جلست تعدد طلباتها وهي تقول: أنا إنسانة بسيطة جدًّا وطلباتي متواضعة للغاية.. لا أطلب الكثير: فقط شقة مكونة من أربع حجرات واستقبال يسع لحجرتي (السفرة) و(الصالون)، ولا أطلب (شبكة) باهظة بل يكفيني ما قيمته عشرون ألفًا.. أما حفلات الخطبة وعقد القرآن والزفاف فستكون في قاعة من قاعات الأفراح الحديثة وليس بالضرورة في فندق أربعة نجوم.. هذه هي طلباتي المتواضعة وهذه هي شروطي قبل أن أرى العريس".
التفتت إليها وأنا أقول ساخرةً "قمة البساطة والتواضع"!!
أرض الواقع
وعلى أرض الواقع تهبط أمثال هذه الفتاة ليتعطل زواجها لسنوات قبل أن تجد ضالتها- هذا إن وجدته قبل فوات الأوان- وعلى أرض الواقع نرى إضرابًا إجباريًّا للشباب عن الزواج؛ لأن أغلبهم لا يملك ولا يستطيع ولا يجرؤ على طلب فتاةٍ للزواج قبل تمام إمكاناته المادية المرهقة.
شباب في خطر
وتفرز مسألة الإمكانيات المادية الكثير من المشكلات منها:
1- ارتفاع سن الزواج
2- إطالة فترات الخطبة
3- ارتفاع نسبة العنوسة بين الجنسين
4- تأخر سن الإنجاب
5- ارتفاع نسبة العقم
6- هبوط المستوى الخلقي للشباب
لماذا يتأخرون؟
ويتأخر الشباب في الزواج للأسباب التالية:
1- انخفاض فرص العمل وغلاء المعيشة، وبالتالي ضعف الإمكانات المادية.
2- تعنت الآباء في فرض متطلبات الزواج فرضًا على الشباب من شقة تمليك في مكانٍ معين أو شبكة بمبلغ معين وأفراحًا باهظة التكاليف وهدايا و.. و.. و..
3- سطحية تفكير الفتيات وحب التقليد وحب الظهور والتمسك بأنماط شكلية معينة في الاحتفال بالفرح وتجهيزات البيت فرغم تفاوت المستويات الاقتصادية إلا أن عدد غرف البيت ومفروشاته لا يجب أن تقل عن جارتها وقريبتها وصديقتها.
4- هروب الشباب من تحمُّل المسؤلية وفساد خلق وسلوك بعضهم أحيانًا.
أنتم أولى يا شباب
ولأن الشباب هم أشد فئات المجتمع حاجة إلى الزواج، ولأن الزواج فيه وقاية أكيدة للشباب من الانحراف، ولأن بدء الحياة الزوجية في مرحلة الشباب يعطي أفضل النتائج فقد جاءت لكم أيها الشباب وصية خاصة من الرسول- صلى الله عليه وسلم- يقول: "يا معشر الشباب مَن استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج...". (أخرجه البخاري).
يسروا ولا تعسروا
وما أجمل البساطة في كل شيء.. هذا ما أكدته لي إحدى الفتيات قالت: "تعلمتُ من زوجي الكثير ومَن أجمل ما تعلمت منه معنى البساطة فقد أخبرني أنه يخجل أن يُنفق بإسراف- وإن كان يملك- على تجهيزات وحفلات في حين لا يجد غيرنا ما يأكله أو يلبسه، أما ليلة العمر فهي في انتظارنا هناك يوم ندخل الجنة بإذن الله.. وهكذا جهزنا بيتنا ببساطة وتم فرحنا ببساطة ونعيش حياتنا ببساطة، لكننا ولله الحمد في قمة السعادة ونشعر ببركة كبيرة في حياتنا".
اسمعوني
وتتمنى أن يستمع الشباب والبنات والأهل لنصائحها:
1- كلمة الباءة في حديث الرسول- صلى الله عليه وسلم- لا تعني أبدًا كمال التجهيزات المادية بل تعني القدرة على الزواج والإنفاق.
2- الرضا بمسكنٍ صغير أقل رقيًّا من مسكن الأبوين شيءٌ أساسي؛ فعلى الشباب صعود السلم من أسفله لا من قمته- هذا هو التدرج الطبيعي.
3- الاستغناء عن الكثير من الكماليات.
4- الاكتفاء بهدية بسيطة بدلاً من الشبكة باهظة التكاليف التي يكون مصيرها النهائي علبة في (دولاب الملابس).
وتُنهي كلامها بنصيحة الرسول- صلى الله عليه وسلم-: "إنَّ من يمن المرأة (بركتها) تيسير خطبتها وتيسير صداقها (مهرها)".
عرس فاطمة
ومن القصص الرائعة قصة عرس فاطمة بنت محمد- صلى الله عليه وسلم- يرويها لنا جابر- رضي الله عنه- قال: "حضرنا عرس فاطمة فما رأينا عرسًا أحسن منه، حشونا الفراش ليفًا، وأتينا بتمر وزبيب فأكلناه، وكان فراشها ليلة عرسها إهاب (جلد) كبش".
هذا الموضوع
منقول