الإفرنجي Syphilis :
هو مرض خمجي معمم ، ينتقل غالباً بطريق الجنس وتسببه اللولبيات الشاحبة Treponema Pallidum وهي لولبيات دقيقة تموت بسهولة بالوسط الخارجي و الجفاف و المطهرات الموضعية ويمكن أن تعبر المشيمة لتصيب الجنين .
يعتبر الإفرنجي من أهم الأمراض المنتقلة بالجنس ولم يسبقه في هذا المضمار في السنوات الأخيرة سوى متلازمة عوز المناعة المكتسب المعمم أو الإيدز.
وتتجلى خطورة الداء بإصابته للقلب ، و الجملة العصبية و الأحشاء و للتخريبات الموضعية التي يسببها في مراحله المتقدمة ولانتقاله إلى الجنين عن طريق الحامل المصابة . إنما يجب أن لا يسهى عن ذهننا أن التطبيق المبكر للعلاج المناسب، يعطينا أفضل النتائج ويؤدي للشفاء الكامل.
أدوار الإفرنجي : يقسم الإفرنجي إلى الأدوار التالية :
الإفرنجي الباكر: ويشمل الإفرنجي البدئي ( القرح ) و الإفرنجي الثانوي بتظاهراته و توضعاته المختلفة و الإفرنجي الكامن الباكر ( أقل من سنتين ).
الإفرنجي المتأخر : ويشمل الإفرنجي الكامن المتأخر ( أكثر من سنتين ) و الإفرنجي الثالث بإصاباته القلبية الوعائية ، العصبية ، و الجلدية .
الإفرنجي الولادي : ويقسم إلى إفرنجي ولادي باكر ، إفرنجي ولادي كامن وإفرنجي ولادي متأخر .
العدوى : ينتقل الإفرنجي الكسبي بالعدوى من إنسان لإنسان وتشكل العدوى الجنسية السبب الأول وتشاهد في حوالي 95% من الحالات ويفترض لدخول البريمية الشاحبة وجود تسحج سطحي : حلأ بسيط قرح جربي ، تسحج رضي . .. حيث أن البريمية لا تخترق الجلد السليم أما الإفرنجي الولادي وسببه عبور البريمية الشاحبة للمشيمة لتصيب الجنين وقد تكون العدوى بالتماس المباشر أثناء تقدم الجنين في المجرى التناسلي أثناء الولادة .
الحضانة : يبلغ زمن الحضانة وسطياً ثلاث أسابيع إنما شوهدت حوادث امتد فيها زمن الحضانة لمدة أطول ( 100-110 أيام ) خاصة إذا أعطيت كميات زهيدة من المرديات . وقد يكون زمن الحضانة أقصر من ذلك ، ثم تظهر أول العلامات ، وتسمى القرح الإفرنجي .
القرح الإفرنجي : وهو تسحج سطحي ، غير مؤلم ، واضح الحدود من 0.5 - 1 سم قطراً وقد يكون متعدداً ( حلأي الشكل ) لونه أحمر مثل لون اللحم النيئ ، قاعدته قاسية قساوة غضروفية لذا سمي القرح الصلب.
يتوضع القرح في منطقة العدوى لذا يظهر غالباً على الحشفة ، الثلم الحشفي ، الفرج ، العويكشة، الشفران ، عنق الرحم . إنما قد يظهر أيضاً على الشفة ، اللسان ، اللوزة ، الإصبع ( عدوى مهنية ) وقد شوهدت حوادث ظهر فيها القرح الإفرنجي على الذقن ، وكثيراً ما يتوضع على الشرج حيث يمر دون أن يكتشف . يترافق القرح بضخامة عقدية واضحة في المنطقة الموافقة ومكونة من مجموعة من العقد القاسية غير المؤلمة و المتحركة ويغلب أن تكون وحيدة الجانب إنما قد تكون ثنائية الجانب .
