حوارات مع المستحيل ؟!

كيف نتمكن من جعل المستحيل ممكنا..... ؟؟

أولادنا بين التباس الهوية والغربة داخل بيوتهم .......

(من السهل أن نفتش ونجد في شخص ما، نقصا ما ، ربما يكون ذلك أسهل من إدراك ورؤية أهميته وقيمته الحقيقية).

أفضل أن أدعو ما سوف نقوم به من حوارات مع أولادنا ( نقاشا) أو (مناقشة) لا مجرد استجواب أو فحص.

إن لقائنا بأولادنا من موقع الرعاية والقوة يعني أن شيئا ما سيفعل لهم، لكن أن نحاورهم يعني أننا وهم سويا معا، ولابد أننا سنستجوب أولادنا ونجمع منهم وعنهم (المعلومات والحقائق) بشأن (رفاق السوء) وبشأن ما (قد يدخنونه) وأين( سيسهرون) ؟! ربما كان كل هذا من أجل أن نشفي غليلنا، لكن الذي سيحدث أننا سنزيد توترا وقد ندرك (حتما) أننا (ربما) لن نصل إلي الحقيقة، وإن وصلنا إليها، ثم ماذا؟؟ ما الذي سيحدث؟ وما الذي سيتم؟؟

من العادي والشائع أن ما يتوفر لدينا من معلومات تتجمع من إجابات ستكون غالبا محرفة، ناقصة، شائهة، كاذبة، ملتوية، وغير أمينة، معلومات خائفة، موسومة بروح الجبن، الكذب، التحدي، الخوف من البوح، انعدام القدرة علي المواجهة، نقص الشجاعة، قلة الاعتبار النفسي وفقدان الثقة بالنفس، من ناحية أخري فإن الحوار الهادئ ربما أدّى

إلى الالتفاف حول الأسرار، واحتواء الخوف، قتل الشكوك وتشجيع التعاون المثمر والمفيد.

الحوار ـ من ناحية أخري هو تبادل لفظي لملاحظات، عواطف، آراء، أفكار. الحوار يعني مشاركة الطرف الآخر (أولادنا) في عملية اكتشاف الإطار الذي يدورون داخل صورته، بمعني آخر اكتشاف عالمهم الخاص، محاولين معرفة كل الاحتمالات التي من الممكن أن تؤدي إلي مستقبل أفضل يمتلئ بالثقة لأولادنا .

اكتشاف عالم أولادنا يعطينا أكثر من فرصة للتعاون من أجل اكتشاف اتجاهات جديدة. تعلُم الحوار الصادق، الجاد والبناء، إعادة تقييم العلاقة الأبوية مع أولادنا لكي تتضمن الرعاية من خلال فهم أحلامهم قدر الإمكان، وخلق بيئة تتمكن من الوصول إلي الأهداف التي نريدها جميعا.

الحوار يزيل الحواجز المصطنعة بيننا وبين أولادنا.

عن العلاقة بين الآباء والأبناء علاقة معقدة وخفية، تحوي في طياتها احتمالات رؤى متسلطة، لأننا من هذا المنطلق نجني المعني المقصود ومن ثم تتحقق الفائدة من ذلك التفاعل الحي بين أفراد الأسرة الواحدة .

إذن فإن الحوار يكون حدثا (داخل الإنسان وفي عمق شخصيته).

الحوار الحقيقي يخلق إدراكا جديدا متجددا للعلاقة القائمة بين الآباء والأبناء، كما أنه يسمح بمراجعتها في ضوء آراء ونظريات أولادنا فيما يخص رؤيتهم لكيفية التغيير. ومن ثم فإن الحوار الذي يتم دون ما علاقة حقيقية صادقة، يبدو مثل ذلك الذي يأكل السندوتش بعد إفراغه مما فيه، فيصبح الطعم جافا بلا معني، غير مُجدٍ وغير مشبع، يفتقد إلي المضمون وإلي القيمة.

سنحاول سويا في هذه الدراسة أن نجعل المستحيل ممكنا ، من خلال استيعاب وتقدير وجهات نظر أولادنا فيما يحدث .

إن عالم أولادنا نقطة مركزية لكل ما يتعلق بهم من أمور تخص نفسيتهم، دراستهم، حساسيتهم، شخصيتهم، خطورة تعرضهم للإدمان، عنفهم المقصود وغير المتعمد ...... الخ

ومن هنا فإن اكتشاف عالم أولادنا يحتم بالضرورة عدم الاستماع (بالأذن الثالثة)، بمعني أن نحاول جاهدين إزالة كل النظريات التي تربينا عليها وتعلمناها وتلقناها من آبائنا، أن نزيلها كلها، أن استطعنا، وأن نصغي جيدا إلي أولادنا ولا نحصر آراءنا في قوالب جاهزة.

ان اكتشاف عالم أولادنا يتطلب ثلاثة أهداف رئيسية :

أن نتأكد من مشاركة أولادنا لنا فيما يخصهم من أمورـ وليس العكس.

أن نتأكد من روح أولادنا الإيجابية للعلاقة بيننا وبينهم.

أن نتعلم من أولادنا كيف يرون سبيل التغيير.

