ورقــة .. من كراسة خواطــري !!
وها نحن ذا .. نمتطــي قطــار الأحــلام .. ولمحطتنـا النهائيــة .. نشــارف الوصــول .. !!
بالأمــس القريــب .. ليلة ملكتــي ..
للخالــق شكــراً سجــدت .. فتلك منــة لا يحظــى بهــا الكثيرون ..
والأمثلــة على صفحــة عينــي مسطــرة .. ( اللهم أنعــم عليهـم بأخيــر مما أنعمــت علي .. فلا شــئ لقدرتــك
معجــزاً ) .. !!
واليــوم .. قرابــة المئــة يــوم .. عن ليلــة عمــري .. تفصلنــي !!
***
آآه .. ثم آآه
كم اغرورقت المآقي .. ولم تلبث أن تساقطــت من محاجــرهــا اللالئ .. تنيــر وجنتــي .. بشعــاع الألم الدفيــن ..
كم اعتصــرت فؤادي .. قبضــات الحــزن .. وبقسوتهــا .. مزقتنــي ..
***
آآه .. ثم آآه
كم ابتهلت .. ولبــاب المولــى طرقــت ..
كم مــرة فيهــا صبــرت .. وكم مــرات خاننــي فيهــا الصبــر ..
***
سنــوات مضــت .. وقفت وإيــاه على محطــات الحيــاة .. نتــزود الحــب .. نمتطــي الغــرام .. ونمضــي !!
شهــور مضــت .. أحــوال تبدلــت .. الأهــل .. الأصحــاب .. الخــلان .. الحيــاة ذاتهــا .. !!
أيــام .. وتنقشــع عنــا سحــابــات الولــه .. غيــوم الانتظــار .. لتسفــر عن .. سمــاء بالحــب .. و ( الأمــان ) مشرقــة ..
فيا تــرى ..
ما حالــي عقــب الــزواج ؟
الشوق والوله .. خفــوت ..
الأمــان .. متمكــن متحقــق ..
الحب .. ثابت كالجــذور ..
تــرى ..
هل سأمــل الحيــاة ..
أم ســأزداد له حبــاً وشوقــاً ؟؟
***
أعــزائــي ..
سأشرع لكم أبــواب قلبــي .. لتعانقــوا قصــة حياتــي ..
فمحدثتكم فتاة عانـت .. وقاسـت .. الكثير الكثير
ترقــب .. خوف .. من المستقبــل المجهــول ..
ألم الوحــدة .. آهات الانتظــار ..
مرت .. بتجربــة لا يمــر بها الكثيــرون ..
***
أحبائي ..
سنوات كنت فيها مخطوبــة ..
لا أعلم مالمصيــر ..
أجهــل مالنصيــب ..
عشــت بها أيامــاً أسأل المولى أن لا يمـر بها أحــداً ..
كنت حبيســة جــدان أربــع .. أناجــي قمــراً محجــوباً .. أخــط خواطــري .. بمداد دمعــي ..
كنت كسجيــن .. لحكم المحكمــة النهائي ينتظــر .. يــود نطق الحــكم .. وإن كان بالأعــدام .. فهــو _ والله _ عليه أخف
وطئاً من لهب انتظــار .. وتذبذب .. لا إلى هؤلاء .. ولا إلى هؤلاء ..
آه .. كنت أتألم .. وفي ذات الوقت .. برحمة الله .. كنت موقنــة ..
حتى حان الفــرج ..
وكانت أروع لحظــة بحياتي .. لن أنساها .. ولن أنسى شكرها ما حييت ..
لحظــة أعلني الشرع له زوجــة ..
لحظــة .. خلعت فيهــا رداء الحزن .. وبتاج السعادة .. تبختــرت ..
لحظــة .. لم أعلم فيها من معاني الانفعــال سوى .. الضحكــــات ..
ولكن ..
وآه من كلمة لكن ..
فدوام الحال من المحال ..
هو يوم ملكتــي ..
ومن ثم ..
توالت على كاهلي المنغصات حتى .. بالهموم أثقلتني ..
الرب وحده يعلم كم عانيت ..
فرحتي .. بلمح البصر كانت .. منكسرة ..
عبثاً حاولت لملمة أشلائهــا ..
بسمتــي .. كانت بلا شك إلى زوال ..
كنت عروس .. ولكن لست كأي عروس ..
عروس تدميهــا سهــام الأهل ..
تلفحهــا شرارت المقربـون ..
وفي خضم كل ذاك .. كنت وإياه .. صامــدان ..
بمعيــة الله .. والحب الذي تزهر به بتلات قلوبنــا .. نتخطــى الصعــاب ..
وها نحن ذا .. نترقب الأشهــر الثلاث القادمــة ..
