رذاذة جديدة لمعالجة الحروق
حتى اليوم كانت الفكرة محصورة في بعض أفلام الخيال العلمي، لكن رذاذة الخلايا القادرة على تنمية طبقة الجلد ومعالجته باتت الآن حقيقة بوشر اختبارها بإيطاليا وفي البلدان الأوروبية الأخرى، تبعاً لبعض النتائج الإيجابية المشجعة الآتية من أستراليا، بالتحديد في مستشفى "رويال بيرث هوسبيتال" (Royal Perth Hospital) أين نبعت تقنية الرذاذة العلاجية النوعية. في السياق عينه، يخضع حالياً مائة مريض (25 منهم في إيطاليا) للتجربة في 15 بلد أوروبي. وتُجرى دراسات أخرى في أستراليا، وآسيا (خاصة اليابان وهونغ كونغ والفيليبين وماليزيا) ومن المرتقب تعميق الدراسات حولها في الولايات المتحدة الأميركية، في نهاية العام.
وبدلاً من زراعة خلايا الجلد المستخرجة من المريض ومضاعفة عددها في المختبر بغية الحصول على قطعة من الجلد السليم يتجه الباحثون نحو استعمال التقنية الجديدة التي تهدف الى إحياء منطقة الجسم المتضررة، نتيجة حرق أو ندبة ما، من طريق رش خلايا الرذاذة مباشرة على منطقة جسم المريض هذه.
وتكمن الخطوة الأولى للتقنية الجديدة في استئصال رقعة صغيرة من جلد المريض التي تحتوي على خلايا قاعدة الجلد (الخلايا القرنية) إضافة الى خلايا صبغة الجلد. بعدها، تُغمر رقعة الجلد هذه في مادة تسمح بفَصْل طبقة الجلد الخارجية(البشرة) عن تلك الأعمق (الأدمة وتقع تحت البشرة مباشرة ويبلغ سمكها حوالي 2 مم). ثم تُكشط الخلايا قبل بدء عملية شفطها وتصفيتها لغاية الحصول على مُركٌب يحوي تلك الخلايا، المُعلٌقة داخله. ويُنتج ذلك المٌركٌب في حوالي 45 دقيقة، كي يصبح جاهزاً للإدخال في حقنة مزودة برذاذة ترشٌ خلايا المُركٌب على الجرح أين تتجذر وتجد البيئة المناسبة للنمو والتكاثر في فترة تتراوح ما بين ستة شهور وعاما، حسب خطورة الجرح. في النهاية تكوٌن تلك الخلايا طبقة من الجلد المتجدد والسليم.
وابتكرت شركة (Clinical Cell Culture - C3) الأسترالية العُدّة التي تخول الحصول على المُركٌب ورذاذة الخلايا. وفي الوقت الحاضر، توزع تلك العدة على جميع مراكز البحوث المشتركة في اختبار التقنية الجديدة. وفي إيطاليا، بوشر العمل على هذه التقنية منذ شهر أكتوبر(تشرين الأول) الماضي لمعالجة الحروق العميقة من الدرجة الثانية(جزئية) وإزالة النُدَب الكبيرة الناجمة إما عن التدخلات الجراحية أو عن حوادث الأسيد الحارق.
من جانبهم، يؤكد الأطباء في قسم الجراحة البلاستيكية والترميمية من جامعة "تور فيرجاتا" بروما أن التقنية الجديدة ستقطع أوقات العلاج بالمستشفى تقريباً الى النصف. يُذكر أن العدة الخاصة بتحضير رذاذة الخلايا تُستعمل مرة واحدة ثم تُرمي، كما يتراوح سعرها في السوق ما بين 900 و1300 يورو. علاوة على ذلك، التقنية واعدة مستقبلاً لمعالجة بعض أشكال الوَضح(مرض جلدي يتميز بظهور بقع بيضاء على البشرة)، على سبيل المثال. هذا وتقتصر قدرة الرذاذة على معالجة حروق تصيب مساحات صغيرة من الجلد إنما يُنتظر لها مستقبلاً مرموقاً متعلقاً خاصة بعلاج حروق الوجه والأيدي والأقدام، التي يتعرض دوماً لها الأطفال والشباب.
منقول
__________________
دائما وابدا ,كل مكان وكل زمان.
الحمد لله والشكر لله .
ولا اله الا الله.