموبايل أصبح وسيلة يسمع بها الشخص صوت أمه ولايكلف نفسه عناء مشاهدتها, والطائرة والسيارة لها سلبياتها ففي السابق كان الشخص قريب من أهله وصلة رحمه بأهله قوية وفي وقت التطور يستطيع العيش بعيداً عنهم
هذه المصطلحات السابقة حفظتها منذ فترة طويلة وقد أكون نسيت جزء منها ولابأس في حال وجود خطأ من تقويمه
نعود للموضوع الرئيسي وسؤال الأخت
تم توجيه هذا السؤال لي شخصياً في ومن قبل أحدى قريباتي وكانت تعاني من أخيها وتطلب مني التدخل, فكانت إجابتي غريبة نوعاً ما, مشكلة الشاب عندما يبلغ يريد وضع شخصية له في المنزل ويريد إبراز نفسه, فلايجد متنفساً إلا ملاحظة تصرفات أهله, كذلك قد يكون مؤمناً بهذه الأفكار ولكن بعد أن يتقدم لأناس وتخبره أمه أن أبنتهم تضع النقاب أو العباية على الكتف ويكون قد شاهد البنت وأعجب فيها, فأنه وتحت ضغط الإعجاب وضغط الأهل أن الناس تغيرت وهذا الشئ أصبح طبيعياً وأنت شكلك لاتعيش في عصرنا ألا تنظر يمينك وشمالك ... الخ
يضطر ليرضخ لضغوط أهله من جهة ولإعجابه من جهة وأيضاً لعدم رغبته في طرق منازل كثيرة من أجل الخطبة فسيأخذ منه الوضع بحث أكثر وتعب ومزيداً من المواعيد ومايصاحب ذلك من الإستعداد حتى في اللباس
وهناك جانب سيكولوجي وهو الأخير في محاولة تبرير هذا التصرف , أن الشاب عندما يحب الفتاة من خلال الشوفة الشرعية أو حتى بعدها يستسلم بكل معنى الكلمة ويطلق عليه باللهجة العامية وليسمح لي الجميع على أستخدام هذا اللفظ وحاشاكم منه
( خروف ) أي شخص بدون شخصية تسيره شخصية زوجته ويخضع لها بالتبعية وهذا الشئ ناتج من حبه وإعجابه بها ويحاول تجنب الإصطدام بها حتى لايخسرها وبالتالي يتنازل عن قيمه التي كان يمارسها في السابق مع أخواته ولايتدخل في لباسها
الشخص عندما لايحب زوجته قد لايتدخل في لبسها , بل حتى أن بعضهم يقول من سينظر لها لبست نقاب أم لم تلبس فهي في نظره أقل من العادية ولايغار عليها
الشخص السوي وغير السيكوباتي هو من يبقى كما هو عليه ولاينطبق عليه أي صنف من التحليلات السابقة ولايطرأ أي تغيير على شخصيته
لايعني كلامي أعلاه أن ماذكرته ينطبق على الكل بل أنا لا أستخدم التعميم البته
وفقك الله أختي الكريمة على موضوعك الشيق والذي حرك الذاكرة وأعادني لمصطلحات طالما أحببتها