ليأذن الله أخيــراً باجتماعنــا ..
آآه .. ما أرحمك يا رب .. وما أكرمك ..
***
نظــرة تشاؤميــة تلح علي .. أسأل الله أن يخلصنــي منهــا ..
متــى .. متى تمضي الشهــور .. والمئة يوم .. لنستظــل بسقف الحب وحدنــا ؟
نعم .. وحدنــا ..
مللت .. مللت تدخل الأهــل بما لا يخصهم ..
كما مللت .. سكوتاً وسلبيــة .. كنت أخالها احترامــاً ..!!
متى .. نوصد الباب .. لنمنع كل متطفل .. من النظر .. !!
آه .. لكم أتمنى أن أحيا وإياه بجزيرة الحب وحدنــا ..
لنتملق من قيود الأهــل .. وبذات الوقت .. لا عتب علينا ..
لم لا يفهمون أننــا .. زوج وزوجــة ..
أم أن الفستــان الأبيض هو الفيصــل ..؟
حسنٌ ..
هل أنا ذي سأرتديه أخيــراً .. ويعلم الله ما بي من لهفة إليه ..
لكم تمنيت عقــد نكاح .. ومن ثم .. عش زوجية نقي طاهر يجمعنــا ..
ولكن ..
نتمادى في ضعفنا وسلبيتنــا ..
فمن أجل الأهل نتنازل على رغباتنا ..
ونجبر مكرهين على الخضوع لعادات وتقاليد بالية ..
لنفكر بمنطقيــة ..
ليلة الزفاف لمن ؟
للأهل والحضور .. أليس كذلك ؟
لا تحضر العروس سوى في نهاية الحفل ..
ومن ثم ..
آلاف الريالات لإتمام تلك الليلة تدفع ..
ليس هذا فحسب .. بل
مئات الآهات والآلام ..
انتظاراً .. وسعياً خلف وسيلة لتدبير نقــود .. ستدهــر .. !!
بل ولهثاً لإرضاء رغبة هذا .. وذاك ..
ومن الضحيــة ؟
العروسان ..
ومن الجــلاد .. أهلونــا ..
فيالسخرية الزمــن !!
***
أحبائي ..
سأهمس لكم بســر ..
بات الجميع لمشاعري يعي ويدرك ..
الطامة الكبــرى ..
بت أشعــر أن هذه الدار ليست داري ..
وأن هؤلاء الأهل .. ليســوا أهلــي ..
جاحــدة .. ناكــرة ..
لا وربي ..
بيــد أن إحساسي بأن هذا الوضع ليس طبيعياً .. وأن منزلي ذاك بجدة هو منزلي الحقيقي .. بات يسيطر علي !!
***
أحبائــي ..
لا ريب بأن قلوباً منكم افتقدتنــي .. وأخــرى لم تنسني من دعائهــا .. ( بس لا يكون أحد دعا علي ) ..
طوال الفترة الماضية كنت بجــدة .. مسكن حبــي .. وروح فــؤادي ..
تسوقــت .. ومن تجهيزات الزفاف انتهيــت ..
ولم تخلُ زيارتــي لجدة من مقابــلاتي وحبيبي .. ولكن .. تحت المجهــر !!
أتصدقــون ..
كنا نتأزم .. أكثــر مما نسعــد .. بتلكم اللقاءات ..
والعلــة بالطبــع .. أهل متعنتــون !!
واليــوم .. إلى طيبة الطيبة عدت .. ولروح فؤادي .. افتقــدت ..
بكيت حتى ازدهرت بدموعــي براعم الألم بجوانحــي ..
وهاأنا ذي .. أتجلد .. أتصبر ..
علّ الأيــام تمضي .. كما مضت مثيلاتهــا ..
ولكن ..
هل سأحيــا لتلك اللحظــة ؟
أم يداهمني ملك الموت .. لتُـغتــال أحــلام حب حياتــي ؟
آه .. كم أخشى عليه ..
ثم ..
في أي إطــار ستتشكــل حياتنــا الزوجيــة ؟
هل سنسعــد حقاً ؟
مخاوف كثيرة تجتاحنــي ..
نظرات تشاؤميــة تسدد سهامهــا نحــوي ..
فهل من مفــر ؟؟
***
أحبائــي ..
تلكم خواطــري .. أحببت مشاركتكم بهــا .. وأهمس لكم بصــدق ..
اشتقت لكم كثيييييييييييــــراً .. وأتمنى من كل قلبي .. أن أســر بمعرفة أخباركــم .. وأن لا يفتني من أحوالكم
شيئــاً .. عذراً إن أطلت ..
أحبكم .. أحبكم .. أحبكم ..
***