.
و أما أنا ...
فلا أرى أنكِ " على علاقة " معه حقّاً ؟
ما أجده فيما قرأت و الله أعلم هي مجرد حالة خرجت من صدمة عاطفية للتو ،
حالتها النفسية المضطربة تلك مع إنزوائها على نفسها فضلاً عن الانخراط
بكثير من مظاهر أو مسلمات الحياة الاجتماعية " الواقعية " اليومية ،
دفعاها هذان
-التجربة السيئة+ الفراغ العاطفي- إلى البحث عن متنفس أو ملجأ حتى لو كان مشوهاً أو وهمياً
، قد يتمثل غالباً في إيجاد شخص تحادثه لمجرد الحديث عن كل صغيرة حقيرة وكبيرة في مواضيع فضفاضة
قد لا تكمن فيها أي أهمية حقاً ، ...
تلك الأحاديث العابرة قد تجري بينها و بين أي مخلوق بشري على وجه الأرض صديقة كانت أم زميلة ،أم أخت أم أخ،
أنثى كان أم ذكراً ، هو الأمر سيان .
بعد ذلك ...
أي بعد مجرد تلك الأحاديث العابرة ، التي ليست من منطلق الحميمية في المادة و ربما حتى العاطفة ،
أصدرت بنفسها رسالة سلبية "
أنا على علاقة بــ" لترسخ في "
عقلها الباطن " ثم
تعمل بمقتضاها ،
*
و الأمر هنا قد أشبهه بشاب
غير مدخن قط، بينما يعلم بحرمة الدخان و ضرره ،
و بينما يصاحب ثلة من المدخنين ، حتى ذات جلسة معهم وهم يدخنون إلى أن اختنق الجو بالدخان ،...
فقال فزعاً في نفسه :
-"
يا آلهي ، هاأنا أدخن ، هاأنا أرتكب الحرام... أنا دخنت ، أنا ارتكبت الحرام ".
ثم أخذ طوال الوقت يردد ذلك ، حتى انتهى به المطاف أن ..
أمسك بسيجارة و أشعلها ، وقام بالتدخين فعلاً
.*
وكذلك ...
بنفس الطريقة ربما لو كانت من تحدثين هي "صديقتك أو أختك أو أمك " ،
فإنك بمقتضاها قادرة على إقناع عقلك الباطن بأنك "
على علاقة مع صديقتك أو أختك أو أمك " ؟
الخلاصة :
كما قدرتِ على إقناع نفسك بأنك على علاقة معه ،
فإنك قادرة على إقناعها بأنكِ لستِ كذلك قطعاً ، ثم تقطعين دابر الشيطان مباشرة من أي وسيلة تواصل بينكما.
و أختم بمقولة الأمام ابن القيم :
"
و نفسك إن لم تشغلها بالحق ، أشغلتك بالباطل ".
__________________________________________________ __
*،
جاءت رسالتها هذه من عدم استقرار نفسي وذهني ، أي " شتات داخلي"
ما يثبت وجوده هو هذا الموضوع الذي طرحت ؟ بمعنى أنها لم تكن لتصدر هذه الرسالة السلبية و تطرح هذا الموضوع؟ لو لم تكن حقاً تبحث عن نتيجة مسستقرة لذاك الشتات .
* ربما ذلك من مداخل الشيطان و الله أعلم ونسبة العلم له أسلم ،
فهو يعظم هوى المرء "المحرم" كأنه غول لايمكن كبح جماحه ؟
وبعد الوقوع في المعصية يهول أمر المغفرة ، وكأنما لن يغفر له أبدا ؟
وحتى ينتهى المطاف باقتراحه" الملعون" أن الأوآن" قد فات " ،
و أنه ماعاد المرء يملك من الأمر شيء سوى الإذعان و الاستسلام المطلق لشهواته.
إن أخطأت فمن نفسي و الشيطان ، وإن أصبت فمن الله وحده له الأسماء الحسنى و الصفات العلا،
و الله أعلم ونسبة العلم له أسلم ،
" سبحانك اللهم و بحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك" .
.