يمكن للقرح الإفرنجي أن لا يأخذ هذا الشكل النموذجي (50% من الحالات غير نموذجية) فقد يكون مؤلماً، متعدداً متقرحاً أو قوبائياً ويندر أن لا يترافق بضخامة عقدية .
يستمر القرح لعدة أشهر وقد يمتزج مع علامات و تظاهرات الإفرنجي الثانوي ، وقد يغيب لتظهر الإفرنجيات الثانوية . ولابد من التشخيص التفريقي عن كافة التقرحات التي تظهر في المنطقة : القرح اللين ، الحبيبوم الزهري ، الحبيبوم المغبني، الحلأ التناسلي، التقيحات التقرحات الرضية، الجرب ( القرح الجربي ) القلاع على المنطقة التناسلية ، الإندفاعات الدوائية .
التشخيص : تكون التفاعلات المصلية للإفرنجي سلبية في مرحلة القرح (تصبح إيجابية بعد 3 أسابيع من ظهور القرح) إنما يكون إجراء التفاعلات ضرورياً لمراقبة التطور . ويتم التشخيص في هذه المرحلة من خلال :
1- الفحص العبيط من كشاطة من القرح وتفحص بالمجهر على ساحة مظلمة.
2- تلوين البريميات بالحبر الصيني أو بنترات الفضة .
3- تحري البريميات من العقد المرافقة ببزل العقدة و التحري عن البريميات بإحدى الطريقتين السابقتين . ولوجود البريميات في القعدة أهمية أكبر من إيجاد البريميات في القرح .
الإفرنجي الثانوي : وهو مرحلة تعمم الإنتان البريمي وسنعددها حسب توالي ظهورها : الإفرنجيات البقعية : وتسمى الوردية الإفرنجية وتظهر بعد حوالي شهرين من العدوى ، وتتجلى ببقع ذات لون وردي خفيف ( زهر الدراق ) وتكشف بالنظر إليها بإضاءة غير مباشرة أو عبر زجاجة زرقاء . تتوضع هذه الإندفاعات على الجذع خاصة على الخاصرتين ، الاندفاعات غير وسفية وغير حاكة وكثيراً ما تمر دون أن يشعر بها .
تترافق دوماً بضخامة عقدية صغيرة ، ومتعممة في المناطق الإبطية ، المغبنية ، فوق الترقوة ، فوق البكرة ، المنطقة الرقبية خلف العضلة القزائية ووجود العقد دليل على تعمم الخمج ولوجود العقد أهمية سريرية كبيرة لوضع التشخيص السريري .
التشخيص التفريقي : عن الورديات غير الإفرنجية ( الجذامية ، الغصلية ) ، عن الإندفاعات الدوائية ، النخالية الوردية التي تتميز عنها بوجود الوسف .
التطور : تتطور اندفاعات الوردية الإفرنجية نحو الزوال حتى دون تطبيق أي علاج ، وقد تخلف مكانها تصبغات خفيفة وإن ظهورها في فروة الرأس قد يسبب سقوط الأشعار خاصة في المنطقتين الجداريتين و المنطقة القفوية وتسمى الحاصة الخلالية وهي مميزة للإفرنجي .
اللويحات المخاطية : التوضع الرئيسي للإفرنجي الثانوي على الأغشية المخاطية بشكل سطوح متسحجة يسترها غشاء أبيض رقيق ومتهتك ، تتوضع خاصة على الغشاء المخاطي للفم و اللسان و البلعوم و الشفتين وعلى الأغشية المخاطية للشفرين و المهبل .
العقد اللمفية متضخمة ولها نفس صفات العقد في الوردية الإفرنجية . اللويحات المخاطية غنية جداً بالبريميات الشاحبة وبالتالي فهي شديدة السراية .
التشخيص التفريقي : عن كافة الأمراض التي تسبب تسحجات على الأغشية المخاطية : داء الفقاع، الفقاع الفقاعاني ، الحزاز المسطح التسحجي الاندفاعات الدوائية ، القالع وغيره . ..
