القواعد المفيدة في الحياة الزوجية السعيدة ( الجزء الثالث والأخير )
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
القواعد المفيدة في الحياة الزوجية السعيدة ( الجزء الثالث والأخير )
لقراءة الجزاء الأول أضغط هنا
لقراءة الجزاء الثاني أضغط هنا
13- طلاق الزوجة ليس من بر الوالدين
لا يجب على الزوج طلاق زوجته إذا أمرته والدته بطلاقها. قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- : «لا يحل له أن يطلقها لقول أمه، بل عليه أن يبر أمه، وليس تطليق امرأته من برها،،. ذلك لأن الأم تغلب عليها العاطفة وتُنْزِلُ زوجة الإبن منزلة الضرة، ومن الأقوال القديمة عند بعض الأمهات: «أنا ربيت ولغيري صفيت»، بخلاف الأب الصالحِ التقي الملتزم بشرع الله، من كان بعيد النظر حَسَنَ التصرف، محباً لمصلحة ابنه، فإن الإبن يطيعه في ذلك لأنه أمره بالمعروف، كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم ابن عمر رضي الله عنهما فقال:
«أطع أباك وطلقها» (رواه الترمذي، وحسّنه الألباني).
وكما استجاب اسماعيل عليه السلام لنصيحة أبيه ابراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام
«فطلق زوجته» (نصه عند البخاري). أما إن لم يكن الأب كذلك فلا يجب عليه طاعته، ولا يعد عصيانه في ذلك من العقوق.
14- تحريم طلاقها وهي حائض
قال تعالى:
{ إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن} (الطلاق/1).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- : «الطلاق في الحيض حرام في الكتاب والسنة والاجماع». قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: «الطلاق الحرام أن يطلقها وهي حائض». وعن عبدالله بن عمر -رضي الله عنهما-:
«أنه طلق امرأته وهي حائض، فتغيظ رسول الله صلى الله عليه وسلم » (رواه البخاري).
15- تحريم طلاقها في طهر جامعها فيه
قال ابن عباس-رضي الله عنهما-: «والطلاق الحرام كأن يطلقها وهي حائض، أو يطلقها حين يجامعها، لا تدري اشتمل الرحم على ولد أم لا». وقال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- : «وهو حرام بالكتاب والسنة والإجماع». وقال ابن كثير في الآية السابقة
{ فطلقوهن لعدتهن } : «الطلاق المحرم، أن يطلقها في حال الحيض، أو في طهر قد جامعها فيه، ولا يدري أحملت أم لا».
16- تحريم خروج المطلقة من منزل زوجها
قال الله تعالى:
{ لا تخرجوهن من بيوتهن ولا يخرجن إلا أن يأتين بفاحشة مبيـــنة وتلك حدود الله ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه} (الطلاق/1).
قال عطاء: «إذا أذن لها أن تعتد في غير بيته ولو في بيت أهلها فقد شاركها في الإثم». وقال مجاهد: «بفاحشة مبينة أي الزنا». قال القرطبي: «ليس للزوج أن يخرجها من مسكن النكاح ما دامت في العدة. ولا يجوز لها الخروج أيضا». والحكمة من عدم جواز خروج المطلقة، ما بينه الله تعالى في نهاية الآية:
{ لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمراً } (الطلاق/1). قال ابن كثير: «أي إنما أبقينا المطلقة في منزل الزوج في مدة العدة لعل الزوج يندم على طلاقها ويخلق الله تعالى في قلبه رجعتها، فيكون ذلك أيسر وأسهل».
17- أما لك في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة؟
قال الله تعالى:
{ لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر} (الأحزاب/21).
قال الحافظ ابن كثير: «هذه الآية أصل كبير في التأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم في أقواله وأفعاله وأحواله». وقال سفيان بن عيينة: «إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الميزان الأكبر، فعليه تعرض الأشياء، على خُلُقه وسيرته وهديه، فما وافقها فهو الحق، وما خالفها هو الباطل». وقال ابن القيم: «وكانت سيرته صلى الله عليه وسلم مع أزواجه حُسن المعاشرة وحسن الخلق، وكان يقول صلى الله عليه وسلم:
«خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي» (رواه الترمذي، وصححه الألباني).