قبل أن نتحدث عن السعادة الزوجية نتحدث عن السعادة نفسها. ما هي السعادة؟
هل هي الشعور بالرضى والقناعة؟ هل هي حالة النجاح المادي والاجتماعي؟ هل هي الحب؟ هل هي حالة التوافق مع الآخرين؟ وهل هي حال دائمة أم مؤقته؟ وأسئلة كثيرة أخرى أثيرت مئات أو آلاف المرات، وحصلت على إجابات وأشهرها إن السعادة نسبية. أي إن ما يسعد شخص قد لا يسعد شخص آخر.
وإن السعادة هي بنسبة للجائع رغيف العيش وبالنسبة للمريض هي الصحة، بالنسبة للمحب هي لقاء محبوبته، وبالنسبة للفقير ثروة تهبط عليه دون تعب.. إلى آخر النسبيات.
واعتقد أن حكاية نسبية السعادة حكاية مغلوطة. فقد يحص الجائع على الرغيف ولا يكون سعيداً، وقد يحصل المريض على الشفاء ويظل شقياً، وقد يجتمع الحبيب والمحبوب فتقع خناقة بينهما قد تنتهي في قسم الشرطة، وقد تهبط الثروة على الفقير فتضعه في صراعات تشقيه أكثر مما تسعده.
فما هي السعادة إذن؟؟؟
اعتقد. والله أعلم. أنها حالة من الانسجام مع الآخرين ومع من حولنا وما حولنا... وقبل ذلك كله إنسجام داخلي، إنسجام مع أنفسنا، إنها حالة "هارموني" تماماً كالهورموني الموسيقي.
وقد تدوم قليلاً أو كثيراً ولكنها بمعنى حب التجارب والخبرات وحتى الأفلام والروايات، لا تدوم إلى الأبد. وكل شيء يتم ينقص... !
والسعادة الزوجية ينطبق عليه هذا التعريف، بل هل التعريف الوحيد لها. فالذين خبروا الزواج، أقصد جربوا الزواج يعلمون أن ثمة ساعات أو أيام أو حتى شهور من الإنسجام تحدث بين الزوجين... ثم تحدث المطبات والمشاكل، فيزول الإنسجام ويحل محله الخصام قليلاً أو طويلاً، ويعود الإنسجام ... أو لا يعود!
وهكذا تمر سنوات الزواج بين إنسجام وتفاهم ورضى، ثم تتغير الأحوال. ولهذا فإن الذين يبحثون عن السعادة الدائم في الحياة يصيبهم الإحباط.
والصحيح إن يقنع الإنسان بمسافة من السعادة تعقبها مسافة من التعاسة.ثم تأتي السعادة مرة أخرى، أو تعود، ثم تذهب... وهكذا
أمواج بلا شاطئ أو بلا نهاية.
ولأن الهارموني الموسيقي هو توافق بين ألحان تعزفها المجموعة فإن الهارموني الزوجي توافق بين شخصين بين زوج وزوجته.
منقول