|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته خاطرة .. قبل قليل قرأت عن آلام شباب تعرضوا للقسوة في طفولتهم .. ففضات خاطرتي بكل هذه السطور .. وشعرت بالأسف من وجود هذا الصنف من الآباء .. تربية الأبناء ليست مقتصرة على الأم بكاملها ، فالأب تقع عليه مسؤلية تربية طفله .. فطبيعة الرجل من حيث الخشونة والقسوة ، وتعامله من هذا المنطلق مع طفله ، يجعل هذه الصفات تترسخ في ذهن طفله ، فيتمثل الأب بها في مخيلته الصغيرة ، فيخاف الطفل من كل أمر يتلقاه من والده ، وينفذه خوفا منه ومن عقابه إن عصاه ، وليس حبا وطاعة له ، فلا يشعر بشئ إتجاه والده فهو لا يرى منه إلا الصراخ والعقاب والضرب .. لم ير منه أن مسح على رأسه وقبله ، وأجلسه بجواره يقربه ويدلله ، ويتحدث معه .. ويسئل عنه ويتفقد حاله ... لكن إذا نظرنا إلى سيرة النبي عليه أفضل الصلاة والسلام .. لم يستخدم يده على طفل ولا علىإمرأة ولا خادم .. وكان يستخدم ذلك في ضرب أعناق الكافرين .. كما قال القاضي عياض : " ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا قط بيده ولا امرأة ولا خادما إلا أن يجاهد في سبيل الله " .. فليس بلزاما بأن تكون طريقة التعامل من الرجل الضرب والصراخ ، لو بهذه الطريقة لألغينا وجود الأب كليا لكي نتخلص من أزمة سيسببها للطفل ، .. لكن هذا ليس بالحل الصحيح ؟!؟!؟ لأننا سنقع في خطأ أخر ، وهو لو لاحظنا الأطفال الذين تربوا من غير أب... (( إن كان الأب منفصل عن الآم ، أم ميت )) ... فإننا نلاحظ خلل في نفسيتهم ، لأن الطفل مثل ما يحتاج إلى عطف أمه ، فهو يحتاج ذلك من أبيه .. <<< إلى الآباء سأتحدث بصراحة ، وأتمنى أن تتقبلوا مني ذلك ، وأعتذر مقدما عن أي شئ ، وجزاكم الله خير الجزاء >>> الطفل مخلوق ضعيف جدا ، يفعل الكثيررررررررررررررر من الأخطاء وكوننا نحن آبائهم ، إذا نحن من يتولى تعليمهم وتصحيح أخطائهم .. وأيضا أرشادهم وتوجيههم ... ويمكننا معرفة ما يمر به الطفل من سن الولادة إلى البلوغ والمراهقة ، بالإستعانة بكتاب تربوي ، وأصبحت المكاتب تتمتلئ بها ، حتى أنه توجد كتب مترجمة .. وبهذا يسهل علينا معرفة ما يفكر به الطفل ، وفي أي سنة ينضج تفكيره ، ويستطيع فهم ما نقوله له .. تربية الطفل ليس بمسؤلية سهلة أبدا .. فالرجل لا يقف دورة في أن يتزوج وينجب أطفال ويصرف عليهم ويطعمهم فقط !!!!!!!!!! فهو شريك زوجته في الطفل ، فعليه أن يتولى تربيته .. ولا يجعل العمل والضغوطات عائق في تأديتة مهمته ، وهي الأعظم .. فالعمل يومي ، ومتعب ، وضغوطات ، وأخر الشهر راتب ... (( أي أنه شئ روتيني ولا بد منه ولا مفر )) ... ففي زمن الصحابة والسلف كانت أمورهم أعظم ، كانوا يجاهدوا في سبيل إعلاء كلمة الله ، ويقيموا كل الليل ، وغير هذا الصيام .. ويهبوا أنفسهم وأموالهم في سبيل الله .. وسبيل خدمة دينه .. فأين آباء هذه الأيام من هذه الأعمال ... ولمن أوكلوا مهامهم ..؟!!! فعند تربيتة لطفله تربية حسنة سينال الأجر من عند الله ، وسينال على دعائه له بعد موته ، وقبل ذلك يكون بجانبه عند كبره يبره ويرعاه عندما يحتاجه ، ويكون له فخر في الدنيا والآخرة ، فلقد زرع فيه الخصال الحسنة ، وعطف عليه ورعاه ، وبذل في ذلك الوقت والجهد ، فهو حتما بإذن الله سيرى نتيجة زرعه .. وبإذن الله تسره .. أعلم أن الضغوطات التي تواجه الرجل في عمله