الإفرنجيات الحطاطية : وهي تتلو الوردية الإفرنجية بالظهور ، وذلك حوالي الشهر الرابع من بدء الإصابة ولجميع الاندفاعات الحطاطية الإفرنجية صفات مشتركة وهي : اللون العبق النحاسي ، الارتشاح ، القساوة وغياب الأعراض الشخصية سوى ألم محدث بسيط إذا ضغط على مركز الحطاطة الإفرنجية برأس مدبب ( علامة أولندورف ) . ولهذه الإفرنجيات أشكال حسب شكلها السريري : الصدفية ، القوبائية ، البثرية ، الجريبية ، وذكرت حوادث تقرحية لدى المرضى ناقصي المناعة .
أما من ناحية التوضع فتوصف الإفرنجيات الراحية الأخمصية وهو توضع انتقائي ونموذجي ، الجبهة، الثلم الأنفي الوجني ، و الأنفي الشفوي ، ملتقي الشفتين ( الصوارين ) حيث تلتبس بمذح الصوارين وتتميز عنه بالارتشاح و الشق المركزي ( كمثل تفاحة قطعت بسكين ) ، الجذع و الناحية التناسلية ( القضيب و الصفن و الفرج ) وأحياناً الثنيات المغبنية و الإبطية حيث تأخذ مظهراً متسحجاً ومتعطناً وحين ظهورها على الشرج فإنها تعطي ما يسمى :
الورم القنبيطي المنبسط Condyloma Lata
ويتميز بتشكل سطوح متسحجة ، حدودها صريحة ، ينز منها مصل كريه الرائحة ومليء بالبريميات وقد يحدث أن تصاب حطاطات بالتسحج والتعطن، ويجب أن يميز عن الورم القنبيطي المقمم التؤلولي المنشأ . وقد يتشارك الاثنان بظهور الورم القنبيطي المقمم على ورم مسطح ، لذلك بجب في حال الشك إجراء التفاعلات المصلية النوعية من تظاهرات الإفرنجي الثانوي الأخرى : الحاصة الخلالية التي سبق ذكرها وتصيب خاصة المنطقة الجدارية و القفوية ، التبدلات التصبغية على الجذع بشكل رقطات يعتقد أنها عقابيل للوردية الإفرنجية وتسمى قلادة الزهرة
Leucoderma Syphiliticum ( Necklace of Venus )
يمكن للإفرنجيات الحطاطية أن تلتبس بكل الآفات الحطاطية المرتشحة : الصدف ، الحزاز المسطح... وأن تشبه كل الآفات ( المقلد الأكبر ) وهي تترافق دوماً بضخامة عقدية .
الإفرنجي المتأخر ويشمل :
1- الصموغ الإفرنجية : وهي الشكل المخرب وتظهر بعد 2-3 سنوات من العدوى لدى أشخاص أهملت معالجتهم أو عولجوا معالجة ناقصة ويمر الصمغ بأربع مراحل : الفجاجة ، التلين ، التقرح و التنوسر وأخيراً الترمم و التندب مخلفة ندبات دائمة . يمكن أن تصاب أي منطقة من الجلد وقد يصيب الأغشية المخاطية وإن شراع الحنك هو أحد المناطق المفضلة فيتقرح ويخرب اللهاة وقد يؤدي إلى انثقاب سقف الحلق إذا توضع هناك ويؤدي إلى علامات هامة كالخنة و السيلان الأنفي ويمكن أن تتوضع في اللسان وتكون متعددة معطية للسان مظهراً عجرياً ويؤدي إلى تقرحات .
2- الطلوان Leucoplakia وكثيراً ما يكون من تظاهرات الإفرنجي الثالثي وهو يبحث عادة بالتفصيل مع آفات الأغشية المخاطية .