لكي نستعرض الهدفين الأول والثاني علينا أن نتأكد من كيفية اشتراك أولادنا في الحوار. وهنا سنحدد أهم علاقات النتائج والمحصلة النهائية التي سنصل إليها سويا. إن مساهمة الوالدين في مساعدة مثمرة أولادهما لا يمكن أن تتحقق إلا من خلال الفهم العميق لاحتياجاتهم، الإحساس النفسي والوجداني بهم، الحزم والحسم، لا العنف والغضب، التعاون والتآلف لا الرفض والنبذ، من خلال توحد وتعاون وثيق معهم. ومن ثم فإن مثل تلك العلاقة الثابتة الراسخة تحتاج إلي التجريب والتعديل وفق التغيرات القائمة والظروف المحيطة.

ولأن مشاركة أولادنا هامة للغاية، ولأن تقييم هذه المشاركة إيجابيا يكون علي نفس القدر من الأهمية، فإن هناك ضرورة ملحة لتشجيع زائد واهتمام خاص بهؤلاء الذين يقعون في شرك "المستحيل" وتصورات العناد، العنف، الغضب، الاكتئاب، الإدمان، اليأس، القنوط، الهروب، الإحساس بالفشل،المرارة، العذاب، التألم، إلي آخر تلك القائمة المرسلة من النعوت لحالات بعينها نراها يوميا أمامنا وقد لا ندرك حقيقة أسبابها .

إن مشاركة أولادنا في قهر ذلك المستحيل ونعوته لا تتأتى إلا بتبني نظرياتهم ووجهة نظرهم في التغيير.

إن هذا التبني يفرق كثيرا حينما ننظر إلي النتائج ونعيد ترتيب الأولويات ونبدأ بالنظر إلي كل الأشياء من الألف إلي الياء في تأن وهوادة.


تصورات للحل والعلاج :

الاكتشاف :

الأهداف :

- أن نضع قائمة تحدد كيف يمكن أن يشارك أولادنا في الحل والعلاج.

- أن نتأكد من أن أولادنا سيشتركون معنا في التجربة بشكل إيجابي.

- أن نتعلم منهم كيف يمكن أن يحدث التغيير.

نستطيع تحقيق ذلك عن طريق الآتي:

- أن نحاول جميعا أن نرى أولادنا أصحاء النفس والبدن، قادرين ومتمكنين.

- أن نعتمد كلنا على قدراتهم وأفكارهم.

- أن نجعل دورهم وإضافتهم لما هو متاح أمرا هاما وحيويا.

- أن نتأكد من أننا نفهم فعلا أولادنا ونعى وجهة نظرهم في كل الأشياء.

- أن نكون مرنين ومتعددي المحاور في كافة الاتجاهات، بمعنى ألا نسير على خط الترام الواحد، وألا نضع البيض كله في سلة واحدة، فليس هناك حل شامل كامل ناجح لمشاكلنا المتعددة .

- أن نستجيب ونكون ودودين، ونقترب من أولادنا أكثر ونكون لهم أصدقاء.

- أن نبحث عن فهم واقعي أصيل لأولادنا .

- أن نلتزم تماما بفهم ما يريده أولادنا فيما يخص الحل والعلاج لكافة المشاكل المطروحة .



إمكانيات الاستكشاف:

الأهداف :

· تعريف الحلول، الروابط بين الأشياء وبعضها، الاستثناءات، الصياغة التي تسمح بمنهج يحدد ما العمل ؟ والذي يقرر دون أوهام أن المشكلة لن تظل مشكلة أبد الدهر.

نحقق ذلك عن طريق :

· أن نسمح لأولادنا بطرح نظريتهم ورؤيتهم الخاصة للتغيير، للحل والعلاج.

· أن نركز أساسا على عملية التغيير.

· أن نبرز ما يمكن عمله بالفعل، وأن نتجنب ما لا يمكن تحقيقه عمليا وعلى أرض الواقع.

· أن نحدد ونعرف المشكلة وهى في تغيرها الدائم.

· أن نراجع الأمور بشكل مبدع، منتهزين كل الفرص المتاحة من خلال النقاش والحوار البناء.

الشرعية :

أهدافها : أن يستبدل الفساد القيمي بالأشياء الصحيحة ، بالشرعية المستمدة من القيم والأخلاق .

يتحقق ذلك عن طريق :

· أن نجعل اهتمامات أولادنا مشروعة .

· أن نحدد أهمية الصراعات الكامنة فى نفوسهم .

· أن نؤمن ونصدق أولادنا ، وأن نحترم عقولهم ونعتد بقدراتهم.

· أن نقبل أولادنا وأن نرى ذلك الجزء الطيب، الجيد، القادر فيهم، وأن نتجنب قدر الإمكان دور رجل الشرطة.

د.خليل فاضل

اليوم حماهـ تذبح مره اخرى .. اللهم عليك بالطاغية واعوانه .. اللهم اهلكهم و سلط عليهم .. اللهم ارنا عجائب قدرتك فيهم

في هالزمن تقدر تقول أن المثلث مستقيم وشي طبيعي لو تقيس الدائرهـ بالمسطرهـ !!

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابوزيد اخي زوج فاهم الله يعطيك العافية على طرح هذا الموضوع الرائــــع وتقبل خالص تقديري ابوزيــــــــــــد...,,,