لكي يحصل على لقمة عيش تطفئ نار جوع أطفاله .. ويبذل كل الطرق لكي يشعرهم بالراحة .. وهذا ليس بالشئ السهل .. والطفل أيضا لا تقل أهميته عن ذلك ... لأن تعبه هذا بإذن الله تعالى لن يضيع هباءا أبدا.. وسيرى ثمرة تعبه وجهده وكده غدا .. ... وإن غدا لناظره قريب .. فليس أبدا بأسلوب تربوي الشتم والضرب ... ونحن كلنا لا نجهل مدى تأثر الطفل بشكل عكسي ومباشر لهذه التربية الخاطئة .. فكل هذا يخزن لا شعوريا في الطفل .. حتى وإن كان طفلا لا يفهم ولا يتحدث ويعبر عن نفسه .. وهذه التربية ستظهر جلية عند الكبر .. فلماذا نكون سببا في وجود هذا الطفل العدواني ، أو المنطوي المنعزل ، أو سليط اللسان كثير الشتم واللعن والمتلفظ بأبشع الألفاظ ، أو الأناني ، العنيد ...............ووووو إلخ من صفات .. كثيرا ما نسمع ونرى .. ويصبح قريبا للشر ، وأصحاب السوء ، .. حتى أن الآباء يتضجرون من تصرفات أولادهم .. فتفلت جميع الأمور من أيديهم ، وتخرج من سيطرتهم .. ويكون الوقت فات في تصحيح ماأهمل ، أليس هذا نتاج التربية والرعاية !! فيشعر الآباء دائما بالإحراج لا يستطيعون أن يخرجوا بهم عند أصدقائهم ، وتأتيهم شكاوي الواحدة تلو الأخرى من الجيران والمدرسة .. ولكن يتصرف الآباء في هذه المواقف مستخدمين الضرب ، وبذلك يعالج الخطأ بالخطأ .. فالضرب جعل للتأديب كما جاء الشرع .. وليس للتشفي .. في قضية الصلاة ((( أي لعبادة وليس لصوت أو حركة طائشة من طفل ))) .. فلقد جاء بالحديث الشريف : " " مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين ، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر ..." <<فإن كان الطفل قد قام بخطأ فادح وكان بإستطاعته التمييز ، وتكرر ذلك منه ، في هذه الحالة يسمح .. لكن بطريقة تأديبية .. >> وعجبي من موقف الأب عندما يناهل بكل قوته ويضرب جسم الطفل الصغير النحيل .. ذو النظرات البريئة التي تقول وبأعلى صوت كف عن ذلك جسمي لا يحتمل هذا .. وبعد هذه المعركة .. جسم الطفل يتغير إلى اللون الأزرق والأحمر ومناطق فيها دم .. وخدوش .. ربما تبقى آثارها .. وللأسف عندما ينظر إليهاالأب لا يتذكر من ماذا وكيف أصبحت أثرا وربما عاد الكرة مرة أخرى .. !!!!!! (((((( أين الرحمة في هذا الموقف ))))))) فكم سمعنا عن عقوق الأبناء لآبائهم ، فربما أنت سبب ذلك أو ساعدت على حدوث ذلك ، فالطفل عندما يشتد عوده ، سينسلخ عنك ويستقل بنفسه ، ويتركك من غير أن يسأل عنك ، فأنت من زرع في نفسه كرهك ، مع أنك في قرارت نفسك لم تقصد هذا .. وتتسائل : كيف له أن يتركني فأنا تعبت لأجعله شاب متعلم ، ووفرت له كل أساليب الراحة لينجح وينطلق ... ؟؟ << و يأتي الندم حيث لا ينفع الندم >> فراجع نفسك ، وقس أمورك بميزان العقل والأولويات ، .. ولا تجعل للظروف والمشاغل والأصدقاء يصرفوك عن فلذات أكبادك ، فإسمهم مقرون بإسمك .. وكم يهمك مصلحة وخلق أطفالك .. لأنهم أطفال اليوم ، وشباب المستقبل .. وأخيرا : اللهم هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين ، وأجعلنا للمتيقين إماما ... والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته |
||
مواقع النشر |
ضوابط المشاركة |
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
BB code متاحة
الابتسامات متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
|