من التظاهرات الجلدية الأخرى اندفاعات حطاطية نحاسية مرتشحة ومخربة وكثيراً ما تأخذ أشكالاً مقوسة وقد تلتبس بسل الجلد الساعي .
3- الإفرنجي العصبي : التباس ، و الهزع و الشلل العام .
4- الإفرنجي القلبي الوعائي : التهاب أبهر وأم دم .
5- الإفرنجي الكامن : يتجلى بإيجابية التفاعلات المصلية دون أي تظاهرات جلدية أو جهازية وسلبية التفاعلات المصلية للسائل الدماغي الشوكي .
الإفرنجي الولادي : وهو الإفرنجي الذي ينتقل إلى الجنين أثناء الحمل بعبور البريميات للمشيمة في حوالي الشهر الرابع للحمل فيصاب الجنين وتحدث إسقاطات متكررة ، وإذا بلغ الحمل غايته يأتي الجنين مصاباً بأعراض الإفرنجي الولادي الباكر : الاندفاعات الفقاعية الراحية الأخمصية ( الفقاع الإفرنجي ، إصابات حشوية ( كبدية ، عظمية ، مفصلية ) .
الإفرنجي الولادي المتأخر : وله أعراض نذكر منها : التهاب القرنية الخلالي ، التهاب السمحاق ويصيب الطنبوب خاصة ( بشكل السيف ) . صموغ إفرنجية ، إصابات عصبية ، صمم ، تشوهات أسنان ( أسنان هتشنسون ) .
الإفرنجي الولادي المتأخر : وهي تكشف أضداد موجودة عند حامل المرض وتسمح غالباً بالتشخيص الجازم وهي على نوعين :
التفاعلات المصلية غير النوعية : وهي إما تفاعلات تحوصب أو تفاعلات انحلال دم حسب الطريقة ونذكر منها : كان ، كلاين ، VDRL لا تصبح هذه التفاعلات إيجابية إلا بعد مضي حولي ست أسابيع على الإصابة ، لذلك فهي لا تفيد في التشخيص المبكر . كما أنها قد تكون إيجابية كاذبة في بعض الأمراض : الجذام الورمي ، الملاريا ، داء وحيدات النوى الخمجي ، إبيضاضات الدم . عندها يجب اللجوء إلى التفاعلات النوعية للتأكد من التشخيص .
التفاعلات المصلية النوعية : نذكر منها اختبار ومضان البريميات ( F.T.I ) وهو أبكر التفاعلات إيجابية .
اختبار سكون البريميات أو تفاعل نلسون ( T.P.I ) وتتأخر إيجابيته إنما نوعيته عالية وهو تفاعل صعب ومعقد ولا يجري إلا في المراكز جيدة التجهيز ويفضل في الوقت الحاضر إجراء تفاعل ( TPHA ) لسهولة إجرائه .
المعالجة : البنسلين هو العلاج النوعي و المفضل ، ويجب إعطائه و الاستمرار به المدة الكافية ( عشر أيام على الأقل ) وهناك طرق متعددة لاستعمال البنسلين إنما المهم المحافظة على حد أدنى وهو 0.03 وحدة بنسلين في كل مم 3 . وذلك المدة الكافية للقضاء على البريميات ( عدة أطوار من انقسام البريمية و البالغ حو الي 30 ساعة ) يطبق إعطاء البنسلين بطرق مختلفة فقد يعطى البنسلين بروكائين النصف المديد أو البنزاتين بنسلين المديد ، أما العلاج بالبنسلين المبلّر فقد بطل استعماله لسرعة انطراحه وضرورة إعطاء حقن متكررة وعدم ثبات مستواه في الدم .
أما في حال حساسية المريض على البنسلين فيمكن إعطاء التتراسكلين أو الأرترومايسين .
التعديل الأخير تم بواسطة OnlyAbdullah ; 18-11-2004 الساعة 08:01 AM